ذي أتلانتك: خطة سلام غزة مثل “زواج بروتستانتي” لا أحد يعرف كيفية تطبيقها
نشرت مجلة “ذي أتلانتك” تقريرا لغرايم وود وصف فيه اتفاقية السلام في غزة بأنها مثل الزواج البروتستانتي، حيث تعهدت عدة أطراف بدعمه لكن أحد لا يعرف كيفية تطبيقه.
وقال فيه إن قمة السلام التي عقدت في شرم الشيخ في 13 تشرين الأول/أكتوبر وجمع فيها الرئيس دونالد ترامب أكثر من 30 من قادة العالم، بمن فيهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،
ولسبب ما، رئيس اتحاد كرة القدم الدولي (فيفا) جياني إنفانتينو، والتي استمرت لمدة ساعتين تقريبا، توصلت إلى اتفاق عام على خطة من 20 نقطة بشأن غزة.
وقد أفرجت القمة فورا عن الأسرى الإسرائيليين العشرين المتبقين، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2,000 أسير فلسطيني، بالإضافة إلى ضمانات بانسحاب عسكري إسرائيلي وإنهاء الحرب.
ويقول وود إنه دافع في ذلك اليوم عن التفاؤل و”الآن حان الوقت لعكس ذلك”.
بدت مراسم شرم الشيخ ومن جانب واحد فقط بأنها أشبه بحفل زفاف إنجليكاني، يؤكد ضيوف تلك الحفلة، بصوت عال، أنهم سيبذلون، على حد تعبير الكنيسة الأنجليكانية، “كل ما في وسعهم لدعم هذين الشخصين في زواجهما”
فقد بدت مراسم شرم الشيخ ومن جانب واحد فقط بأنها أشبه بحفل زفاف إنجليكاني، يؤكد ضيوف تلك الحفلة، بصوت عال، أنهم سيبذلون، على حد تعبير الكنيسة الأنجليكانية، “كل ما في وسعهم لدعم هذين الشخصين في زواجهما”.
ويبدو أن هذا هو دور الحكام في مصر: إعلان مباركتهم للاتحاد الذي أعلنه ترامب للتو، واتخاذهم خطوات غير محددة لدعمه.
وسيكون هذا الاتحاد هشا للغاية، نظرا لأن الطرفين المتنازعين يرغبان في قتل بعضهما البعض (وهو شرط قيل إنه عادة ما يستغرق عقودا من الزواج الأنجليكاني).
وستشكل الخطوات المتبقية من الخطة: نزع سلاح حماس ونشر قوة أمنية دولية وتشكيل لجنة حاكمة من التكنوقراط الفلسطينيين، تحديا، لسبب بسيط هو أن لا أحد يعرف كيفية تنفيذ أي منها.
ونقل وود عن مسؤول استخبارات إسرائيلي سابق قوله قبل أسبوع “لن يحدث هذا”، مضيفا أن نزع سلاح حماس هي المهمة التي تستطيع إسرائيل التعامل معها.
فقد رسمت الأحياء وتعرف كل عشيرة تكره حماس ولديها القدرة على استخدام المعرفة لتفكيك ما تبقى من عناصر حماس.
وتنص النقطة 13 من خطة ترامب على تدمير كامل لشبكة أنفاق طولها 500 ميل، وقد دمرت إسرائيل حتى الآن ما مقداره 200 ميل، فمن سيكون قادرا على تدمير ما تبقى لو قررت حماس إطلاق النار على المهندسين الذين يريدون تدمير الأنفاق؟
والدول التي تطرح اليوم للمشاركة في غزة لا تعرف غزة وليست لديها التجربة الكافية فيها. وكما يقول المسؤول الاستخباراتي “لا تعرف الحمض النووي لغزة”.
و”الكثير منها مثل باكستان وأندونيسيا لا تعرف أي كلمة بالعربي”.
وماذا سيحدث لو تعرضت فرقة عسكرية باكستانية أو أندونيسية لصاروخ أو شاهدت حماس تحضر لهجوم ولم تمنعه؟
ومن بين الدول المطروحة للمشاركة تركيا التي تعتبر الأكفأ والأكثر قدرة، لكن الإسرائيليين سيبذلون جهدهم لمنعها ومنع قطر و”لو جاءوا فإننا سنفشلهم” حسب قول المسؤول الاستخباراتي.
وقبل عامين، اقترح أشخاص جادون مشاركة السلطة الوطنية الفلسطينية في إدارة غزة، وفكرت الولايات المتحدة بتدريب وتوسيع القوات الأمنية للسلطة، التي أصبحت عاجزة كما يقول المسؤول الأمني الإسرائيلي، ولا تستطيع إدارة شؤونها في الضفة الغربية، علاوة على غزة.
وقال المسؤول إنه لا يمكن إنشاء قوة أمنية إلا إذا أولت الولايات المتحدة اهتماما دائما بتنفيذ الخطة.
فعندما دخل الاتفاق حيز التنفيذ، لاحظ الكاتب أن وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي بالنيابة، ماركو روبيو، عين كمسؤول أمريكي لمنع إسرائيل من الرد على الاستفزازات بمجرد العودة إلى الأجزاء التي تركتها مؤخرا من غزة.
وزار نائب الرئيس جيه دي فانس إسرائيل الأسبوع الماضي، وروبيو كذلك. ويشير هذا النمط من الزيارات من الأمريكيين إلى عكس الاهتمام المستمر.
فبدلا من إجبار ضيوف الزفاف على الوفاء بوعدهم، فإن الولايات المتحدة على استعداد للسماح لهم بتناول المقبلات والمغادرة، والسماح للزوجين المتشاجرين بقتل بعضهما البعض قبل شهر العسل.
ويقول وود إن الشكل العام لخطة ترامب كان متفائلا، رغم أنه لم يكن مجنونا. فأن تبدأ بحفل زفاف، ثم تنتظر حتى وقت لاحق لمعرفة تفاصيل ترتيب ما بعد الحفل، يبدو عكسيا ولكنه بالتأكيد أفضل من أخذ الأسرى والحرب دون نهاية.
وفي الوقت الحالي، توقفت خطة العشرين نقطة عمليا بينما يبذل نواب ترامب جهودا لتحديد أي من أوجه القصور فيها يمكن علاجها، وليس من الواضح متى ستنفذ الخطة أو من سينفذها أو كيف.
وهذا التوقف مكلف. يعلم الجميع أن شكلا من أشكال حماس، بعد أن تم قتل قيادته العليا، قد نجا ويحكم أجزاء من غزة لم تحتلها إسرائيل بالكامل.
وإذا فشلت الولايات المتحدة في توفير المزيد من المتطوعين للخطة، فيبدو الآن أن فريق العمل سيكون في نهاية المطاف عملية إسرائيلية، على حد تعبير الكاتب.