
الشيباني يلتقي ديرمر مجدداً في باكو الخميس في ثاني لقاء بينهما
الرأي الثالث - فرانس برس
يعقد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر اجتماعاً جديداً، غداً الخميس، في باكو، وفق ما أفاد مصدر دبلوماسي وكالة فرانس برس اليوم الأربعاء.
وقال المصدر إن اللقاء سيتمحور حول "الوضع الأمني، خصوصاً في جنوب سورية". وسيعقب زيارة يجريها الشيباني لموسكو الخميس أيضاً، هي الأولى لمسؤول سوري في السلطة الانتقالية منذ إطاحة نظام بشار الأسد الذي كانت روسيا أبرز داعميه.
والاجتماع المقرر في باكو هو الثاني بين الشيباني وديرمر، بعد لقاء مماثل استضافته باريس برعاية أميركية الأسبوع الماضي. وتمحور لقاء باريس الذي عُقد الجمعة حول "التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في الجنوب السوري"،
إضافة إلى "إمكان إعادة تفعيل اتفاق فضّ الاشتباك" لعام 1974، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي السوري.
وعُقد اجتماع باريس في أعقاب أعمال عنف شهدتها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، اندلعت في 13 يوليو وأسفرت عن مقتل أكثر من 1400 شخص، الجزء الأكبر منهم دروز، وفق آخر حصيلة نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبدأت أعمال العنف في السويداء باشتباكات بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، ثم تطورت إلى مواجهات دامية بعدما تدخلت فيها القوات الحكومية. وشنت خلالها اسرائيل ضربات قرب القصر الرئاسي، وعلى مقر هيئة الأركان العامة في دمشق.
ووفق موقع "أكسيوس" الأميركي، فإن الاجتماع استمر 4 ساعات، ويُعدّ أرفع لقاء رسمي بين سورية وإسرائيل منذ أكثر من 25 عاماً، حين التقى وزير الخارجية السوري الأسبق فاروق الشرع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك، في العام 2000 في الولايات المتحدة، ضمن محادثات السلام بين الجانبين آنذاك.
وكتب المبعوث الأميركي إلى سورية توماس برّاك الذي رعى اللقاء، في تغريدة على حسابه بمنصة إكس الخميس: "التقيت هذا المساء السوريين والإسرائيليين في باريس. كان هدفنا الحوار وتخفيف التوتر، وهذا بالضبط ما حققناه.
جميع الأطراف جددت التزامها بمواصلة هذه الجهود".
ولم تدلِ الأطراف المشاركة في الاجتماع بأية تعليقات حول نتائجه. وكانت جرت اتصالات غير مباشرة بين الجانبين برعاية أطراف عدة، وفق ما صرح بذلك الرئيس السوري أحمد الشرع
فيما تحدثت مصادر إسرائيلية عن لقاءات مباشرة، كان آخرها الذي عقد في باكو خلال زيارة الشرع للعاصمة الآذرية في الـ12 من الشهر الحالي، وجمعت مسؤولين سوريين وإسرائيليين، وفق مصادر إعلامية،
حيث حدثت، وفق المصادر، خلافات بين الجانبين حول إعادة إحياء اتفاق فك الاشتباك لعام 1974 الذي رفضته إسرائيل، وطالبت بوجود عسكري إسرائيلي خارج حدود الجولان فترة انتقالية خمس سنوات،
إضافة إلى "تطبيع دافئ" يشمل فتح سفارات وروابط تجارية، وهو ما رفضه الجانب السوري.
وعلى ما قالت مصادر، لم تتأكّد موثوقيتها، طالب الجانب السوري، في الاجتماع، إسرائيل بأن تعطي الضوء الأخضر لدمشق لدمج السويداء بالكامل ضمن هياكل الدولة السورية،
ويبدو أن الوفد السوري فهم أن إسرائيل وافقت على ذلك، وتحرّكت دمشق بناء على هذا الفهم مستغلة التوترات بين الدروز والبدو، وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بقوله إن ما حدث في السويداء نتج من "سوء فهم خطير" بين الجانبين السوري والإسرائيلي.
وأعلنت واشنطن ليل 18- 19 يوليو اتفاق سورية واسرائيل على وقف إطلاق نار بينهما. ومنذ وصولها إلى السلطة في ديسمبر/ كانون الأول، أقرّت السلطات الانتقالية بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل،
تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّت الدولة العبرية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية، وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة بشار الأسد من الرئاسة.