الغاية الأميركيه من الحرب الإيرانية الإسرائيلية
كلنا نعرف أن منع إيران من امتلاك القنبلة النووية مصلحة إسرائيلية وغربية بالدرجة الأولى؛ لأن امتلاك إيران للقنبلة النووية يعني تفرُّدها بكعكة المنطقة، باعتبارها الوريث الشرعي للإمبراطورية الفارسية التي كانت مهيمنة ومستبدة في المنطقة.
إضافة إلى أن سلوك إيران العدواني وتصرفاتها المجحفة وأعمالها الإجرامية بحق دول وشعوب المنطقة جعل إيران في نظر الجميع عدوًا خطيرًا لا أمان له ولا يمكن التعايش معه في المنطقة.
لهذا، توحّدت رغبة الجميع في التخلص من النظام الإيراني وبرنامجه النووي.
ولكننا، بالرغم من هذه الحقيقة، نجد في مشهد الحرب العسكرية الإيرانية الإسرائيلية مشاهد غريبة وملفتة للنظر وغير مسبوقة، على النحو الآتي:
أولًا: إسرائيل تطالب أمريكا بشكل مُلِح بتقديم الطائرات العملاقة B/2 الأمريكية لها، نظرًا لحاجتها الماسة لتدمير التحصينات الجبلية التي تحتفظ إيران بمخزونها النووي في أعماقها.
ولم تستجب أمريكا لطلب إسرائيل لهذا النوع من الطائرات، بالرغم من غايتهم المشتركة في القضاء على قدرات إيران النووية والصاروخية.
ونلاحظ في الوقت نفسه أن أمريكا تستقدم أساطيلها العسكرية وتحشدها في بحار المنطقة بشكل يومي، بما في ذلك أسطول هذا النوع من الطائرات B/2، الذي استقدمته إلى المنطقة.
كل هذا مُلفت للنظر وليس له تفسير أكثر من أن أمريكا تريد من المتحاربين تدمير قوى ومدن بعضهم البعض: إسرائيل من جهة وإيران من الجهة الأخرى، هذا أولًا.
أمريكا رفضت إعطاء إسرائيل تلك الطائرات B/2 حتى لا تنتهي الحرب قبل تدمير المتحاربين لبعضهم البعض؛ لأن أمريكا تعرف أن الحرب ستتوقف بين الطرفين لو تمكّنت إسرائيل من تدمير المخزون الإيراني من اليورانيوم.
لذلك السبب، رفضت أمريكا تسليم إسرائيل هذا النوع من الطائرات حتى تُطيل فترة الحرب بينهم من خلال تأخير تحقيق غاية إسرائيل في تدمير مخزون إيران النووي، حتى لا تتوقف الحرب قبل تحقيق الغاية الأمريكية في تدمير كل منهما للآخر.
وهذا في نظري يعني أن أمريكا تملك مخططًا لوحدها بعيدًا عن الغاية الإسرائيلية، سوف يدفع أمريكا للدخول في الحرب ضد إيران، ولكن في اللحظة الأخيرة،
وتستولي أمريكا على مخزون إيران النووي إذا أمكن دون الحاجة لتدميره، حرصًا منها على سلامة حلفائها في دول الخليج لضمان عدم تضررهم من الآثار السلبية للنووي الذي ستنقله الرياح إلى دول الخليج، ويدوم أثره السلبي عليهم عددًا من السنين.
وهنا علينا أن نتخيل الطريقة التي ستستخدمها أمريكا للوصول إلى السيطرة على المخزون النووي الإيراني، وبالتأكيد سيكون من خلال إنزال مظلي أو من خلال مواجهة برية عسكرية بين القوات الأمريكية والإيرانية بمساندة المعارضة الإيرانية.
وهذا يعني أن أمريكا سوف تطيح بالنظام الإيراني وتصنع حاكمًا جديدًا في طهران يسلّمها اليورانيوم الإيراني المخصّب،
ويعيش هذا النظام الإيراني الجديد في عشرة طيبة مع دول المنطقة الخليجية ضمن اصطفاف واحد خلف الغرب.
* اللواء الشيخ مجاهد حيدر