
تعليق عمل مدير شركة لإساءة استخدام بيانات 50 مليون مستخدم لفيسبوك
أعلنت شركة "كامبريدج اناليتيكا" البريطانية المتهمة بالاستحواذ على بيانات 50 مليون مستخدم لموقع فيسبوك واستخدامها بطريقة غير قانونية الثلاثاء تعليق عمل مديرها الكسندر نيكس بعد أن اصبح محط جدل كبير ومطالبات من مشرعين على جانبي الأطلسي بالكشف عن البيانات المنتهكة.
وهذه الفضيحة المدوّية التي ادت الى تراجع اسهم فيسبوك انفجرت اثر معلومات افادت بأن الشركة البريطانية التي عملت لصالح حملة الرئيس دونالد ترامب الرئاسية جمعت بيانات لخمسين مليون مستخدم لفيسبوك واساءت استخدامها.
وظهرت للسطح مساء الثلاثاء تسجيلات يتفاخر فيها نيكس بالدور الموسّع لشركته في الحملة الانتخابية لترامب، زاعما أنها قامت بكل بحوث وتحليلات الحملة وكذلك حملاتها التلفزيونية والرقمية.
وفي التسجيل السري، الذي حصلت عليه محطة "تشانل فور نيوز" البريطانية، كشف نيكس عن استخدام شركته نظام بريد الكتروني سريا للتدمير الذاتي.
وقال عن هذه الأداة التي تمسح رسائل البريد الالكتروني بعد ساعتين من قراءتها "لا يوجد دليل لا يوجد اثر. لا يوجد أي شيء".
واذاعت المحطة مقابلة اجريت في تشرين الاول/اكتوبر 2017 مع هيلاري كلينتون المرشحة الديموقراطية الخاسرة في انتخابات الرئاسة الاميركية 2016 قالت فيها إنها واجهت "جهدا دعائيا ضخما".
واضافت كلينتون "كان هناك نوع جديد يدار على الجانب الآخر"، وتابعت أن الأمر "أثّر على فكر الناخبين".
- "مزعج جدا" -
وقالت كلينتون في المقابلة إن احتمالية تورط "كامبريدج اناليتيكا" في المحاولة المزعومة لروسيا للتأثير في الانتخابات أمر "مزعج جدا". لكن الشركة تنفي بشدة اي تورط لها في الأمر.
ولدى الإعلان عن تعليق عمل نيكس، قال مجلس إدارة "كامبريدج اناليتيكا" إن مديرها سيتنحى عن منصبه فورا بانتظار انتهاء التحقيقات التي ستجرى في المزاعم المتعددة.
وتضمّنت التسجيلات مع المراسل السري، تفاخُر نيكس أيضا بالإيقاع بسياسيين والعمل بشكل سري في انتخابات في ارجاء العالم عبر شركات في الواجهة.
وقالت الشركة في بيانها "بالنسبة الى مجلس الإدارة، فإن تصريحات نيكس الأخيرة التي سجّلتها القناة الرابعة والمزاعم الأخرى لا تمثّل القيم او عمليات الشركة ووقفه عن العمل يعكس الجديّة التي نرى بها هذا الانتهاك".
ونفت شركة "كامبريدج اناليتيكا" "بشكل قطعي" ان تكون قد جمعت بيانات خمسين مليون مستخدم لفيسبوك من دون موافقتهم بهدف دعم الحملة الانتخابية الرئاسية لدونالد ترامب.
- غضب عبر الأطلسي -
وزجت الأزمة بشركة فيسبوك في فضيحة كبرى، حيث ستخضع للتحقيق على جانبي الأطلسي بسبب إساءة استخدامها للبيانات الشخصية لمستخدميها. وأدى ذلك لهبوط سعر سهم اكبر مواقع التوصل الاجتماعي.
وقررت السلطات الاوروبية والبريطانية المكلفة حماية المعطيات، التحقيق بشأن الشركة البريطانية، في حين دعا برلمانيون بريطانيون مؤسس فيسبوك لتقديم توضيحات.
