المبعوث الأميركي إلى سورية يجري محادثات مع مظلوم عبدي
الرأي الثالث - وكالات
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس برّاك، اليوم الاثنين، إنه زار شمال شرق سورية برفقة قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال كوبر، حيث أجرى محادثات معمّقة مع قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي.
وأوضح برّاك، في منشور على "إكس"، أن "الزيارة تأتي ضمن التحرك قدماً نحو رؤية الرئيس الأميركي (امنحوا سورية فرصة)، عبر تمكين السوريين من التوحد مع جميع السوريين في جهد متجدد لتحقيق السلام والتعاون والازدهار".
في السياق ذاته، أعلن قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، مساء الاثنين، عبر منصة "إكس"، أنه استقبل المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، السفير توماس براك، وقائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر،
موضحاً أنه "ناقش معهما مجموعة من القضايا التي تهدف إلى دعم التكامل السياسي في سورية، والحفاظ على وحدة أراضيها، وخلق بيئة آمنة لجميع مكونات الشعب السوري".
وأضاف عبدي أن اللقاء تطرق أيضاً إلى "ضمان استمرار جهود مكافحة تنظيم (داعش) في المنطقة"، مؤكداً أن "الرئيس دونالد ترامب والسفير براك لعبا دوراً صادقاً وفعالاً تجاه الشعب السوري في سعيه لحل الأزمة وتحقيق مستقبل أفضل لسورية وجميع السوريين"، مشدداً على أن "قسد ثابتة على هدفها في سورية واحدة موحدة لجميع السوريين".
وتأتي زيارة برّاك بعد أيام من نشاط دبلوماسي شهدته مناطق شمال وشرق سورية، تمثّل في زيارة وفد رسمي من جمهورية جنوب أفريقيا إلى مقر دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سورية في مدينة القامشلي.
وبحسب بيان للإدارة الذاتية، فإنها ناقشت مع الوفد تطورات الأوضاع في سورية، لا سيما في مناطق شمال وشرق البلاد،
إضافة إلى استعراض تجربة الإدارة الذاتية الديمقراطية في تمثيل مختلف مكونات المجتمع المحلي، والدور الريادي للمرأة في المؤسسات، إلى جانب مناقشة أهمية تطبيق اتفاق "8 آذار" وآلية دمج قوات سوريا الديمقراطية ومؤسسات الإدارة ضمن هيكلية الدولة السورية بما يضمن الاستقرار والسيادة.
وأكدت الهيئة الرئاسية، خلال الاجتماع، ضرورة تحمّل القوى الدولية مسؤولياتها، عبر تقديم الدعم اللازم للإدارة الذاتية في ظل التحديات الأمنية التي تمثلها خلايا تنظيم "داعش" وأوضاع المعتقلين وأسرهم في المخيمات،
مشددة على استمرار التعاون مع دولة جنوب أفريقيا والدول الأخرى التي لديها رعايا في المنطقة.
من جهته، أعرب السفير أشرف يوسف سليمان الذي يترأس الوفد الجنوب أفريقي عن شكره للإدارة الذاتية و"قوات سوريا الديمقراطية" واللجنة الدولية للصليب الأحمر على جهودها في إنجاح عملية استعادة رعايا بلاده من أسر تنظيم "داعش"،
معتبراً أن نجاح هذه العملية يشكّل نموذجاً يمكن أن تحتذي به دول أخرى.
وفي ختام اللقاء، تم تسليم خمس نساء و12 طفلاً من رعايا جنوب أفريقيا من أسر تنظيم "داعش"، بموجب وثيقة رسمية موقّعة بين الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سورية ودولة جنوب أفريقيا، بحضور ممثلي الطرفين.
وكانت الإدارة الذاتية قد رحبت في 27 سبتمبر/ أيلول الفائت بالإعلان عن تشكيل خلية مشتركة لاستعادة ذوي تنظيم "داعش" من مخيمي روج والهول جنوبي محافظة الحسكة،
مؤكدة، في بيان، حينها، أنها دعت الدول المعنية إلى استعادة رعاياها من المخيمين "حرصاً على تفادي تصاعد مستويات التطرف".
وأشارت إلى أن الاستجابة لا تزال بطيئة، الأمر الذي ترك الإدارة تواجه بمفردها التحديات الأمنية والإدارية المرتبطة بالمخيمات.
كما طالبت الإدارة الذاتية بمحاكمات عادلة وشفافة لعناصر التنظيم المحتجزين في مراكز مخصصة شمال شرقي سورية، مؤكدة استعدادها للشروع في المحاكمات ضمن المنطقة، في ما وصفته بأنه خطوة جوهرية لتعويض آلاف الضحايا من جراء الإرهاب.
ميدانياً، أغلقت قوى الأمن الداخلي، التابعة لوزارة الداخلية السورية، مساء الاثنين، جميع الطرقات المؤدية إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الغالبية الكردية في مدينة حلب، وسط توتر أمني مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي يتمركز ذراعها الأمني "الأسايش" في الحيين.
وقالت مصادر مطلعة ، إن قوات الأمن العام التابعة لقوى الأمن الداخلي السورية، أغلقت مساء الاثنين جميع الطرق المؤدية إلى الحيين، وأقامت حواجز طيارة (مؤقتة) على مداخلهما، في خطوة وُصفت بأنها "إنذار لتصعيد أمني" بين الجانبين،
مشيرةً إلى أن أسباب الإغلاق لا تزال غامضة، بالتزامن مع وصول تعزيزات أمنية إلى محيط المنطقة.