
القصف الإسرائيلي على مؤسستي إعلام يمنيتين هو ثاني أكبر مذبحة للصحافة
الرأي الثالث - أسوشييتد برس
أعلنت منظمة "لجنة حماية الصحافيين" (Committee to Protect Journalists) غير الربحية، أنّ القصف الإسرائيلي الجوي على اليمن مطلع الشهر الجاري شكّل ثاني أكثر هجوم دموي على الصحافة ترصده المنظمة الأميركية.
وفي العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنّه استهدف "أهدافاً عسكرية" مرتبطة بالمليشيات الحوثية المدعومة من إيران في مناطق صنعاء والجوف.
ومن بين الأهداف التي أوردها الجيش الإسرائيلي، "قسم العلاقات العامة الحوثي المسؤول عن توزيع رسائل الدعاية في وسائل الإعلام".
وقد سقط نتيجة للغارات الإسرائيلية ما يزيد عن 46 شهيداً، و165 جريحاً، غالبيتهم من المدنيين.
كذلك، أسفر القصف الإسرائيلي عن إصابة عدد كبير من الصحافيين والفنيين والإداريين العاملين في صحيفتي 26 سبتمبر واليمن، وهو ما يعري الرواية الإسرائيلية التي تحدثت عن "استهداف الهجوم الإسرائيلي في صنعاء لمعسكرات ومجمع لتخزين الوقود وقسم الإعلام التابع لجماعة الحوثيين".
وأوضحت المنظمة أنّ 30 من القتلى كانوا يعملون في صحيفة "26 سبتمبر"، وهي الصحيفة الرسمية للجيش اليمني الخاضعة حالياً لسيطرة الحوثيين، إلى جانب صحيفة "اليمن".
وأكدت النقابة العامة للصحافيين اليمنيين عقب القصف الإسرائيلي أنّه رغم خضوع صحيفة "26 سبتمبر" لسيطرة الحوثيين، كان العديد من الصحافيين المدنيين غير المنتمين عسكرياً ضمن القتلى.
ونقلت "لجنة حماية الصحافيين" عن رئيس تحرير صحيفة "26 سبتمبر" ناصر الخضري وصفه ما جرى بأنّه "مذبحة غير مسبوقة للصحافيين"، مشيراً إلى أنّ الضربات استهدفت غرفة الأخبار بينما كان الموظفون في المراحل النهائية من إعداد الصحيفة الأسبوعية للنشر.
وذكرت المنظمة أنّ العملية الإسرائيلية في 10 سبتمبر/أيلول كانت ثاني أكبر هجوم دموي منفرد على الصحافة في تاريخها، بعد مذبحة ماغوينداناو (Maguindanao) في الفيليبين عام 2009، والتي أسفرت عن مقتل 58 شخصاً، بينهم 32 صحافياً وعاملاً في الإعلام، عندما تعرضت قافلة تقلّ مرشحاً سياسياً لكمين.
الصحافي اليمني هو الحلقة الأضعف
ويأتي العدوان الإسرائيلي ليفاقم من حجم المخاطر التي يتعرض لها الصحافيون اليمنيون الذين يعيشون في ظل بيئة خطرة لممارسة العمل الصحافي نتيجة القيود والانتهاكات التي يقوم بها أطراف الصراع في اليمن ضد الصحافيين ووسائل الإعلام.
ومنذ انقلاب جماعة الحوثيين في سبتمبر/ أيلول 2014، شهدت حرية الصحافة انتكاسة غير مسبوقة نتيجة إغلاق معظم الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعات،
كما تعرض عشرات الصحافيين للاختطاف، وقطع الرواتب، والتحريض، والملاحقات الأمنية، واضطر العديد منهم إلى مغادرة البلاد، وباتت البلاد بيئة خطيرة لممارسة العمل الصحافي، حيث صاروا عرضة للاستهداف من قبل الأطراف المتحاربة.
وترتكب الأطراف المتحاربة في اليمن العديد من الانتهاكات المنهجية ضد الصحافيين وحرية الصحافة والمؤسسات الإعلامية في اليمن، بما في ذلك الاستخدام الواسع النطاق للاحتجاز التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب وغيره من ضروب المعاملة اللاإنسانية.
وبحسب تقرير حقوقي، صدر الخميس عن منظمة هيومن رايتس ووتش، فقد ارتكبت السلطات التابعة لأطراف النزاع جميعها انتهاكات جسيمة ضد حق اليمنيين في حرية التعبير وضد وسائل الإعلام، شملت الاستيلاء على مؤسسات إعلامية، وترهيب الصحافيين ومضايقتهم وعرقلة حركتهم وعملهم.