
اليمن تحت الرماد.. حين يُستبدل الوطن بالشعار!
بينما تنهال الصواريخ على البنية التحتية اليمنية وتتساقط الموانئ والمطارات والمصانع كأحجار الدومينو يرقص قادة ميليشيا الحوثي على أنقاض وطنٍ ممزق وكأن الدمار ضمانة لبقائهم وسط الخراب. فالمعادلة التي فرضوها على اليمنيين باتت واضحة لا دولة، لا مؤسسات، لا حياة، بل سلطة قمعية مستندة إلى الخوف والدم والبارود.
وفي الوقت الذي تحترق فيه منشآت اقتصادية حيوية كموانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف ومصنعي باجل وعمران وصولاً إلى مطار صنعاء ومحطات الكهرباء لم يظهر من الحوثيين أي موقف مسؤول أو نية حقيقية لوقف النزيف،
بل على العكس يواصلون إشعال الحرائق تحت شعارات جوفاء عن مواجهة أمريكا وإسرائيل والاستكبار العالمي، وهي ذريعة لا تقنع سوى من يجهل حقيقة هذه الجماعة الظلامية وحجم الخراب الذي أُلحق باليمن تحت عباءتها.
المؤلم في المشهد أن هذه الجماعة الكهنوتية تمارس تدمير الدولة بشكل ممنهج وتُفشل أي مساعٍ لاستعادة الاستقرار أو بناء مؤسسات وطنية وكل ذلك ليس سوى جزء من مشروع طويل الأمد يرتهن اليمن لقوى خارجية ويقدّمه قرباناً لصراعات لا ناقة له فيها ولا جمل.
الضربات الجوية التي تستهدف مواقع الحوثيين مؤخراً رغم طابعها العسكري لا تخلو من تبعات كارثية على المدنيين والبنية التحتية،
والأسوأ أن المواطن اليمني الذي كان يتألم سابقًا لأي ضرر يمس بلده بات اليوم يراقب بصمت وربما بسخرية من هول ما عاناه تحت سلطة الميليشيا لقد تحول الصمت إلى وسيلة للتعبير عن الحنق والغضب من نظام لا يعرف إلا البطش وتقديس الخراب وفتح المقابر.
ليس الحوثي وحده من يتحمل مسؤولية ما آل إليه الوضع بل أيضاً من مهد له الطريق بالتخاذل ومن صمت عن جرائمه ومن انخدع بشعاراته الزائفة
أما اليوم فلم يعد أمام اليمنيين خيار سوى أن ينتزعوا قرارهم بأيديهم فالخلاص لن يأتي من الخارج بل من الداخل من إرادة شعبية خالصة ترفض أن يُحكم اليمن بقوة السلاح والدمار وخرافات الكهنوت وبقايا الإمامة.
آن الأوان لاستعادة الوطن من براثن الانقلاب وإنهاء هذا المشروع الظلامي الذي صادر الحياة والكرامة وسرق من اليمنيين حاضرهم ومستقبلهم..
فكل دقيقة تمر تُخلف وراءها مزيداً من الركام ومزيداً من المقابر ومزيداً من الألم والأوجاع.
إن اليمن اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى قادة شرفاء يأتون من الميدان من أوساط الشعب الذين تقاسموا معهم الأوجاع والأحزان والجراح والدم.. رجال يحملون الهم الوطني ويضعون مصالح الشعب فوق كل اعتبار.
بقلم: أ. بشير الحارثي