
بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال تعترف بدولة فلسطينية
الرأي الثالث - وكالات
أعلنت دول بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال، اليوم الأحد، الاعتراف رسمياً بدولة فلسطين. وتأتي هذه الاعترافات رغم ضغوط أميركية وإسرائيلية شديدة، قبل انعقاد الاجتماعات السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل في نيويورك بحضور أكثر من 140 رئيس دولة وحكومة.
وأعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اعتراف بلاده بدولة فلسطينية، بعد أن خلصت الحكومة إلى أن الوضع في فلسطين قد تدهور كثيراً منذ أن دعا ستارمر إسرائيل في يوليو/ تموز الماضي إلى الالتزام باتفاق سلام طويل الأمد وتحقيق حل الدولتين.
وقال ستارمر إنّ "الأمل في حل الدولتين يتلاشى، لكن لا يمكننا أن ندع هذا النور ينطفئ"، مشدّداً على أنه "لا ينبغي أن يكون لحركة حماس أي دور في المستقبل أو في الإدارة أو الأمن".
وكان نائب رئيس الوزراء ديفيد لامي قال، في تصريحات اليوم الأحد، إنّ أيّ "قرار بالاعتراف بدولة فلسطينية لا يعني قيام هذه الدولة على الفور، بل يجب أن يكون ذلك جزءاً من عملية للسّلام"،
وتابع: "عندما نتحدث عن الاعتراف فذلك لأننا نريد الحفاظ على حل الدولتين".
وقال لامي إنّ ذلك لن يخفف الأزمة الإنسانية أو يؤمن الإفراج عن الرهائن (المحتجزين في غزة)، ولكنّه سيبقي على احتمالية التوصل إلى حل الدولتين في النهاية بوجود دولة فلسطينية بجانب إسرائيل،
وأضاف: "أيُّ قرار بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذا جرى الإعلان عنه في وقت لاحق من اليوم، لن يؤدي لإقامة دولة فلسطينية بين ليلة وضحاها".
وأشار إلى أنّ عملية السلام يجب أن تستند إلى حدود 1967، مع عاصمة مشتركة في القدس، وهي قضايا قد تستغرق بعض الوقت لحلها.
وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي": "هل سيؤدي ذلك لإطعام الأطفال؟ لا لن يفعل ذلك، هذا يرجع إلى المساعدات الإنسانية. هل سيؤدي ذلك لتحرير الرهائن؟ هذا يرجع إلى وقف إطلاق النار"،
وأضاف: "ماذا سنقول لأطفال دولة فلسطينية مستقبلية"، وقال: "هل سنقول إنّنا اضطررنا للانتظار للظروف المثالية قبل أن نعترف بالدولة الفلسطينية".
ونقلت "بي بي سي" عن مصادر حكومية بريطانية أن الأوضاع على الأرض تدهورت على نحوٍ ملحوظ في الأسابيع القليلة الماضية، واستشهدت بصور المجاعة والقتل في غزة التي سبق أن وصفها ستارمر بأنها لا تُطاق.
إضافة إلى ذلك، كان البناء الاستيطاني في الضفة الغربية عاملاً حاسماً نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وفي وقت سابق اليوم، قال لامي الذي سيمثل المملكة المتحدة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ الاعتراف بدولة فلسطين يأتي "نتيجة التوسّع الخطير الذي نشهده في الضفة الغربية، والعنف الذي يمارسه المستوطنون، والنيّات والمؤشرات للبناء مثل مشروع إي 1، الذي سيدمر إمكانية تحقيق حل الدولتين"،
وأشارت الحكومة البريطانية إلى أن الوضع الإنساني في غزة قد تفاقم كثيراً، مع استمرار العمليات العسكرية التي أجبرت مئات الآلاف على الفرار، وأدت إلى انتشار الجوع والعنف في المناطق المتضرّرة، وهو ما دفع بريطانيا إلى التحرك حفاظاً على أمل تحقيق سلام طويل الأمد في المنطقة.
