
عدن: احتجاجات أمام قصر معاشيق تنديدا بتردي الخدمات وانهيار العملة
الرأي الثالث
تظاهر عشرات المواطنين أمام قصر معاشيق في العاصمة المؤقتة عدن، الإثنين، للمطالبة بتحسين الخدمات ووقف الانهيار الاقتصادي والمعيشي، في ظل انهيار الريال اليمني إلى أدنى مستوى قياسي له على الإطلاق.
ورفع المحتجون، الذين تجمعوا أمام قصر معاشيق، شعارات تطالب بتوفير خدمات الكهرباء والمياه والغاز المنزلي وبقية الخدمات العامة، بالإضافة لمعالجة انهيار العملة الوطنية.
كما ردد المحتجون شعارات حملت الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي وقيادة التحالف مسؤولية كل ما يعيشه المواطنون من أزمات وما تعيشه عدن من فشل على كل المستويات.
وأكدوا استمرار الاحتجاجات والتصعيد الشعبي حتى الاستجابة لمطالبهم.
يشار إلى أن العاصمة المؤقتة تعيش أسوأ عهودها حيث تجاوزت ساعات انقطاع خدمة الكهرباء أكثر من 22 ساعة في اليوم الواحد، بالتزامن مع غلاء جنوني رافقه انهيار العملة الوطنية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.
وفي ذات السياق، التقى رئيس الوزراء مع عدد من النشطاء في عدن وممثلين عن المعتصمين أمام بوابة قصر معاشيق في العاصمة المؤقتة عدن، تنديدا بتردي الأوضاع الخدمية والمعيشية وإنهيار العملة الوطنية.
ونقل الصحفي صلاح السقلدي، في صفحته على منصة فيسبوك، بعضا من القضايا والنقاش الذي دار خلال اللقاء مع رئيس الوزراء سالم بن بريك،
حيث قال: "كلما ما يشتكي منه الناس من معاناة في عدن وباقي المحافظات لخصناها للأخ رئيس الوزراء سالم بن بريك في اللقاء الذي جمعنا به نحن الفريق المنتدب من جموع المعتصمين أمام بوابة اقامته في معاشق في عدن".
وأضاف: "كل الأوضاع تقريبا تطرقنا لها بكل صراحة ووضوح: وضع الكهرباء والماء والصحة والتربية والغلاء وتأخير الرواتب وهزالتها وضرورة تقييمها ومن الفساد المتغول بكل المؤسسات والمحسوبية الإدارية وغيرها من مجالات حياة الناس...
واستمعنا له بحديث مسهب عن الاوضاع وما تتخذه حكومته".
وأردف: "الغريب أن الرجُل أيضا يشكو- بمرارة، مرارة مغلفة بشيء من التذمر-... يشكو مثله مثلنا من سوء الأوضاع ومن انعدام الموارد وحالة الفوضى (فهمنا منه إن لا موارد متاحة بيده ولا دعم تحالف) قائلا لا شيء بيدي انتشل من خلاله هذا الوضع ولكننا نعمل..".
وأشار إلى أن رئيس الوزراء أقر بحجم الفساد المهول الذي يلتهم كثير من الموارد، متعهدا ببذل كل ما يمكن فعله منذ وصوله الى عدن قبل 35 يوم بحسب كلامه.
وقال بن بريك، إنه يتفهم لوضع الناس المؤسف وسخطهم على الأوضاع، مؤكدا مواصلته للعمل من أجل التخفيف من تلك المعاناة الشعبية، مضيفا: "ولو تريدوا أن أحلف لكم فوق المصحف لحلفت، هاتوا القرآن، فنحن من أبناء هذا الشعب".
وقال السقلدي تعليقا على طرح وكلام رئيس الحكومة: "من جانبنا كفريق منتدب من المعتصمين ومن عامة البسطاء اعتبرنا كلامه- رغم صراحته ووضوحه - يظل مجرد وعود، كسابقاتها من الوعود العرقوبية لا يمكن الركون عليها أو ان تنطلي علينا بسهولة، حتى تتحقق على أرض الواقع".
وأكد أن التصعيد الشعبي سيستمر حتى يتمكن الناس من انتزاع حقوقهم كاملة والعيش بكرامة وعِزة ومساواة".
مظاهرة احتجاجية في تعز تنديدا بانعدام المياه والحمير وسيلة للتعبير
كما شهدت مدينة تعز، صباح الثلاثاء، احتجاجات شعبية واسعة للمطالبة بتوفير المياه، في ظل أزمة حادة تضرب المدينة منذ أسابيع، مع انقطاع المياه بشكل شبه كامل عن عدد كبير من الأحياء السكنية، وتفاقم معاناة السكان الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة أزمة عطش خانقة.
ورفع المحتجون لافتات تطالب بإنقاذ تعز من أزمة المياه، متهمين السلطة المحلية بالعجز والتقاعس. كتب عليها عبارات مثل: "نبحث عن الماء في زمن الدولة الغائبة" و"الماء حق لنا وليس منّة من أحد"، وسط مطالبات عاجلة بوضع حلول جذرية ومستدامة لمشكلة المياه.
وعبّر المحتجون عن غضبهم بطريقة لافتة، إذ استخدموا الحمير كرمز احتجاجي، وعلقوا على رؤوسها صور محافظ تعز، نبيل شمسان، في رسالة ساخرة تعبّر عن حالة الاستياء الشعبي المتصاعد من أداء السلطة المحلية.
وحمل المشاركون محافظ تعز المسؤولية الكاملة تجاه المواطنين، أو تقديم استقالته.
وتأتي هذه الاحتجاجات وسط تصاعد حالة الغضب الشعبي، في وقت تعاني فيه مدينة تعز من تدهور شديد في البنية التحتية، خصوصًا في قطاع المياه، حيث يعاني السكان من أزمة متفاقمة منذ سنوات، دون أن تلوح في الأفق حلول فعلية،
ما يدفع المواطنين إلى اللجوء إلى شراء المياه من الصهاريج بأسعار باهظة، في ظل أوضاع معيشية صعبة.