حقيقة المشكلة اليمنية الراهنة !!
عندما انتصرت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام ١٩٦٢ على نظام الحكم الأجنبي الاستعماري الإمامي السلالي العفن المجوهاشم، أعلنت الثورة عفوًا عامًا عن أبناء العرق الأجنبي المجوهاشم المستعمر، وذلك عن كل الجرائم التي ارتكبوها خلال فترة حكمهم الاستعماري في حق اليمن واليمانيون لأكثر من ألف عام.
ومنحتهم الثورة الجنسية اليمنية على أساس أن يندمجوا في المجتمع اليمني ويقطعوا صلاتهم الأجنبية بالخارج.
لكن هذا الكرم اليمني الساذج، الذي لم يتبعه تقييم دقيق ومتابعة لسلوك أبناء العرق الأجنبي المتهاشم للتأكد من حسن سيرتهم ومواطنتهم، بل جرى العكس تمامًا.
فقد تمكن ذلك العرق الأجنبي المجوهاشم الخبيث من التغلغل في نظام الثورة الجمهوري الجديد عبر البوابة الاستشارية، واستطاعوا ببراعة خبيثة إقناع القائمين على حكم النظام الجمهوري بعدم نشر تاريخ نظامهم الإجرامي الاستعماري المجوهاشم في المناهج الدراسية والصحف والمجلات.
هدفهم من ذلك كان طمس تاريخهم الأسود الذي ارتكبوه في حق اليمن واليمنيين خلال فترة حكمهم الاستعماري التي دامت لأكثر من ألف عام، والتي شهدت تدميرًا لليمن حضاريًا وثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا وتاريخيًا.
لقد أوقفوا عجلة الإنتاج الحضاري اليمني وحولوا طاقة رجال اليمن من البناء إلى الاقتتال الداخلي، خدمةً لأجندتهم الاستعمارية المجوهاشميه التي مكنتهم من السيطرة الكاملة على اليمن والتحكم في رقاب اليمانيون، وفرضوا على الشعب اليمني ضروبًا من العبودية والإلغاء والتهميش والحرمان من أبسط الحقوق والواجبات.
لهذا السبب، ذاق اليمانيون ألوانًا من الويلات، وقُتل أكثر من مئة مليون يمني بأيدي بعضهم البعض خلال سلسلة لا تنتهي من الحروب عبر العصور، طوال أكثر من ألف عام من فترة حكمهم الاستعماري البغيض.
عاش الأجانب المجوهاشمون في كنف اليمنيين لمدة اثنين وخمسين عامًا بعد ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، كأفاعي سامة تخفي سمومها وأحقادها ورغبتها الإجرامية الجامحة في عودة نظامها الاستعماري الأجنبي السلالي العفن من جديد.
وفي ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر عام ٢٠١٤، استغلوا أوجاع القبائل وتطلعات أحرار المدن، وتمكنوا من إعادة نظامهم الاستعماري الأجنبي البائد من جديد. لقد خانوا شركائهم في الثورة، وغدروا بأهدافها ودماء شهدائها الزكية، وطبقوا النهج الاستعماري الأجنبي القديم بجوهره الاستعماري ومسمياته ذاتها.
تفردوا بالحكم والسلطة والثروة، وطبقوا مشروعهم الاستعماري في حرمان الشعب وإقصاء اليمانيون من حق الشراكة في إدارة بلادهم اليمن، وحرموا الشعب من كل الحقوق والواجبات، وغيبوا دور الدولة في كل مسؤولياتها.
وانطلقوا بنفس المخطط الاستعماري لإشعال الحروب الداخلية والخارجية لإشغال الشعب عن استحقاقاته الوطنية، وفرض نظامهم الاستعماري على كل شبر من الأرض اليمنية، ورفضوا الشراكة الشعبية وإقامة نظام عصري حديث يتسع لجميع أبناء اليمن.
وها نحن الآن نعيش نهاية العقد الثاني من الحروب والدمار والخراب والقتل.
بهذا، يكون المجوهاشمون قد نقضوا العهد، وانقلبوا على كل المواثيق، ونكثوا قرار العفو، وتنكروا للعيش المشترك. وبهذا الفعل المشين، فقد حكموا على أنفسهم بدين ثقيل صنعوه من جرائم عقدين من الزمن، وأعادوا نظام حكمهم الاستعماري الأجنبي المجوهاشم القديم نصًا وروحًا.
وقد وجب على أبناء الشعب اليمني الأبي التحرك العاجل لتطهير اليمن من وجودهم، واستئصال شأفتهم، والقضاء على خبثهم وشرهم المستشري، واجتثاث فكرهم الاستعماري العتيق، وتدمير تراثهم الاستعماري البغيض بلا هوادة.
صدق المثل: "جنت على نفسها براقش."
* اللواء الشيخ مجاهد حيدر