رئيسا الإمارات وكوريا يشهدان توقيع عدة مذكرات تفاهم

 الرأي الثالث - وكالات

شهد الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ونظيره الكوري لي جيه ميونغ في أبوظبي، أمس الثلاثاء، تبادل مجموعة من مذكرات التفاهم وأطر العمل بين البلدين.

جاء ذلك خلال مراسم رسمية ضمن زيارة دولة يجريها الرئيس الكوري إلى الإمارات لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين الجانبين.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، إن الجانبين تبادلا الإطار الاستراتيجي للتعاون في الذكاء الاصطناعي بين كل من خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية في الإمارات، وباي كيونغ هون، نائب رئيس الوزراء ووزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كوريا. 

كما تبادل الطرفان مذكرة تفاهم إضافية في الذكاء الاصطناعي بين المبارك والوزير الكوري نفسه.

وشملت التوقيعات مشروع تعاون بين وكالة الإمارات للفضاء، مثلها أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة ورئيس مجلس إدارة الوكالة، ووكالة الفضاء الكورية التي مثلها نائب رئيس الوزراء ووزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات باي كيونغ هون، وذلك في مجالات البحث الفضائي والبرامج العلمية المشتركة.
 
وتبادل سعيد الهاجري وزير الدولة في الإمارات، ويو كيونغ أوه وزيرة سلامة الغذاء والدواء الكورية، مذكرة تفاهم للتعاون الشامل في مجال الصحة الحيوية، فيما تبادل الهاجري وكيم جونغ كوان، وزير التجارة والصناعة والموارد الكوري مذكرة تفاهم بشأن إدارة وعمل لجنة التعاون الاقتصادي الإماراتية الكورية.

وتضمن الحفل تبادل إطار تعاون في الملكية الفكرية بين عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد والسياحة في الإمارات، وكيم يونغ سون، وزير هيئة الملكية الفكرية الكورية، في خطوة تستهدف دعم التنظيمات والحقوق المتعلقة بالملكية الفكرية.

وشهدت المراسم أيضاً توقيع شراكة لتعزيز الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي والتعاون في السوق العالمية بين محمد إبراهيم الحمادي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لـ"شركة الإمارات للطاقة النووية"، وكيم دونغ تشيول، الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس إدارة شركة الطاقة الكهربائية الكورية "كيبكو".

وتسعى كوريا الجنوبية لتعزيز حضورها في أسواق الشرق الأوسط الدفاعية، في ظل سعيها للفوز بعقود تسليح محتملة تصل قيمتها إلى 15 مليار دولار في الإمارات، مستندة إلى ما حققته شركاتها من نجاحات في أوروبا وترسيخ سمعتها كمورّد موثوق للسلاح، وفق وكالة "بلومبيرغ".

ووصل الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ إلى أبوظبي، أمس الثلاثاء، لعقد قمة مع رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالتزامن مع انعقاد "معرض دبي للطيران"، حيث عرضت شركة "كوريا للصناعات الجوية" مقاتلتها المتقدمة "KF-21".

وقالت الرئاسة الكورية إن الجانبين اتفقا على اعتماد نموذج تعاون يشمل التطوير المشترك والإنتاج المحلي والتصدير إلى دول ثالثة، بما يعزز فرص الشركات الكورية في الفوز بعقود كبيرة.

ونقل كبير موظفي الرئاسة كانغ هون-سيك أن هذه الشراكة قد تفتح الباب أمام صفقات تتجاوز 15 مليار دولار.

ورغم عدم إعلان تفاصيل الصفقة، كانت الإمارات قد أبدت اهتماماً سابقاً بالمقاتلة "KF-21"، بعدما زار وفد من سلاح الجو الإماراتي منشآت الشركة في أبريل الماضي وشارك أحد قادتها في طلعة تجريبية للطائرة، وفق الوكالة.

وتأتي هذه التحركات بعد تعثّر مفاوضات الإمارات لشراء مقاتلات "F-35" الأمريكية عام 2021، في ظل شروط أمريكية تتعلق بالحد من التعاون التقني مع الصين.

وتواجه كوريا الجنوبية منافسة من روسيا التي تعرض الطائرة الشبحية "Su-57E"، رغم غياب صفقات تصدير لها حتى الآن ومحدودية المعلومات المتوفرة بشأن أدائها.

وبالتوازي، توسّع شركات الدفاع الكورية وجودها في المنطقة، وبينها "هانوا إيروسبيس" التي تجري محادثات مع السعودية والإمارات بشأن مشاريع تسليح مشتركة.
 
وتأتي هذه التحركات في وقت تسعى فيه سيول لرفع موقعها ضمن أكبر مصدّري السلاح عالمياً، إذ تحتل حالياً المرتبة العاشرة، وتهدف للوصول إلى المركز الرابع بحلول عام 2027، وفق تقرير معهد ستوكهولم لأبحاث السلام.

واتفقت الإمارات وكوريا الجنوبية، في عام 2018، على ترقية العلاقات بين البلدين إلى "شراكة استراتيجية خاصة" خلال زيارة الرئيس الكوري الأسبق مون جاي إن إلى أبوظبي، لتشمل بعدها مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والدفاع.

وفي يناير 2023، أعلنت الإمارات عزمها ضخ استثمارات بقيمة 30 مليار دولار في كوريا الجنوبية، تشمل قطاعات الطاقة النووية والدفاع والهيدروجين والطاقة الشمسية، وذلك في إطار الشراكة الاستراتيجية الخاصة التي تجمع البلدين.