اتفاقية تحصر نقل الحجاج اليمنيين عبر الناقل الوطني من مطار عدن
الرأي الثالث
أعلنت وزارة الأوقاف اليمنية توقيع اتفاقية مع شركة الخطوط الجوية اليمنية لنقل أكثر من 6 آلاف حاج عبر مطار عدن في موسم الحج القادم، في ما يبدو أنه احتكار لعملية تفويج الحجاج اليمنيين على الناقل الوطني وحصر ذلك على مطار عدن والمطارات العاملة في مناطق إدارة الحكومة.
جاء في بيان لوزارة الأوقاف على صفحتها في "فيسبوك" أن الاتفاقية التي وقعتها في مدينة جدة السعودية مع الخطوط الجوية اليمنية لاعتمادها ناقلاً جوياً لأكثر من 6,255 حاجاً عبر خط السير (عدن - جدة - عدن) في موسم الحج 1447هـ،
مع إلزام الشركة بـ"حزمة من الضوابط لضمان الانسيابية الكاملة للرحلات، أبرزها توفير السكن والإعاشة في حال تأخُّر الرحلات لأكثر من أربع ساعات، وتمكين الحجاج من تعديل مواعيد سفرهم قبل 72 ساعة دون رسوم، وتحمل المسؤولية الكاملة عند أي عجز في النقل وتأمين البدائل الفورية".
ويبدي مراقبون استغرابهم من توقيت هذه الاتفاقية التي تأتي بعد أيام قليلة من تصريحات أدلى بها وزير الأوقاف في الحكومة، والتي أكد فيها دراسة إضافة ناقل جوي للعمل بالمطارات العاملة في المناطق الحكومية لنقل الحجاج وفتح المجال للتنافس في جودة التذاكر وأسعارها.
كذلك صادف هذا الإعلان مرور نصف عام على توقف رحلات الخطوط الجوية اليمنية من مطار صنعاء بسبب القصف الإسرائيلي الذي أدى إلى تدمير 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية وإغلاق مطار صنعاء الدولي،
حيث تقود الأمم المتحدة ومكتب مبعوثها إلى اليمن جهوداً ومساعي حثيثة لحل أزمة مطار صنعاء وعدد من الملفات الأخرى موضع الصراع بين الأطراف اليمنية.
المحلل الاقتصادي نبيل الشرعبي، أكد ضرورة إيجاد حل لمشكلة توقف رحلات "اليمنية" من مطار صنعاء الدولي، الذي ضاعف توقفه من معاناة المواطنين اليمنيين بشكل لا يستطيع الكثير تحمّله،
فالمسألة لا تتعلق فقط بموضوع تفويج الحجاج من صنعاء والمحافظات الأخرى الواقعة ضمن سلطتها، بل لأسباب إنسانية بحتة، حيث كانت رحلة الخطوط الجوية اليمنية عبر مطار صنعاء إلى مطار الملكة علياء بالعاصمة الأردنية عمّان مخصصة غالباً للمرضى بنسبة كبيرة ممن يذهبون للسفر للعلاج.
وهذا العدد المعلن في الاتفاقية مخصص للنقل جواً، فيما هناك العدد نفسه ممن سيجري تفويجهم براً عبر شركات ومكاتب النقل والسفر.
وأكدت وزارة الأوقاف أن عملية تسجيل الحجاج متواصلة ومتاحة عبر الـ234 منشأة المعتمدة لتفويج الحجاج اليمنيين في عموم البلاد، بعد استكمال عمليات التقييم والمراجعة ومطابقة الشروط الفنية والإدارية،
مشيرةً إلى أن "تسديد قيمة التذاكر سيكون عبر الحساب المعتمد للخطوط الجوية اليمنية في عدن، وسيُجرى تنفيذ جدول التفويج بما يتوافق مع ترتيبات السكن في مكة المكرمة والمدينة المنورة لضمان انسيابية حركة الوصول والمغادرة".
ودعا مواطنون يمنيون السلطات المعنية إلى حل أزمة السفر وإعادة تشغيل مطار صنعاء الذي يعتمد عليه ما يزيد على 70% من سكان المحافظات الواقعة تحت سيطرة سلطة الحوثيين في صنعاء.
إذ تحدث المواطن الخمسيني عيسى عبد الله، وهو من سكان صنعاء، قائلاً إن الانتقال إلى عدن أو إلى أي محافظة حكومية للسفر مكلف للغاية، إذ يتطلب إنفاق مبالغ طائلة للتنقل المرهق للمرضى وكبار السن،
إضافة إلى تكاليف الحصول على الوثائق والتذاكر الخاصة بالسفر، والتي بالمجمل لا تقل عن 600 إلى 700 دولار.
من جانبه، قال المواطن أحمد العواضي إنه قرر الذهاب هذا العام للحج، حيث لا ينوي التنقل عبر مطار عدن ويفضل السفر البري، بالرغم من مشقة التنقل عبر منفذ الوديعة بمحافظة حضرموت، التي تبعد عن صنعاء بأكثر من 700 كيلومتر، لكنه يأمل أن تُحل أزمة مطار صنعاء قبل السفر للحج.
وسبق توقيع هذه الاتفاقية لتفويج الحجاج جواً، إعلان شركة الخطوط الجوية اليمنية، الأربعاء 19 نوفمبر/ تشرين الثاني، زيادة عدد رحلاتها الجوية على خط (عدن - الرياض - عدن) ابتداءً من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري إلى ثلاث رحلات أسبوعياً.
وقال المدير الإقليمي للخطوط الجوية اليمنية في الرياض، صدام الجائفي، في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ): "إن قرار تشغيل رحلة ثالثة أسبوعياً خط عدن - الرياض - عدن، جاء بموجب توجيهات قيادة مجلس إدارة الشركة، وضمن توجهات الشركة وجهودها الهادفة إلى زيادة رحلاتها وتوسيعها إلى عدد من الوجهات الداخلية والخارجية".
وتأتي زيادة عدد رحلات اليمنية من مطار عدن الدولي إلى مطار الملك خالد الدولي في العاصمة السعودية الرياض، لتصبح ثلاث رحلات في الأسبوع خلال أيام الأحد والثلاثاء والخميس، تلبية للطلب المتزايد، بحسب تصريح هذا المسؤول في شركة الخطوط الجوية اليمنية، من قِبل عملاء الشركة وركابها.
محمد راجح