الرئيس الشرع يبدأ زيارة إلى السعودية.. الاقتصاد أولوية
الرأي الثالث - وكالات
وصل الرئيس السوري والوفد المرافق له إلى العاصمة السعودية، وكان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض.
والتقى الرئيس السوري الشرع مع وزير الخارجية السعودية فيصل بن فرحان آل سعود في الرياض، اليوم الثلاثاء، بحسب ما أعلنته الرئاسة السورةي، وذلك في إطار زيارة يجريها الشرع إلى السعودية للمشاركة في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" في نسخته التاسعة.
وبحسب مصادر إعلامية سورية مواكبة للزيارة، سيبحث الشرع مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الاتفاقيات الموقعة بين البلدين،
كما سيعقد اجتماعات في الديوان الملكي السعودي ومع وزراء الحكومة السعودية، ويلتقي عدداً من المستثمرين العرب والأجانب على هامش مؤتمر مستقبل الاستثمار.
وهذه الزيارة هي الثالثة للرئيس السوري إلى السعودية منذ توليه مهامه رئيساً للمرحلة الانتقالية في سورية في يناير/ كانون الثاني الفائت. ولهذه الزيارة أهمية كبيرة للجانب السوري الباحث عن إنعاش الاقتصاد الذي يعاني من أزمات عميقة.
وتدعم السعودية الإدارة السورية الجديدة، وعملت على إقناع الولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على سورية خلال العقود الفائتة، وهو ما أسهم إلى حد بعيد في بدء مسار تعافٍ سياسي واقتصادي ينتظر السوريون قطف ثماره في المدى متوسط.
وقدمت الرياض مساعدات ومنحاً للجانب السوري منذ ديسمبر/ كانون الأول الفائت.
وأعلن وزير المالية السوري محمد يسر برنية، الثلاثاء، توقيع "اتفاقية نفاذ المنحة القطرية السعودية" لدعم فاتورة الأجور والرواتب مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وأشار الوزير إلى اتخاذ جميع الإجراءات التنفيذية لبدء الاستفادة من المنحة، البالغة نحو 28 مليون دولار شهرياً لمدة ثلاثة أشهر قابلة للتمديد، موضحاً أن المنحة ستُخصَّص لدعم الرواتب والقطاعات الاجتماعية.
ويبدو أن الحكومة السورية تولي مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" أهمية قصوى، لذا يشارك وفد رفيع المستوى في فعالياته، يضم كلاً من وزراء المالية والاقتصاد والصناعة والطاقة والاتصالات والمعلومات، إلى جانب عدد من الشخصيات الاقتصادية والرسمية.
وتعليقاً على المشاركة السورية في المؤتمر، رأى الباحث الاقتصادي خالد تركاوي، أن دعوة الحكومة السورية للحضور "تعكس عودة سورية إلى محيطها الاقتصادي"،
واصفاً المشاركة السورية بـ"المهمة"، باعتبارها فرصة للترويج للخطط الاقتصادية مع عدد كبير من رجال الأعمال والمستثمرين والشركات.
وفي السياق، رأى الباحث السياسي مؤيد غزلان، أن الاقتصاد "أولوية" في جدول أعمال زيارة الشرع إلى السعودية.
وأضاف أن "النهوض بالاقتصاد كفيل بجعل أي تيار انفصالي في سورية يفضل البقاء في كنف الدولة، وهو أفضل سبيل سلمي لجذب كل الأطياف إلى مركز الدولة،
كما أنه القادر انتشال الطبقة الكادحة في سورية من عقود طويلة من التهميش ورفع مستوى معيشة المواطن السوري".
واعتبر أنه "لا يمكن تحقيق العدالة الاجتماعية في ظل الفقر وفي ظل تمركز الثروة في أيد قليلة كما كان الحال في عهد النظام السابق،
مضيفاً: "رفع مستوى التعليم العام والصحة العامة يقتضي قوة اقتصادية واتباع نمذجة مختلفة تماماً عما كانت عليه في السابق".
وأشار إلى أن "القوة الاقتصادية تأتي عبر الاستثمار وبرنامج مارشال عربي في ظل التباطؤ الغربي نحو تفعيل برامج دولية دافعة للاقتصاد السوري حيث يُركّز على القضايا الداخلية وبنية الدولة كشروط مسبقة لأي تقدم طردي في عجلة الاقتصاد السوري".
واعتبر أن زيارة الرئيس الشرع للرياض مع عدد مهم من الوزراء تعني "خطوة عملية وحقيقية تريد تفعيلها السعودية ضمن برنامج عربي تنموي خاص لسورية". وأضاف: "الرياض لا تتوقف عن تحريك عجلة الاقتصاد السوري،
وأعتقد أن الشركات الغربية ستتبع الخطوات السعودية بعد رؤية نجاح الخطوة الأولى السعودية في سورية".