
44 قتيلاً نصفهم من منتظري المساعدات بنيران إسرائيلية في غزة
الرأي الثالث - وكالات
قُتل 44 فلسطينياً على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، الأحد، بينهم 22 قُتلوا قرب مراكز لتوزيع المساعدات، على أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وفيما تتواصل الحرب المفتوحة على قطاع غزة بلا هوادة، تتعمّق المأساة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون تحت وطأة القصف المتواصل والتجويع المنهجي.
وبينما تتصاعد أرقام الشهداء والإصابات بوتيرة مأساوية وسط نقص فادح في الغذاء والدواء والمياه، تتزايد المؤشرات على دخول الحرب مرحلة أكثر تعقيداً، مع عودة الحديث عن مقترحات تسوية شاملة، وتصعيد ميداني محتمل في حال فشلها.
وفي ظل هذا المشهد، يبدو أنّ سكان القطاع محاصرون بين فكي المجاعة والنسف، حيث تتواصل عمليات نسف المنازل وحرمان المدنيين المساعدات في الوقت الذي يلفّ فيه الموت كل تفاصيل الحياة.
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل، في وقت سابق، إنه أحصى «9 شهداء وعشرات المصابين بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز المساعدات في شمال غربي رفح»، حيث نُقلوا إلى مستشفى «ناصر» في خان يونس.
وأضاف أنه تم نقل «5 شهداء قرب مركز المساعدات قرب جسر وادي غزة» في وسط القطاع.
وأكدت مستشفى «العودة» في مخيم النصيرات أنها استقبلت «5 شهداء و12 إصابة» جراء نيران الجيش قرب مركز توزيع المساعدات قرب جسر وادي غزة.
وفي ساعة مبكرة من صباح الأحد تجمع آلاف الأشخاص قرب مراكز المساعدات في خان يونس ورفح، جنوب القطاع، وقرب جسر وادي غزة.
وبحسب شهود عيان، أطلق الجنود الإسرائيليون النار باتجاه مئات الأشخاص الذين اقتربوا من نقطة حراسة عسكرية قرب بوابة مركز مساعدات في شمال غرب رفح، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال جبر الشاعر (31 عاماً) إن الجنود أطلقوا النار «على الناس، أنا كنت هناك. لم يشكل أحد أي خطر على الجنود. إنهم فقط يريدون القتل، هم (الجنود) يعرفون أننا نريد مساعدات غذائية لنطعم أطفالنا».
وأشار إلى أن عدداً من الطائرات المسيرة حلّقت على ارتفاع منخفض في الأجواء.
في هذه الأثناء، أفاد بصل أن 4 أشخاص قُتلوا في غارة نفذتها طائرة استطلاع إسرائيلية «استهدفت مجموعة مواطنين» في حي الشجاعية شرق غزة.
وأشار إلى أن أحد العاملين في جمعية «الهلال الأحمر الفلسطيني» قُتل في غارة أخرى على مبنى في مدينة الأمل التابعة للجمعية في خان يونس.
ميدانياً، قالت وزارة الصحة في غزة إنّ عدد الشهداء ارتفع إلى أكثر من 60 ألف شهيد، وأكثر من 148 ألف إصابة منذ بداية العدوان في أكتوبر/ تشرين الأول، بينما بلغت حصيلة الشهداء منذ منتصف مارس/ آذار فقط أكثر من 9 آلاف و200 شهيد.
كذلك تواصلت مجازر "لقمة العيش" مع ارتفاع عدد الضحايا الذين سقطوا في أثناء محاولاتهم للحصول على مساعدات غذائية إلى أكثر من 1400 شهيد، فيما لا تزال المستشفيات تستقبل أعداداً متزايدة من المصابين يومياً.
وفي ظل هذا الواقع الكارثي، أعلن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير أن العمليات العسكرية ستستمر وسيجرى تكييفها بما يخدم "مصالح إسرائيل"، مؤكداً أنّ ما تحقق من "انتصارات" يمنح الجيش مرونة أوسع لمواصلة الهجوم.