
ترمب يؤكد اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء
الرأي الثالث - وكالات
جدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، تأكيد اعتراف بلاده بسيادة المغرب على الصحراء، ودعمها مقترح الحكم الذاتي الذي كانت الرباط قد تقدّمت به عام 2007، باعتباره "الأساس الوحيد للتوصل إلى حل عادل ودائم لهذا النزاع".
وجاء تجديد الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء الغربية في برقية وجّهها ترامب، اليوم السبت، إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ26 لجلوسه على العرش.
وقال ترامب في البرقية: "كما أود أن أجدد التأكيد أن الولايات المتحدة الأميركية تعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، وتدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي، الجاد وذا المصداقية والواقعي، باعتباره الأساس الوحيد من أجل تسوية عادلة ودائمة لهذا النزاع".
كذلك، أكّد ترامب أن "الولايات المتحدة الأميركية تولي أهمية كبيرة للشراكة القوية والدائمة التي تربطنا بالمغرب. ومعاً، نعمل على المضيّ قدماً بأولوياتنا المشتركة من أجل السلام والأمن في المنطقة،
لا سيما بالاعتماد على اتفاقات أبراهام (التطبيع)، ومكافحة الإرهاب، وتوسيع نطاق التعاون التجاري بما يعود بالنفع على الأميركيين والمغاربة على حد سواء".
وعبّر الرئيس الأميركي عن تطلّعه إلى "مواصلة التعاون من أجل تعزيز الاستقرار والأمن والسلام على الصعيد الإقليمي".
ويُعدّ تجديد ترامب دعمه سيادة المغرب على الصحراء الغربية خطوة جديدة تؤكّد أن إعلانه في العاشر من ديسمبر/ كانون الأول 2020 عن هذا الاعتراف لم يكن "مجرد تغريدة"، كما تصفه جبهة "البوليساريو".
ومع بداية ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني الماضي، عادت السياسة الخارجية الأميركية تجاه قضية الصحراء إلى واجهة النقاش في المغرب،
حيث أثيرت تساؤلات عدة حول السياسات المحتملة لإدارة ترامب بشأن إحدى أبرز القضايا ذات الأولوية على المستويين الرسمي والشعبي في البلاد.
وتركّزت التساؤلات حول ما إذا كان ترامب سيحسم خلال ولايته الثانية مسألة فتح القنصلية الأميركية في مدينة الداخلة،
كما ورد في المرسوم الرئاسي الذي وقّعه في ديسمبر/كانون الأول 2020، أم أنه سيسير على نهج إدارة جو بايدن التي أبقت هذا الالتزام خارج أولوياتها طيلة السنوات الأربع الماضية.
وتعوّل الرباط على الخطوة الأميركية لما لها من آثار سياسية واقتصادية على مستقبل النزاع المستمر منذ نحو نصف قرن، إذ من شأنها تشجيع مزيد من الدول على الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، وتعزيز الاستثمارات الأجنبية في المنطقة،
فضلاً عن ترسيخ مكانة المغرب شريكاً موثوقاً للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وفي ضوء ذلك، تراهن السلطات المغربية على الخروج من نهج "اللاحسم" الذي تبنته الإدارة السابقة، وتحويل القنصلية الأميركية في الداخلة من مجرد وجود افتراضي إلى حضور دبلوماسي فعلي، لا سيما في ظل المرحلة الحرجة التي يمر بها الملف، وما يشهده من تنامٍ للدعم الدولي لسيادة المغرب، وارتفاع عدد القنصليات في مدينتي العيون والداخلة.
وكان إعلان ترامب في ديسمبر/كانون الأول 2020 الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء، بالتوازي مع اتفاق التطبيع بين الرباط وتل أبيب، قد شكّل نقطة تحوّل في مسار القضية الممتدة منذ نحو 50 عاماً، بعد انسحاب إسبانيا عام 1975 من المنطقة، وتوقيع اتفاق الهدنة بين المغرب وجبهة "البوليساريو" عام 1991، عقب حرب استمرّت 16 عاماً.
واعتبر ترامب في إعلانه آنذاك أن "إقامة دولة مستقلة في الصحراء ليست خياراً واقعياً لحل الصراع"، وهو ما اعتُبر مؤشراً على بداية "مرحلة جديدة" شجّعت العديد من الدول الأوروبية والأفريقية على الاعتراف بسيادة المغرب، ودعم مقترح الحكم الذاتي، وافتتاح قنصليات لها في مدينتي العيون والداخلة.