عدن: تظاهرة لـ"ثورة النسوان" في الشوارع الخلفية بعد منعها من الأمن
الرأي الثالث - متابعات
واصلت "ثورة النسوان" تظاهراتها الاحتجاجية في أكثر من محافظة جنوب ووسط اليمن،
رغم أنّ قوات الأمن في العاصمة المؤقتة عدن، منعت تظاهرة احتجاجية نسائية، في ساحة العروض الرئيسية، كان مقرراً لها اليوم عصر السبت، ضمن" ثورة النسوان" المستمرة للأسبوع الثالث على التوالي.
وتأتي التظاهرات احتجاجاً على تردي الأوضاع الإنسانية والخدمات الأساسية، وتدهور العملة الوطنية والاقتصاد وارتفاع الأسعار في المواد الأساسية،
لكن المتظاهرات تظاهرن في الشوارع الخلفية من ساحة العروض لمواصلة "ثورة النسوان" الاحتجاجية التي امتدت إلى خارج عدن لتصل إلى لحج وأبين وأخيراً محافظة تعز.
شهود عيان أكدوا أنّ ساحة العروض الواقعة في وسط مدينة خور مكسر وسط عدن، والتي كان من المقرر أن تشهد احتجاجاً نسائياً سلمياً كما هو المعتاد،
شهدت احتلالاً كاملاً من قبل قوات وأجهزة أمنية متعددة، بينها الشرطة النسائية، انتشرت داخل الساحة وأغلقت مداخلها ومنعت النساء من الوصول إلى الساحة أو التجمّع فيها عصر اليوم السبت،
ورفض الجنود دخول النساء اللاتي حضرن من مختلف مناطق عدن للمشاركة في هذه الفعاليات والاحتجاجات ولمواصلة ثورتهن النسوية، ما دفعهن إلى التظاهر في الشوارع القريبة من ساحة العروض، لإيصال رسالتهن.
الناشطة أحلام عمر قالت إنها ذهبت للمشاركة في هذه الفعالية بصورة سلمية، لكن عندما وصلت إلى محيط ساحة العروض فوجئت بكمية الأطقم والقوات الأمنية الموجودة في محيط الساحة وداخلها،
مشيرة إلى منعها هي ومن كان معها من الدخول إلى ساحة العروض، رغم محاولة الشرح بأن فعاليتهم سلمية، وستكون لمدة ساعة فقط.
وأكدت عمر أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل واضطرت وغيرها الكثير من النساء إلى التظاهر في الشوارع الخلفية بعد منعهن من الوصول إلى ساحة العروض، واعتبرت أن هذه الإجراءات "بمثابة قمع للحريات والوقوف ضد مطالب الناس الحقوقية".
من جانبه، قال الناشط أحمد حميدان، في منشور له على صفحته في فيسبوك، "قررت أن أذهب لأتابع ما قد يحدث في ساحة العروض من كثب،
فإذا بالساحة تمتلئ بالأطقم العسكرية والجنود المدججة بالسلاح وملثمين وكأنهم في معركة مصيرية، وبعض النساء الذين يحاولون دخول الساحة، وتعترضهن شرطيات، يعيد للذاكرة شعار الشرطة في خدمة الشعب، وفي مشهد اليوم الشرطة في مواجهة الشعب، ولخدمة السلطة".
الجنة الأمنية قد أقرت الأسبوع الماضي وقف إقامة أية فعاليات أو مظاهرات أو وقفات احتجاجية، بشكل مؤقت خلال الفترة الحالية
وأضاف حميدان "ونحن نتابع المشهد بصمت من أمام الساحة وإذا بطقم عسكري يداهمنا وبشكل مهين تم القبض على الموجودين وكنت أحدهم، وبعد نقاش وأخذ ورد أخذوا الشباب وأطلقوا سراحي على أن أغادر الساحة،
مع العلم أن السخط العام يلعنهم حتى في الحافلة التي أقلتنا إلى المنصورة، إحدى النساء تدعو عليهم دعاء مظلوم ومقهور مما حصل، ودعاء المظلوم مجاب".
مصدر أمني قال إن اللجنة الأمنية أقرّت الأسبوع الماضي وقف إقامة أي فعاليات أو تظاهرات أو وقفات احتجاجية، بشكل مؤقت خلال الفترة الحالية، بعد ما شهدته ساحة العروض، السبت الماضي، في "ثورة الرجال" من استهداف قوات الأمن خلال تأمين الوقفة الاحتجاجية.
كما أكد المصدر، أن القائمين على التظاهرة النسوية لم يحصلوا على تصريح لإقامة هذه الفعالية، كما رفض المصدر اتهام البعض لهم بالوقوف ضد مطالب الناس وحقوقهم، من خلال رفض وقمع محاولة التعبير عن مطالبهم الحقوقية ومعاناتهم، مشدداً على أنّ قوى الأمن أكدوا أكثر من مرة أن الأمن مع مطالب الناس.
ورغم منع قوات الأمن النساء من الوصول إلى ساحة العروض لتنفيذ تظاهرتهن الاحتجاجية وتأجيج الغضب في الشارع بعدن،
إلا أنّ النساء أقمن تظاهرات في الشوارع الفرعية لمدينة خور مكسر، والشوارع الخلفية لساحة العروض، ورددت المتظاهرات شعارات ورفعت لافتات تطالب بتوفير الخدمات مثل الكهرباء والماء والصحة ودفع الرواتب ورفعها وفتح المدارس وتعليم الطلاب، إضافة إلى وقف انهيار العملة الوطنية والاقتصاد وارتفاع الأسعار.
وعلى غرار نسوة عدن فقد امتدت احتجاجات "ثورة النسوان" إلى مدينة تعز وخرجت تظاهرة احتجاجية، صباح اليوم السبت، في جولة العواضي، ضد تردي الأوضاع الإنسانية والخدمات الأساسية في المدينة.
ورددت المتظاهرات شعارات تندد بالحكومة والسلطات المحلية، وتطالب بتحسين الأوضاع والخدمات، من كهرباء وماء، وتعليم، وصحة، واقتصاد، كما رفعن لافتات أبرزها "من حقنا نعيش بكرامة".
