
«أطباء بلا حدود» غزة بلا دواء ولا غذاء والفلسطينيون يعيشون كابوساً إنسانياً
الرأي الثالث - وكالات
ذكرت المنظمة، في بيان، اليوم الأربعاء، أن هذا الحصار، الأشدّ منذ انسحاب إسرائيل من القطاع عام 2007، حوّلَ حياة الفلسطينيين المحاصَرين إلى كابوس إنساني مستمر، تُنتهك فيه كل معايير الحياة والكرامة.
وتابعت المنظمة أن الطعام ينفد، والإمدادات الطبية إلى نقصانٍ، وأن سيارات الإسعاف والمرافق الصحية تعمل بأقل من الحد الأدنى، في ظل نقص حاد بالوقود اللازم لتشغيلها، وأن المنظمات غير الحكومية، التي تعتمد في توزيع الوقود برفح على الأمم المتحدة، تجد نفسها عاجزةً بسبب منع السلطات الإسرائيلية وصول هذا الوقود إلى داخل غزة.
ونوهت المنظمة بأن الحرب الإسرائيلية تُوقع عشرات القتلى والجرحى يومياً، مع غياب الإمدادات الأساسية، وزيادة حصيلة الضحايا ليس فحسب من القصف، بل من الجوع والمرض أيضاً.
وتابع البيان: «المستشفيات والمنشآت الطبية تعجّ بالمرضى، في حين يُمنع دخول أية مساعدات. إن ما نشهده ليس مجرد أزمة، بل هو انهيار شامل لنظام الحياة في غزة، واقتراب خطير من فقدان القدرة على إنقاذ الأرواح».
ودعت «أطباء بلا حدود» السلطات الإسرائيلية وداعميها إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، واتباع المبادئ التي تنص على السماح الكامل وغير المشروط بالمساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصَرين داخل القطاع.
جدير بالذكر أن مصادر طبية فلسطينية أفادت، اليوم الأربعاء، بسقوط 66 قتيلاً جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ منتصف الليل، منهم 50 قتيلاً في شمال القطاع.
تتواصل حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، في ظل حراك دبلوماسي من الوسطاء للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار،
إلا أن هذا الحراك يصطدم بتعنت رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وإصراره على مواصلة الحرب والتفاوض مع حركة حماس "تحت النار".
ومرّ قطاع غزة المحاصر، فجر اليوم الأربعاء، بواحدة من أعنف ليالي التصعيد منذ بداية الحرب، إذ شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مكثفة استهدفت مناطق متفرقة في شمال القطاع وجنوبه، ما أدى إلى استشهاد ما لا يقل عن 60 فلسطينياً وإصابة أكثر من 100 آخرين، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
وتدخل مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزة مرحلة جديدة من التبلور، مع ترجيح الاتفاق على هدنة قصيرة المدى، تتيح استكمال التفاوض حول الملفات الأكثر تعقيداً، وعلى رأسها الانسحاب الكامل من القطاع، وتحرير الأسرى، ومصير سلاح المقاومة.
وجاء تصريح نتنياهو، أمس الثلاثاء، عن أن الدولة العبرية قد تقبل بوقف مؤقت لإطلاق النار، على أن "تتابع المهمة" لاحقاً، دليلاً جدياً على إمكانية تحقق هذا الاحتمال.
وقال مصدر مصري مطّلع على جهود الوساطة، إن الساعات المقبلة ستشهد انطلاق مفاوضات تتركز على إقرار هدنة مؤقتة يُدخَل خلالها مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة الذي يعاني ظروف مجاعة حقيقية،
بالتوازي مع تهيئة المناخ العام لمفاوضات أكثر شمولاً تقود إلى إنهاء العدوان، وبدء عملية إعادة الإعمار.
ونقلت قناة سي أن أن الأميركية عن مصدر مطلع أن وفداً إسرائيلياً رفيعاً التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ومبعوث المحتجزين آدم بولر في الدوحة، اليوم الأربعاء.
وذكر المصدر أن الوفد الإسرائيلي منخرط في محادثات وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى لإنهاء الحرب في غزة، مشيراً إلى أن حماس تشارك بشكل غير مباشر في المحادثات.
وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أمس الثلاثاء، بأن وفد التفاوض الإسرائيلي سيبقى في الدوحة على الأقل حتّى يوم غدٍ الخميس، خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة.
واليوم قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إن واشنطن والرياض اتفقتا على إنهاء الحرب على غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين، وذلك في سياق الزيارة التي يجريها ترامب للمملكة.
وكان لافتاً قول ترامب في خطاب له من الرياض، أمس الثلاثاء، إنّ الطريقة التي يجري التعامل بها مع سكان قطاع غزة "لا مثيل لها"، مؤكداً أن أهل غزة يستحقون مستقبلاً أفضل.
وقال إنه يريد وقف الحرب، متعهداً بإعادة "المزيد من الرهائن (المحتجزين الإسرائيليين) من غزة".
بدوره، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء، أن "ما تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو في غزة "غير مقبول ومخزٍ"، رافضاً في الوقت عينه من منصبه توصيف ما يجري بأنه "إبادة جماعية"،
قائلاً إن استخدام التوصيف "ليس من صلاحية رئيس الجمهورية، بل هذا دور المؤرخين".
وقال ماكرون إن "الأزمة الإنسانية هي الأخطر" منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.