
العدوان الإسرائيلي يعلق رحلات مطار صنعاء.. و500 مليون دولار خسائر
الرأي الثالث - متابعات
أعلن المدير العام لمطار صنعاء الدولي خالد الشايف، اليوم الأربعاء، تعليق جميع الرحلات الجوية حتى إشعار آخر، نتيجة "الأضرار الفادحة" الناجمة عن العدوان الإسرائيلي للمطار، أمس الثلاثاء.
وقال الشايف: "نتيجة للعدوان الصهيوني على مطار صنعاء الدولي وما نجم عنه من أضرار فادحة، تقرر تعليق جميع أنواع الرحلات من والى المطار حتى إشعار آخر".
وأوضح الشايف ، أن "الخسائر الأولية للعدوان الصهيوني على المطار تقدر بنحو 500 مليون دولار مع استمرار عملية تقييم الأضرار"،
مضيفاً أن "العدو دمر الصالات في مطار صنعاء بكل ما تحويه من أجهزة ومعدات، ومبنى التموين سوّي بالكامل".
وأكد الشايف أن "6 طائرات استهدفها ودمرها العدو بشكل كامل 3 منها لليمنية".
وأضاف أن "شركة الخطوط الجوية اليمنية خسرت ثلاث طائرات في العدوان الصهيوني ولم يبق لها إلا طائرة واحدة كانت في عمان".
وبين 2016 و2022، توقف مطار صنعاء الدولي عن العمل ما عدا للرحلات التي تنظمها الأمم المتحدة، في ظل النزاع بين الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي،
ومنذ أكثر من ثلاث سنوات عاودت الخطوط الجوية اليمنية رحلاتها عبر المطار بعد أن توصل أطراف النزاع في إبريل/نيسان من العام الماضي إلى اتفاق هدنة برعاية أممية شملت إعادة فتح مطار صنعاء بعد توقف دام لأكثر من ستة أعوام، ودخول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة شمال غرب اليمن.
وتقوم الخطوط الجوية اليمنية منذ نحو ثلاثة أعوام بتشغيل رحلات أسبوعية عبر مطار صنعاء تقتصر على العاصمة الأردنية عمّان، فيما تزداد التعقيدات المتعلقة بتوسيع وجهات الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء.
تعطيل كامل
والثلاثاء، قالت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة في بيان مقتضب نشرته على تليغرام: "عدوان أمريكي إسرائيلي يستهدف مطار صنعاء الدولي بسلسلة غارات".
وفي بيان آخر ذكرت القناة أن "العدوان الأميركي الإسرائيلي استهدف محطة كهرباء ذهبان المركزية بمديرية بني الحارث ومحطة توزيع كهرباء عصر بمديرية معين، إضافة إلى منطقة عطان في العاصمة صنعاء.
وأضافت القناة أن "العدوان الأميركي الإسرائيلي استهدف كذلك محطة كهرباء حزيز المركزية بمديرية سنحان بمحافظة صنعاء". وأشارت في بيان آخر إلى أن "العدوان الأميركي الإسرائيلي استهدف مصنع أسمنت عمران في محافظة عمران (شمال البلاد)".
في المقابل، أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان الثلاثاء، تعطيل العمل بمطار صنعاء الدولي بشكل كامل وإخراجه عن الخدمة، جراء قصفه من جانب سلاح الجو،
لافتا إلى أن "هذا القصف يأتي في إطار الرد على الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون يوم الأحد الماضي على مطار بن غوريون الدولي وسط إسرائيل".
وقالت مصادر خاصة في صنعاء إن العدوان الإسرائيلي دمر مبنى المسافرين في مطار صنعاء الدولي بالكامل بما في ذلك صالات المغادرة والوصول، إضافة إلى ثلاث طائرات تابعة للخطوط اليمنية كانت رابضة في مدرج المطار،
وهو ما دفع الخطوط الجوية اليمنية إلى تعليق جميع رحلاتها من وإلى مطار صنعاء الدولي حتى إشعار آخر، بعد ساعات من القصف الإسرائيلي.
