اختتام قمة الرياض الخليجية - الأمريكية بحضور ترامب
الرأي الثالث - وكالات
اختتمت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأربعاء، أعمال القمة الخليجية الأمريكية الخامسة، بمشاركة رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب، الذي وصل أمس إلى المملكة ضمن جولة إقليمية تضم قطر والإمارات، وغياب ثلاثة من قادة الخليج.
وافتتح القمة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي قال في كلمته: "نتطلع إلى استمرار العمل مع الولايات المتحدة الأمريكية بما يحقق مصالحنا المشتركة، وتعزيز الشراكة الاقتصادية بينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي".
وأوضح أن "القمة الخليجية الأمريكية تعكس حرصاً على تطوير التعاون والعمل الجماعي، بينما نسعى لوقف التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب في غزة وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية".
وأضاف ولي العهد السعودي، الذي مثل بلاده بغياب الملك سلمان بن عبد العزيز: "نشيد بالقرار الذي اتخذه الرئيس ترامب أمس برفع العقوبات عن جمهورية سوريا الشقيقة".
وتابع: "نؤكد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية ودعمنا للجهود الرامية إلى إحلال الاستقرار هناك، ونحن حريصون على استمرار التعاون والتنسيق مع أمريكا من أجل استقرار المنطقة، كما نشجع الحوار بين الأطراف اليمنية والوصول إلى حل سياسي شامل هناك".
ترامب لقادة الخليج: "أنتم محل إعجاب العالم"
من جانبه أكد الرئيس الأمريكي، في كلمته أمام القمة الخليجية الأمريكية، أن "الشرق الأوسط يمكن أن يكون مزدهراً بالسلام"، مشيراً إلى رؤيته المستقبلية للمنطقة.
وأضاف ترامب أن "الشرق الأوسط يتمتع بطرق حيوية واستراتيجية في قلب العالم"، معرباً عن تطلعه إلى "العمل معكم"، في إشارة إلى قادة دول الخليج.
وفيما يتعلق بإيران، أوضح الرئيس الأمريكي: "أريد إبرام اتفاق مع إيران لكن عليها التوقف عن دعم الإرهاب"، مما يشير إلى إمكانية تغيير في النهج الأمريكي تجاه طهران ولكن بشروط محددة.
وأشاد ترامب بالعلاقات مع المملكة العربية السعودية قائلاً: "لدينا علاقة خاصة ومميزة مع ولي العهد السعودي"، مضيفاً أنه "شرف عظيم لي أن أمضي يومين في السعودية".
وفي سياق متصل بالوضع اللبناني صرح ترامب أن "على لبنان التحرر من قبضة حزب الله"، في إشارة واضحة إلى موقفه من الوضع في لبنان.
وخلال مخاطبته لقادة دول الخليج، قال الرئيس الأمريكي: "أنتم محل إعجاب العالم"، في تعبير عن تقديره لدور دول مجلس التعاون الخليجي في المنطقة.
وأكد العمل على "إضافة المزيد من الدول إلى الاتفاقات الإبراهيمية"، متابعاً: "أنتم تحققون شرق أوسط مستقراً وتقومون بعمل رائع.. العالم بأكمله ينظر إلى الشرق الأوسط، وسنرسم شرقاً أوسطاً مزدهراً".
البحرين: حل الدولتين للتوصل لسلام شامل
بدوره أكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة أهمية العلاقة الاستراتيجية والراسخة بين دول الخليج وأمريكا.
وبينما ثمن قرار الرئيس الأمريكي ترامب بشأن رفع العقوبات عن سوريا، أكد حل الدولتين للتوصل إلى سلام دائم وشامل في فلسطين.
وأبدى اعتزاز بلاده بـ"الشراكة الوطيدة بين البحرين والولايات المتحدة"، مؤكداً "التكامل الاستراتيجي بين دول الخليج والولايات المتحدة ركيزة أساسية".
أمير الكويت: مدخل لمعالجة مشاكل المنطقة
وفي كلمته وصف أمير الكويت الشراكة الاستراتيجية بين دول الخليج والولايات المتحدة الأمريكية بـ"المتينة".