في الشأن ذاته، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، اليوم الأحد، أنّ بلاده تعترف الآن بدولة فلسطينية، وقال كارني في بيان: "تعترف كندا بدولة فلسطين وتعرض شراكتنا في بناء مستقبل سلمي واعد لكل من دولة فلسطين ودولة إسرائيل"، بحسب ما نقلت "رويترز"،
وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية الحالية تعمل على نحوٍ ممنهج على منع أي احتمال لقيام دولة فلسطينية.
من جهته، قال رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، اليوم الأحد، إنّ بلاده اعترفت رسمياً اليوم بدولة فلسطينية.
وذكر ألبانيزي في بيان مشترك مع وزيرة الخارجية بيني وانج أن أستراليا تعترف إلى جانب كندا وبريطانيا بفلسطين في إطار جهد لإحياء زخم حل الدولتين الذي يبدأ بوقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح المحتجزين هناك،
وأضاف البيان أنّ حركة حماس "يجب ألّا يكون لها أي دور في فلسطين".
وفي وقت لاحق من مساء الأحد، أعلنت البرتغال اعترافها بدولة فلسطين. وصرح وزير الخارجية البرتغالي باولو رانغيل لصحافيين في نيويورك، عشية بدء أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن "الاعتراف بدولة فلسطين هو تنفيذ لسياسة أساسية وثابتة وتحظى بقبول واسع".
وأضاف أن "البرتغال تدعو إلى حل الدولتين كسبيل وحيد نحو سلام دائم وعادل، سلام يعزز التعايش والعلاقات السلمية بين إسرائيل وفلسطين".
ومن المتوقع، خلال قمة تعقد الاثنين، برئاسة فرنسا والسعودية للنظر في مستقبل حل الدولتين، أن تؤكّد عشر دول اعترافها الرسمي بدولة فلسطينية.
ومن أصل 193 دولة عضواً في المنظمة الدولية، تعترف 149 دولة على الأقل بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر عام 1988.
نتنياهو رداً على الاعترافات: لن تقام دولة فلسطينية
بالمقابل، تعهّد نتنياهو بمواجهة الدعوات في الأمم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية، معتبراً أن "إقامة دولة فلسطينية تعرّض وجودنا للخطر".
وقال نتنياهو: "سيتعين علينا خوض المعركة سواء في الأمم المتحدة أو في كل الساحات الأخرى ضد التضليل المنهجي ضدنا، وضد الدعوات لإقامة دولة فلسطينية، والتي من شأنها أن تعرّض وجودنا للخطر، وستكون بمثابة جائزة عبثية للإرهاب".
وفي وقت لاحق، مساء اليوم، قال نتنياهو إن "رد إسرائيل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون بعد عودتي من الولايات المتحدة"، مضيفا: "لن تكون هناك دولة فلسطينية غرب نهر الأردن".
كما وصف رئيس الكنيست أمير أوحانا، رئيسَ الوزراء البريطاني كير ستارمر بأنه "مهادن عصري اختار العار"، وذلك رداً على اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية.
أمّا رئيس حزب "مباشرةً"، غادي أيزنكوت، فوجّه رسالة إلى كندا واستراليا وبريطانيا قال فيها إنّ "الحديث عن دولة فلسطينية في هذا الوقت وبعد 7 أكتوبر هو حماقة، وجائزة للإرهاب"،
محمّلاً المسؤولية عن "الفشل الدبلوماسي المدوي لبنيامين نتنياهو وحكومته"، أما رئيس حزب "أزرق أبيض"، بيني غانتس، فقال إنّ القرار "يعزّز حماس ويطيل أمد الحرب".
في غضون ذلك، اعتبر وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير أن اعتراف الدول الغربية بالدولة الفلسطينية "جائزة لقتلة النخبة"،
داعياً إلى "اتخاذ خطوات فورية مضادة بينها فرض السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الاسم التوراتي للضفة الغربية المحتلة) وتفكيك السلطة الفلسطينية"، وشدد على أنه "اعتزم تقديم اقتراح لفرض السيادة خلال اجتماع الحكومة القريب".