يشارإلى أن قطاع النقل الجوي في اليمن يتسم بصغر حجمه مقارنة بقطاعات النقل الجوي في المنطقة العربية والعالم، سواء من حيث عدد المطارات العاملة أو البنية التحتية والتجهيزات أو خطوط الطيران العاملة من وإلى تلك المطارات،
فإلى ما قبل العام 2015 كانت يعمل في اليمن نحو 14 مطاراً منها ستة دولية والباقية محلية. ونتيجة لظروف الصراع والحرب توقفت أغلب تلك المطارات بسبب ما تعرضت له من دمار، أو بسبب إجراءات الإغلاق على الأجواء اليمنية.
ونتيجة لإغلاق المطارات الدولية أمام الرحلات التجارية واقتصار العمل منذ أغسطس/آب 2016 على مطاري عدن وسيئون، فقد تراجعت القدرة التشغيلية للمطارات الدولية اليمنية بصورة كبيرة،
حيث تراجعت حركة الطيران الواصلة إلى المطارات اليمنية والمغادرة منها من نحو 33812 رحلة في العام 2014 إلى نحو 9383 رحلة عام 2022، وبذلك فقد بلغت القدرة التشغيلية للمطارات اليمنية نحو 28% فقط من قدرتها التشغيلية عام 2014 ،
كما تراجع عدد المسافرين من اليمن وإليه عبر النقل الجوي من نحو 2.7 مليون مسافر في العام 2014 إلى نحو 653 ألف مسافر فقط حتى نوفمبر 2022 وبنسبة لا تزيد عن 24% من عدد المسافرين عام 2014.
وكان لمطار صنعاء الدولي النصيب الأكبر من التعطيل وتراجع قدرته التشغيلية وبالأخص منذ عام 2016 والذي مُنعت الرحلات التجارية الواصلة إليه أو المغادرة منه وتحويل المسافرين إلى مطاري عدن وسيئون،
قبل أن يعاد فتحه جزئياً في إبريل/نيسان 2022، ولوجهة واحدة فقط (صنعاء عمان) فقد بلغ عدد المسافرين الدوليين عبر مطار صنعاء عام – 2022 نحو 54 الف مسافر مقارنة بنحو 1.4 مليون مسافر عام 2014،
وبذلك لم تتجاوز القدرة التشغيلية للمطار خلال العام الواحد منذ إعادة تشغيله نسبة 3.5% من طاقته التشغيلية عام 2014.
أزمة خانقة
وعلى صعيد آخر، تشهد صنعاء ومدن يمنية تحت سيطرة الحوثيين أزمة وقود خانقة بسبب القصف الأميركي لميناء رأس عيسى النفطي.
وأعلنت شركة النفط اليمنية التابعة للحوثيين، أول من الاثنين، أنها اضطرت إلى تفعيل خطة الطوارئ في كل محطاتها ومحطات وكلائها، بهدف إدارة المخزون المتاح حالياً.
وقالت الشركة إن الإجراء مؤقت، إلى حين تمكن السفن من الرسو على الأرصفة واستئناف عمليات التفريغ في ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة غربي البلاد، والذي يتعرض لعدوان مستمر.
وأوضحت الشركة أن هذا الإجراء سببه "استمرار العدوان الأميركي الغاشم الذي استهدف منشآت الشركة الحيوية"، إذ تم استهداف ميناء رأس عيسى النفطي في 17 إبريل/نيسان الماضي، ودُمرت جميع منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن.
وأضافت الشركة أن الاستهداف تجدد في 25 إبريل الماضي ما أدى إلى إخراج المنشآت عن الخدمة مجدداً، وتضررت سفينة نقل البنزين "سفن بيرلس" وأصيب ثلاثة من طاقمها يحملون الجنسية الروسية.
وأدت هذه الأزمة إلى شلل تام في الحركة تسود المدن اليمنية الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حيث بدت شوارع صنعاء شبه خالية من حركة السيارات والمركبات وسط قلق بالغ في أوساط المواطنين من سريان أزمة خانقة في الوقود تعيدهم للوضع الذي كان سائداً قبل نحو ستة أعوام.