وقدم شكره للرئيس الأمريكي لـ"حرصه المتجدد واهتمامه بلقاء قادة دول المجلس لترسيخ أطر التعاون لمستقبل يعمه السلام والاستقرار والتنمية".
وقال: "اجتماعنا ينعقد في ظل ظروف دولية دقيقة تشهد تصاعداً في الأزمات وتحديات غير تقليدية تتجاوز حدود الدول"، لافتاً إلى أن القمة الأمريكية الخليجية "تشكل مدخلاً لمعالجة مشاكل المنطقة".
وبينما ثمن قرار الرئيس ترامب برفع العقوبات عن سوريا، أكد أهمية صون أمن واستقرار البلاد.
وأكد أيضاً تطلعه "إلى مبادرات للاستثمار المشترك بين دول الخليج وأمريكا"، مقترحاً "تأسيس منتدى خليجي أمريكي ثقافي".
عُمان: مرحلة تاريخية فارقة
واعتبر أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، ممثل سلطان عُمان، أن الاجتماع المشترك يشكل "مرحلة تاريخية فارقة" في مسار العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، مشيداً بما وصفه بجهود ترامب في ملفات اليمن وفلسطين.
وأعرب المسؤول العُماني عن "قلق بالغ" إزاء الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، داعياً إلى تحرك عاجل لوقف ما وصفه باستهداف المدنيين والملاحة البحرية.
كما رحب بـ"اعتماد الرئيس ترامب سياسة الحوار"، معرباً عن الأمل في أن تقود هذه السياسة إلى "السلام والاستقرار في المنطقة".
وشدد ممثل عُمان على أهمية "قيادة ترامب لإنهاء الصراع طويل الأمد في فلسطين"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "السلام الدائم والازدهار لا يمكن تحقيقهما دون قيام دولة فلسطينية مستقلة".
مجلس التعاون: تحالف عميق مع أمريكا
فيما أكد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم البديوي "عمق التحالف الخليجي الأمريكي"، الذي قال إنه "نموذج يحتذى به في العلاقات الدولية".
وأكد أن الشراكة الاستراتيجية مع واشنطن "قائمة على أرض صلبة من التعاون والاستثمار"، مشيداً في الوقت ذاته بجهود ولي العهد السعودي لمساعدته الشعب السوري.
حضور قادة الخليج
وبدأ توافد قادة وزعماء دول الخليج وممثليهم إلى الرياض للمشاركة في القمة، منذ أمس، حيث وصل تباعاً العاهل البحريني وأمير قطر وأمير الكويت، فيما مثّل الإمارات الشيخ خالد بن محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، نيابة عن رئيس البلاد الشيخ محمد بن زايد.
كما ترأس أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي في عُمان، الممثل الخاص للسلطان هيثم بن طارق، وفد السلطنة في القمة.
وكانت الأيام الماضية قد شهدت تقديم السعودية دعوات لقادة دول الخليج لحضور القمة، حسب بيانات خليجية وسعودية رسمية.
وقالت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس": إن القمة تشكل "فصلاً جديداً من التعاون البناء"، مشيرة إلى أنها تأتي تأكيداً لمضي دول الخليج والولايات المتحدة نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً.
واعتبرت الوكالة أن القمة، التي تعقد ضمن رؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تمثل فرصة لمناقشة التحديات السياسية والأمنية، وتنسيق الجهود المشتركة لتعزيز أمن المنطقة واستقرارها.
وقمة الأربعاء الخامسة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي، عقب 4 قمم، الأولى في منتجع كامب ديفيد الأمريكي والبقية بالرياض.
وعقدت القمة الأولى في مايو 2015، والثانية في أبريل عام 2016، والثالثة مايو 2017 بمشاركة ترامب، والرابعة في يوليو 2022، وشارك فيها أيضا قادة مصر والأردن والعراق.
وسبق أن زار ترامب، في ولايته الأولى (2017-2021)، السعودية عام 2017، والتقى الملك سلمان.
