الإعلامي في اليمن بين المطرقة والسندان
يصادف اليوم العالمي لحرية الصحافة الثالث من مايو من كل عام ويأتي هذا اليوم والإعلامي في اليمن يعيش اوضاعا مأساوية وبائسة من كافة النواحي كما أنه مظلوم ومسحوق وتتقاذفه الأمواج بين هذا الطرف وذاك بسبب قلة ذات اليد وحاجته التي يستغلها البعض ولم يجد من ينصفه بل انه دوماً الضحية الأولى حتى من الحكومات نفسها التي ظلت ومازالت تنظر اليه كموظف في أدنى درجات السلم الوظيفي ..
يمر الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة هنا في اليمن دائما مرور الكرام ولا يتحدث عنه أحد وربما ان الامر مقصود ليبقى الصحفي والإعلامي مطمور بين جهات تتهرب من مسئولياتها تجاههم ابتداء من الوزارة المريضة إلى المؤسسات الهزيلة إلى اتحاد الإعلاميين الميت الى نقابة الصحفيين المختطفة التي نتعامل بمكاييل متعددة وتختار من تدعمه وفقا لاهواء وانتماءات وليس أي شيء آخر
وبين التزامات المعيشة والحياة وحكايات وقصص من التهديد والوعيد والقمع وتكميم الافواه والمآسي والآلام والأحزان والبؤس والظلم والقهر ..
آلاف الصحفيين والاعلاميين في اليمن يموتون من القهر والذل والحاجة وهم يبحثون عن قيمة العلاج بل انهم ظلوا يعانون في بيوت الايجار ولم يتمكنوا من تأمين مساكن لاسرهم وسيلحق بهم الكثير من الاعلاميين والصحفيين الذين يتم استهلاكهم واستغلال طاقاتهم وابداعاتهم لكنهم لم ولن يجدوا سوى الجحود والانكار وتركهم لمصيرهم المجهول
وفي الحقيقة بأن الوضع ليس وليد اللحظة لكن كل الحكومات المتعاقبة على البلد أهملت الإعلام وجعلت منه مجرد بوق للتطبيل لها ومن ثم ترميه وتهمله إلى أن يدركه الموت
وقد تحول الإعلامي في اليمن إلى محرقة لكنه من وجهة نظري يتحمل جزء من مسئولية وضعه السيء لانقياده بسهولة وراء الأنظمة
وفي اعتقادي ايضا ان وضع الاعلام وخاصة الرسمي منه لن يتطور او يتحسن لان المخرجين على تعددهم يريدونه هكذا اي ان يظل تابعا وليس متبوعا وصانعا للاحداث كما هو حال الاعلام في بلدان العالم ..
الصحفي والإعلامي في اليمن بين مطرقة دولة وحكومة لاتؤمن بحرية التعبير والراي وتقمع الأصوات الحرة وتضيق من كلمة الحق وظروف الحياة المعيشية التي تطحنه طحنا بل وتجعله يعيش حياة الذل والبؤس والحرمان والمهانة ..
فهل سيتغير وضع الصحفي والاعلامي في اليمن ام انه سيظل كما هو يعيش بين مطرقة دولة وحكومة لا تحترم نفسها وظروف الحياة المعيشية الصعبة ؟؟ ..
نتمنى في اليوم العالمي لحرية الصحافة أن تعمل الجهات العليا على معالجة وضع الإعلام والإعلاميين اذا أرادوا إعلاما قويا يقوم بواجبه ويؤدي رسالته في خدمة الوطن ..