
الشرع: هناك حاجة لاتفاق أمني مع إسرائيل والتطبيع ليس مطروحاً حالياً
الرأي الثالث - وكالات
نقلت وكالة رويترز عن الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء قوله إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج "في الأيام المقبلة"،
مشدداً في الوقت نفسه على أن اتفاق السلام أو التطبيع ليس مطروحاً حالياً.
وشدد الشرع، في حديث مع صحافيين في دمشق قبل سفره المتوقع إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على أنّ هناك "حاجة" إلى الاتفاق الأمني،
مؤكداً أنه سيتطلب احترام مجال سورية الجوي ووحدة أراضيها، وأن يكون خاضعاً لمراقبة الأمم المتحدة.
وقال الشرع إنّ إسرائيل نفذت أكثر من ألف غارة على سورية وما يزيد على 400 توغل بري منذ إطاحة نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأضاف أن أفعال إسرائيل تتناقض مع السياسة الأميركية المعلنة بأن تكون سورية مستقرة وموحدة، ووصف تلك الأفعال بأنها خطيرة جداً،
مشيراً إلى أن دمشق تسعى إلى إبرام اتفاق مشابه لاتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسورية لعام 1974 والتي أنشأت منطقة منزوعة السلاح بين البلدين.
وأوضح الرئيس السوري أن بلاده تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية، لكن إسرائيل تريد أن تبقى في مواقع استراتيجية سيطرت عليها بعد الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي بما في ذلك جبل الشيخ.
وفي هذا الإطار، يُذكر أن وزراء إسرائيليين أكدوا علناً، أكثر من مرة، أن تل أبيب تعتزم الاحتفاظ بالسيطرة على تلك المواقع.
كما رجح الشرع التوصل إلى اتفاقات أخرى "إذا نجح الاتفاق الأمني"، دون أن يقدم تفاصيل أخرى،
غير أنه شدد على أن اتفاقاً للسلام أو التطبيع، مثل اتفاقيات أبراهام التي توسطت فيها الولايات المتحدة ووافقت بموجبها عدة دول عربية على تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، ليس مطروحاً حالياً.
وبخصوص الجولان، اعتبر الشرع أن من السابق لأوانه مناقشة مصير الهضبة التي تحتلها إسرائيل لأنها "قصة كبيرة".
يُشار في هذا السياق إلى تعبير الحكومة الإسرائيلية في وقت سابق عن رفضها أي انسحاب من الجولان المحتل منذ عقود.
وكانت وكالة رويترز قد ذكرت هذا الأسبوع أن إسرائيل استبعدت تسليم المنطقة التي اعترف بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من جانب واحد منطقةً إسرائيلية خلال فترة ولايته الأولى.
وقال الشرع للصحافيين مبتسماً: "هي حالة صعبة أن تكون مفاوضات بين شامي ويهودي".
مصدر بالخارجية السورية: اتفاقات متتالية ستبرم مع إسرائيل قبل نهاية العام
وفي السياق، أفاد مصدر في وزارة الخارجية السورية في دمشق، اليوم الخميس، بأنّ سورية وإسرائيل ستُبرمان "اتفاقيات متتالية" قبل نهاية العام الحالي.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس، إن "هناك تقدّماً في المحادثات مع إسرائيل وستكون هناك اتفاقات متتالية قبل نهاية العام الجاري مع الجانب الإسرائيلي"،
مشيراً إلى أنّها "بالدرجة الأولى اتفاقات أمنية وعسكرية".
وأوضح المصدر أنّ الجانبين يريدان التوصل إلى اتفاق "يوقف الأعمال العسكرية داخل سورية، ولاحقاً اتفاقات تعود بالنفع على السوريين".
وتجري سورية وإسرائيل محادثات للتوصل إلى اتفاق، تأمل دمشق أن يضمن وقف الغارات الجوية الإسرائيلية وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي توغلت فيها في جنوب سورية.
وكانت وكالة رويترز قد أفادت في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن واشنطن تضغط على سورية للتوصل إلى اتفاق قبل أن يجتمع زعماء العالم الأسبوع المقبل لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
لكن الشرع نفى ممارسة الولايات المتحدة ضغوطاً على سورية، وقال بدلاً من ذلك إنّها تلعب دور الوسيط.
أزمة السويداء عرقلت اتفاقاً أمنياً بين سورية وإسرائيل في يوليو
إلى ذلك، وحول أزمة السويداء، كشف الشرع أيضاً أن سورية وإسرائيل كانتا على بعد "أربعة أو خمسة أيام" فقط من التوصل إلى أساس اتفاق أمني في يوليو/تموز الماضي،
لكن التطورات في محافظة السويداء الجنوبية عرقلت تلك المناقشات. وانتشرت القوات السورية في السويداء في يوليو لوقف القتال بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو. لكن أعمال العنف تفاقمت وسط اتهامات للقوات السورية بتنفيذ عمليات قتل شبيهة بالإعدام،
إضافة إلى قصف إسرائيل جنوب سورية ووزارة الدفاع في دمشق وموقعاً قريباً من القصر الرئاسي. ووصف الشرع الضربات قرب القصر الرئاسي بأنها "ليست رسالة بل إعلان حرب"، مؤكداً أن دمشق امتنعت عن الرد عسكرياً حفاظاً على المفاوضات.
(رويترز، فرانس برس)