
مقتل متظاهر برصاص قوات الأمن الحكومية في حضرموت شرقي اليمن
الرأي الثالث - متابعات
قُتل متظاهر، اليوم الخميس، أثناء تفريق قوات الأمن الحكومية احتجاجات شعبية غاضبة في مدينة تريم بوادي حضرموت شرقي اليمن، للتنديد بتدهور الخدمات الأساسية وغلاء المعيشة، وسط أزمة اقتصادية خانقة تمرّ بها البلاد.
وأفادت مصادر محلية بأنّ المواطن محمد سعيد يادين توفي، بعد ساعات من إصابته برصاصة أطلقها أحد الجنود خلال محاولات لفتح طرقات أغلقها محتجون غاضبون.
وقالت شرطة مدينة تريم، في بيان لها، إنّ دوريات الأمن تعرّضت للرشق بالحجارة أثناء محاولتها إعادة فتح الطرقات، ما دفع أحد الجنود لإطلاق رصاصة تحذيرية أصابت المواطن عن طريق الخطأ.
وأضاف البيان أنّ مدير عام الأمن والشرطة في وادي وصحراء حضرموت وجّه بفتح تحقيق فوري في الحادثة، لمحاسبة المتسببين وكشف ملابسات ما حدث.
في السياق، حذرت اللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت، من محاولات لاختراق التظاهرات الشعبية من عناصر قالت إنهم "إرهابيون" و"مندسون تابعون" لجماعة الحوثيين، مؤكدة جاهزيتها الكاملة للتعامل مع أي تهديدات أمنية تطاول مديريات الساحل.
وناقش اجتماع أمني رفيع عُقد في مدينة المكلا برئاسة نائب رئيس اللجنة الأمنية، قائد المنطقة العسكرية الثانية، اللواء الركن طالب سعيد بارجاش، مستجدات الأوضاع في ظل التظاهرات المتواصلة المطالبة بتحسين الخدمات العامة.
وقال بيان صادر عن الاجتماع إنّ اللجنة "كشفت عن معلومات استخباراتية دقيقة تؤكد وجود عناصر تابعة لتنظيمي القاعدة والحوثيين تسعى لاستغلال حالة الغضب الشعبي لإثارة الفوضى وتنفيذ أعمال تخريبية، بما في ذلك توزيع مبالغ مالية على بعض الأفراد لاستهداف الأطقم العسكرية وإقلاق السكينة العامة".
وأكدت اللجنة أنّ "الأجهزة الأمنية والاستخباراتية تمكنت من تحقيق نجاحات لافتة في تتبع تحركات قيادات بارزة في التنظيمين، متعهدة بإفشال أي مخطط يستهدف أمن واستقرار المحافظة".
ودعت اللجنة أهالي ساحل حضرموت إلى "التعاون مع السلطات، وتوعية الشباب بعدم الانجرار خلف الدعوات التخريبية أو المشاركة في قطع الطرقات والتجمهر أمام المنشآت الحكومية والعسكرية"،
محذرة من العواقب القانونية لمثل هذه التصرفات. وأشارت اللجنة إلى أنّ "الاعتداء الذي تعرّضت له القوات العسكرية يوم أمس باستخدام الرصاص الحي يؤكد جدية المخاطر المحدقة، ويستوجب التعامل معها بحزم".
وتشهد مدن وادي حضرموت منذ أيام موجة احتجاجات متصاعدة تنديداً بتدهور الخدمات الأساسية وغلاء المعيشة، وسط أزمة اقتصادية خانقة تمر بها البلاد.
وتتركز الاحتجاجات في شوارع مدينة المكلا، عاصمة المحافظة، ومناطق مثل الشحر وغيرها، حيث قطع المحتجون طرقا رئيسية وفرعية باستخدام الإطارات المشتعلة والحجارة،
الأمر الذي أدى إلى تعطيل مختلف الأنشطة والأعمال وشل حركة السير، مع وصول الأمر إلى اقتحام محلات الصرافة وإغلاقها، وتهديد منشآت أخرى بالاقتحام والإغلاق.
وتصاعدت هذه الاحتجاجات في مدن المحافظة الواقعة جنوب شرقي اليمن، بعد تحذيرات أطلقتها مؤسسة الكهرباء في ساحل حضرموت من توقف شامل ووشيك لمحطات التوليد نتيجة نفاد الوقود بسبب نقص الإمدادات.
وأدى ذلك إلى انقطاع الكهرباء وحلول الظلام لمعظم فترات اليوم في مناطق ساحل حضرموت المقسمة على المستوى الجغرافي بين مناطق ساحلية ومناطق الوادي.