من جهتها قالت المفوضية الاوروبية ان السلطات المكلفة حماية المعطيات في دول الاتحاد الاوروبي "ستبحث هذا الموضوع في اجتماع" الثلاثاء ببروكسل لمجموعة ال 29 وهي هيئة التعاون الاوروبية. كما اعلن ان ممثلة للمفوضية بواشنطن ستطلب الثلاثاء "توضيحات" من فيسبوك.
واعلن رئيس البرلمان الاوروبي انتونيو تاجاني من جهته الاثنين ان النواب الاوروبيين "سيحققون بشكل كامل" في هذا "الانتهاك غير المقبول للحق في سرية المعطيات" الذي كانت كشفته صحيفة نيويورك تايمز وصحيفة ذي ابزورفر، نسخة الاحد من الغارديان البريطانية.
وفي المملكة المتحدة طلب مكتب مفوض الاعلام، الهيئة المستقلة المكلفة تنظيم القطاع وحماية المعطيات الشخصية، الاذن في التحقيق داخل الشركة المعنية حتى يمكنه "تفتيش الخوادم واجراء عملية تدقيق في المعطيات".
واكد المكتب انه طلب منذ السابع من آذار/مارس من شركة "كامبريدج اناليتيكا" الوصول الى ملفاتها ومعطياتها، من دون ان يحصل على جواب "في الآجال المحددة".
واوضحت رئيسة المكتب اليزابيث دينهام انها طلبت وحصلت من شبكة فيسبوك ان توقف تحقيقها بشأن شركة "كامبريدج اناليتيكا" لانه يمكن ان يؤثر على تحقيق المكتب.
وبعد ان اعتبرت لجنة برلمانية بريطانية الثلاثاء ان فيسبوك "قلل باستمرار من خطورة" حيازة معطيات المستخدمين الشخصية دون موافقتهم وقدم اجوبة "مضللة"، قررت اللجنة الثلاثاء استدعاء مؤسس فيسبوك مارك زوكربرغ لتقديم توضيحات امامها. ومنحته حتى الاثنين للرد.
وكتب رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والرياضية في مجلس العموم داميان كولينز رسالة إلى زوكربرغ طالبه فيها بتوضيح "الفشل الإجرائي الكارثي هذا".
-مومسات-
وعلاوة على ذلك اتهم مسؤولون في شركة "كامبريدج اناليتيكا" بالسعي للايقاع بسياسيين من خلال محاولة رشوتهم او عبر الاستعانة بمومسات.
وبثت قناة "تشانل فور نيوز" مساء الاثنين تحقيقا يظهر فيه المدير العام للشركة الكسندر نيكس من خلال كاميرا خفية. وردا على اسئلة صحافي قدّم نفسه باعتباره وسيطا ثريا سريلانكيا يريد دعم مرشحين في انتخابات، اقترح نيكس تقنيات لعرقلة خصم سياسي.
من ذلك عرض "مبلغ مالي كبير للمرشح لتمويل حملته مقابل اراض مثلا، ويتم تسجيل كل شيء ومحو وجه مخبرنا ثم بث الفيديو عبر الانترنت" او "ارسال فتيات الى محيط منزل المرشح".
ولدى سؤاله عن الامر نفى مدير الشركة الكسندر نيكس ان يكون حاول الايقاع بسياسيين.
ودافع عن المسلك الاخلاقي لشركته وتحدث عن امكان رحيله اذا طلب منه مجلس الادارة ذلك.
من جهتها قالت شركة فيسبوك انها اغلقت حساب الشركة البريطانية وكلّفت مكتب مراقبة رقمية بكشف خيوط القضية.
واتُهم فيسبوك وكذلك تويتر وغوغل، مذ اشهر بخدمة كيانات على صلة بروسيا للتلاعب بالراي العام وخصوصا اثناء الحملة الرئاسية الاميركية او حملة استفتاء خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الاوروبي في 2016.
كما تُتهم هذه المواقع بانتظام بعدم توفير حماية كافية للمعطيات الشخصية لمستخدميها الذين هم عماد نموذجها الاقتصادي.
وتراجع سهم فيسبوك عند الساعة 18,00 ت غ بنسبة 5,30 بالمئة عند 164,36 دولارا في بورصة نيويورك بعد ان تراجع بنسبة 6,8 بالمئة الاثنين.