
هدوء حذر في صحنايا السورية.. وطائرات "إسرائيلية" تقصف محيط دمشق
الرأي الثالث - وكالات
يسود هدوء حذر منطقة صحنايا جنوبي العاصمة السورية دمشق، قطعه تجدد القصف الإسرائيلي بالطيران الحربي على أطراف المدينة، فيما وصل إلى دمشق وفد من مشايخ السويداء للمساهمة في جهود التهدئة، وسط نزوح ملحوظ للأهالي من المنطقة.
وقال مصدر امني في المنطقة، إن طائرة إسرائيلية، حربية وليست مسيّرة، قصفت عصر اليوم الأربعاء هدفًا لم يتم التعرف عليه بعد، على أطراف مدينة صحنايا، دون أن تتضح نتائج هذا القصف.
كما عمدت طائرات الاحتلال إلى إلقاء بالونات حرارية فوق منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق.
ويأتي ذلك بعد قصف إسرائيلي مماثل صباح اليوم الأربعاء، نُفّذ مرتين بواسطة طائرات مسيّرة، استهدف مواقع تابعة للأمن العام السوري في صحنايا ومحيطها، ما أسفر عن مقتل عنصر واحد على الأقل وإصابة آخرين، وفق ما أعلنت وزارة الداخلية السورية.
وأضاف المصدر أن الهدوء الحذر يسود المنطقة اعتبارًا من عصر اليوم، يتخلله سماع رشقات نارية متقطعة، فيما شوهدت طوابير من سيارات المدنيين تغادر المنطقة باتجاه المناطق المجاورة فور انخفاض وتيرة الاشتباكات.
كما عمد البعض، ممن لا يملكون سيارات، إلى المغادرة مشيًا على الأقدام.
وأعلن مدير مديرية الأمن في ريف دمشق، المقدم حسام الطحان، انتهاء العملية الأمنية في منطقة أشرفية صحنايا، و"انتشار قوات جهاز الأمن الداخلي في أحياء المنطقة لضمان عودة الأمن والاستقرار".
وقال الطحان: "تمكّنا من دخول كل أحياء أشرفية صحنايا، وسنبدأ إجراءات استعادة الأمن والاستقرار للمنطقة".
ونقلت وسائل إعلام محلية عن الطحان قوله إن قوات الأمن العام تقوم بملاحقة الخارجين عن القانون في منطقة أشرفية صحنايا بهدف سحب السلاح غير القانوني، مشيرًا إلى اتخاذ إجراءات مشددة لمنع إلحاق الأذى بالمدنيين.
وأضاف أن مجموعات مسلحة في أشرفية صحنايا بقيادة ياسر أبو عمار غدرت بقوات جهاز الأمن الداخلي، وأن الجهاز والجيش دخلا المنطقة للقبض على مجموعة أبو عمار.
وحثت وزارة الداخلية السورية المواطنين في أشرفية صحنايا على التزام المنازل والإبلاغ عن الخارجين عن القانون.
في غضون ذلك، وصل وفد من الطائفة الدرزية في السويداء إلى مدينة داريا بريف دمشق، على رأسه شيخا العقل يوسف جربوع (أبو أسامة) وحمود الحناوي (أبو وائل)، إضافة إلى قائد حركة رجال الكرامة يحيى الحجار (أبو حسن)، وليث البلعوس قائد فصيل "قوات شيخ الكرامة"، وذلك لعقد اجتماع مع مسؤولين في الحكومة، بهدف إيجاد حل سريع للأزمة في أشرفية صحنايا.
وضم الوفد الحكومي، في المقابل، محافظ السويداء مصطفى بكور، ومحافظ دمشق محمد ماهر مروان، وعامر الشيخ، محافظ ريف دمشق.
وعقب الاجتماع مع الوفد الحكومي، زار وفد السويداء، برفقة سيارات تابعة للأمم المتحدة، منطقة أشرفية صحنايا، بهدف تهدئة الوضع والتوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار.
وكان التوتر في صحنايا قد بدأ أمس، على خلفية الأحداث التي شهدتها مدينة جرمانا خلال اليومين الماضيين، وبعد التوصل هناك إلى اتفاق مع وجهاء المدينة يقضي بوقف إطلاق النار وتسليم جثامين الضحايا الذين قُتلوا داخل المدينة.
ووفق مصدر في وزارة الداخلية السورية، فإن مجموعات خارجة عن القانون تسلّلت ليل أمس إلى الأراضي الزراعية في منطقة أشرفية صحنايا، واستهدفت كل تحرك مدني أو أمني، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين ومن عناصر قوات الأمن العام.
وأضاف المصدر أنّ "تلك المجموعات صعّدت من اعتداءاتها، حيث هاجمت نقاطًا وحواجز أمنية على أطراف المدينة، مما أدى إلى مقتل 11 عنصرًا من قوات إدارة الأمن العام المكلّفة بحفظ الأمن"، ليُعلن لاحقًا عن ارتفاع حصيلة قتلى الأمن العام في صحنايا إلى 16 شخصًا.
من جهته، وجّه مفتي الجمهورية في سورية، الشيخ أسامة الرفاعي، كلمة للشعب السوري على خلفية الأحداث الراهنة في جرمانا وصحنايا، محذرًا من الفتن. وخاطب الرفاعي السوريين بقوله: "إياكم والفتن، فإن الفتن يُدرى أولها ولا يُعلم آخرها"،
داعيًا إلى عدم الالتفات إلى أصوات الثأر والانتقام. وقال: "دماؤكم محرّمة، كل دم سوري محرّم، قطرة دم واحدة من أي فرد من أفراد هذا البلد غالية على قلوبنا، لا ينبغي التفريط فيها بأي حال من الأحوال".
وحثّ على الوحدة في وجه "الفتنة التي يشعلها أعداء الأمة والإنسانية والوطن"، داعيًا إلى عدم الاستماع لأصوات "شياطين الإنس والجن"، بحسب تعبيره.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية، قد أعلنت اليوم الأربعاء، أن طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي نفذت ضربة تحذيرية في ريف دمشق، استهدفت مبنى كان بداخله مسلحون قالت إنهم كانوا يستعدون لتنفيذ هجوم ضد الدروز في المنطقة.
وأوضحت الهيئة أن الهجوم نُفذ بواسطة مسيّرة أطلقت صاروخاً باتجاه المبنى، دون وقوع إصابات، مشيرة إلى أن العملية كانت تهدف منذ البداية إلى توجيه رسالة تحذيرية.
وأكدت الهيئة أن الجيش الإسرائيلي، إلى جانب شعبة الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، يتابعون تطورات الأحداث في سورية عن كثب.
وفي بيان لاحق، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بأنه "في ختام تقييم الوضع، أوعز رئيس الأركان بالاستعداد لمهاجمة أهداف تابعة للنظام السوري في حال عدم توقف العنف ضدّ الدروز.
خلال اليوم هاجمت طائرات للجيش الإسرائيلي في ريف دمشق مستهدفاً نشطاء هاجموا مواطنين دروز".
وأضاف جيش الاحتلال أنه يتابع التطورات في سورية "حيث تبقى القوات مستعدة للدفاع، وللتعامل مع سيناريوهات مختلفة".