
نقاط اليوم الأول لمفاوضات شرم الشيخ بشأن غزة وأبرز العقبات
الرأي الثالث - وكالات
كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الجارية في مصر، اليوم الاثنين، حول إنهاء الحرب في غزة، أن المفاوضات غير المباشرة التي ستبدأ الرابعة عصر اليوم، بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، بين الحكومة الإسرائيلية ووفد حركة حماس، من المقرّر أن تبحث مجموعة من الخطوات التمهيدية،
ووضع قواعد ومبادئ عامة تحكم المفاوضات خلال مراحلها المختلفة، وكذلك تحديد الضمانات العامة، التي تمثّل بحسب أحد المصادر أزمةً حتّى الآن، إذ تتمسّك حركة حماس بضمانة واضحة لتنفيذ ما يُتفق عليه.
وكشف مصدر مصري مطلع على الوساطة، عن أنّ هناك عقبة لا تزال قائمة لم يجرِ حسمُها بعد، مرتبطة بكيفية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والجثامين المحتجزة في القطاع، وفقاً لما جاء في خطة الرئيس الأميركي التي أبدت حماس استعداداً لتنفيذها.
وكشف مصدر مطّلع على مسار مفاوضات شرم الشيخ ، أنّ الوفد الإسرائيلي وصل إلى المدينة ظهر اليوم الاثنين، تمهيداً لانطلاق اجتماعات اللّجان الفنية المعنية بصياغة التفاهمات الأولية الخاصة بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في ضوء خطة ترامب الأخيرة التي لاقت ترحيباً من أطراف إقليمية ودولية عدّة.
وأوضح المصدر أنّ الاجتماعات ستبدأ عند الساعة الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي، بمشاركة وفود من مصر، والولايات المتحدة، وقطر، وحركة حماس، وإسرائيل، وسط ترقب واسع للتوصل إلى اتفاق فني أولي، يشمل وقف إطلاق النار التمهيدي، وعملية تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبَين، إلى جانب خطة الانسحاب الإسرائيلي التدريجي من قطاع غزة.
وقال المصدر المصري المطلع على المفاوضات، إنّ "حماس"، وإن أبدت الموافقة المبدئية على بعض التصوّرات الواردة في خطة ترامب، فذلك لا يعني تجاوز تلك العقبة، في ظل وضع الحركة مجموعة من الشروط التي تضمن إيقافاً دائماً لإطلاق النار، وإنهاء الحرب، وانسحاب إسرائيل من القطاع كاملاً،
إذ أكدت الحركة في اتصالات تمهيدية رفضها تكرار النموذج الذي نفذته إسرائيل.
في المقابل وصف قيادي في حركة حماس الموقف بـ" الصعب"، قائلاً: "الكثير مما يُثار في دوائر رسمية أميركية وإسرائيلية يأتي للاستهلاك فحسب"،
وأضاف أنّ ما أبلغته الحركة بوضوحٍ لا لبس فيه إلى الجانب الأميركي عبر الوسطاء في مصر وقطر، هو استعدادها الكامل للابتعاد عن حكم القطاع وإدارته، مع الاستعداد أيضاً للدخول في هدنة طويلة، يجري بموجبها تجاوز المخاوف الإسرائيلية بشأن أسلحة المقاومة، دون الحديث عن التخلي عن هذا السلاح كلياً، أو تسليمه، أو القبول بنزعه.
وأوضح أن تلك الخطوط العريضة التي نقلتها "حماس" عبر الوسطاء إلى الجانب الأميركي، وهو الذي اعتبرها أساساً يمكن البناء عليه، يجب أن يكون في مقابلها حديث واضح عن انسحاب إسرائيلي كامل من قطاع غزة دون وجوده في أيّ نقاط داخل القطاع، على أن تكون الهدنة الطويلة تحت رقابة دولية وعربية، وكذلك يجب أن يتضمن المقابل الأميركي والإسرائيلي إنهاءً كاملاً للحرب بضمانات كاملة وواضحة.
وبشأن ما يتعلق بصفقة الأسرى وطبيعة الأسرى الفلسطينيين، قال القيادي: "هناك محاولات من جانب الاحتلال لتصدير صورة بأن "حماس" تشدّد من أجل إطلاق سراح قادتها وعناصرها من السجون، وكأنّ تلك المغامرة هدفها أسرى الحركة،
مشدداً على أن ملف الأسرى ليس الأول في المفاوضات، مضيفاً "في المقابل، الذين تتشدّد حماس بشأنهم حتى الآن هم الأسير مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات".
من جهته، أشار المصدر المصري المطلع إلى أنّ النقاشات ستركّز على صياغة آلية متفق عليها لوقف العمليات العسكرية، وبدء مرحلة انتقالية تضمن عودة النازحين، وفتح المعابر، ووصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق القطاع،
كما تتضمّن المناقشات ملفات أمنية حساسة تتعلق بترتيبات ما بعد الانسحاب، وانتشار قوة أمنية مؤقتة بإشراف دولي، إضافة إلى التنسيق بشأن إعادة الإعمار وضمان استقرار الأوضاع الميدانية.
ووفقاً للمصدر ذاته، تُدار العملية التفاوضية من خلال غرفة عمليات مركزية، يشرف عليها مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، الذي يتابع مجريات الاجتماعات، ويُرفع إليه تقرير تفصيلي عن كل جلسة أولاً بأول، كما يتولى الإشراف المباشر على تنسيق المواقف بين الوفود، وتذليل الخلافات الفنية التي تظهر أثناء المباحثات،
وأكد المصدر أن مصر تبذل جهوداً مكثفة لتقريب وجهات النظر بين الوفدَين الإسرائيلي والفلسطيني، مشيراً إلى أن القاهرة ترى في التوصل إلى اتفاق فني متكامل خطوة ضرورية قبل الانتقال إلى مرحلة التوقيع الرسمي. وسيُرفع الاتفاق بعد بلورته إلى رؤساء الوفود المشاركة لإقراره واعتماده رسمياً، خلال جلسة ختامية متوقعة في وقت لاحق هذا الأسبوع.
ورغم أجواء التفاؤل الحذر، أفاد المصدر بأن هناك تباينات ما زالت قائمة بين الأطراف، خصوصاً حول الجدول الزمني للانسحاب الإسرائيلي الكامل من القطاع، وآلية الإشراف الدولي على تنفيذ بنود الاتفاق،
إضافة إلى شروط تبادل الأسرى التي تحاول إسرائيل ربطها بمسائل أمنية وسياسية أوسع. ومع ذلك، فإنّ الانطباع السائد في أروقة المفاوضات يشير إلى وجود رغبة حقيقية في إنجاز اتفاق تمهيدي يمكن أن يشكل أرضية لاتفاق شامل لاحقاً.
وتأتي مفاوضات شرم الشيخ في سياق تحرك دبلوماسي متسارع، تشارك فيه القاهرة والدوحة وواشنطن، لتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة الأجواء لتنفيذ بنود خطة ترامب المتعلقة بترتيبات الحكم في غزة، وإعادة إعمار القطاع، وضمان عدم عودة العمليات العسكرية مستقبلاً.