
"عكاظ" تعلق على تحذير بوتين للسعودية من الديمقراطية الأمريكية
علق رئيس تحرير "عكاظ" السعودية جميل الذيابي على تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر "فالداي" الدولي، أمس الخميس، وقوله بإنه "يجب على المملكة العربية السعودية الخوف من فرض الأمريكيين الديمقراطية عليها"، في رده على سؤال عما إذا كانت روسيا تخشى من أن تفضل السعودية العودة للتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة بدلا منها.
وقال الذيابي في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة، إن "العلاقات السعودية — الأمريكية قديمة وتاريخية واستراتيجية ومتجذرة، ولا تخشى السعودية من أية سياسات عابرة، لأنها واثقة مما تعمل ولا تخفيه عن أعين العالم ولا تقبل التدخل في سياساتها وقراراتها وأولوياتها، والعلاقة بين واشنطن والرياض مبنية على مبدأ الاحترام وعدم التدخل في شؤونها، والتحالف الاستراتيجي بينهما لما يحقق مصالحهما المشتركة ومنفعة لبلديهما".
وأوضح أن "الزيارة الأولى التي قام بها الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو، تعد نقطة تحول كبرى محتملة في سياسة الشرق الأوسط والأوضاع الراهنة فيه، وستنعكس أيضاً على استقرار أسواق النفط العالمية"، مشدداً على أن "لقاء سلمان — بوتين هو تقارب لتعزيز أمن المنطقة".
وحول إشارة الرئيس بوتين إلى التعاون بين موسكو والرياض في مجالات الاقتصاد والجانب العسكري، قال رئيس تحرير عكاظ: "لاشك في أن رغبة موسكو في العمل مع الرياض في مختلف المجالات تؤكد من جديد أن القوى العظمى لا يمكنها تجاوز الرياض، بل وتسعى للتحالف معها"، مؤكداً أن "دعوة موسكو خادم الحرمين الشريفين لتلك الزيارة التاريخية، تأكيد على أن موسكو والرياض تعملان بشكل وثيق فى مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب، وأن البلدين لديهما رؤية متقاربة لحلحة أزمات المنطقة ومواجهة المشاكل والتحديات الموجودة فى المنطقة والعالم، ويسعيان للتسوية السلمية فى سورية على أساس مقررات جنيف رقم١ وقرار الأمم المتحدة رقم 2254".
ولفت إلى أن "الملك سلمان بن عبدالعزيز في قمته مع الرئيس بوتين طرح كل ملفات المنطقة، وأبرزها الملف السوري والمسألة اليمنية على أساس القرار الأممي 2216، وإنشاء دولة فلسطينية فى حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والرفض الحازم للتدخلات الإيرانية الإجرامية، وكذلك محاربة الارهاب واستقرار أسواق النفط العالمية".
واختتم الزيابي تصريحه لـ"سبوتنيك"، بالتأكيد على أن "التقارب السعودي ــ الروسي الذي تابعناه خلال القمة المشتركة في العاصمة موسكو يقود حتماً إلى تعاون في مختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والنفطية وخاصة في قطاع الطاقة، إضافة إلى إحياء صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، وصندوق الاستثمار السعودي بمشاريع وصفقات عدة، والأمل أن يكون لذلك انعكاسات إيجابية مستقبلية".
وكان الرئيس بوتين قال، أمس الخميس، "إنه لا توجد أسباب جذرية للخلافات مع المملكة العربية السعودية"، مضيفاً أنه "ظهرت لدى روسيا إمكانيات للتعاون مع السعودية في المجال العسكري، و التعاون بين موسكو والرياض في مجال استقرار أسعار النفط، ورغم وجود عقود متعددة المليارات مع الولايات المتحدة، إلا أنه يأمل بزيادة حجم العقود مع روسيا".