
الرئيس الفرنسي يستقبل رئيس وزراء لبنان في الإليزيه
الرأي الثالث - وكالات
استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في قصر الإليزيه، وذلك في أول زيارة رسمية لسلام إلى فرنسا منذ توليه المنصب في لبنان في فبراير/شباط الماضي.
وقالت مصادر لبنانية رسمية، إن "سلام سيبحث مع الفرنسيين التعاون حول ملفات عدّة متصلة بالإصلاحات الاقتصادية والمالية وإعادة الهيكلة، وسبل تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وملف إعادة الإعمار ودعم لبنان والمؤتمر المقرّر لذلك".
وأشارت المصادر نفسها إلى أنّ "البحث سيتطرق أيضاً إلى آخر التطورات في لبنان والمنطقة، وتجديد دعوة لبنان المجتمع الدولي، وخصوصاً فرنسا بوصفها من رعاة اتفاق وقف إطلاق النار،
للضغط على إسرائيل ولجم اعتداءاتها على الأراضي اللبنانية وانسحابها من النقاط الخمس التي تحتلها وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لديها، إلى جانب بحث ملف دعم المؤسسات الأمنية، لا سيما العسكرية في ظلّ المهام التي يقوم بها الجيش والدور المطلوب منه في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة".
كما لفتت إلى أن "المباحثات ستتطرق أيضاً إلى ملف قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل) في ظل الدور المساعد الذي تلعبه فرنسا في هذا الإطار مع طلب لبنان تجديد مهامها لمدة عام اعتباراً من 31 أغسطس/آب 2025".
من ناحية ثانية، سيبحث سلام مع المسؤولين الفرنسيين ملف الناشط اللبناني جورج عبد الله، المقرر أن يغادر الجمعة سجن لانميزان في فرنسا بعد نحو 40 عاماً على سجنه، وذلك وفق ما أشارت إليه المصادر نفسها.
وأمر القضاء الفرنسي بالإفراج عن الناشط عبد الله في 25 يوليو/ تموز الحالي، وهو من أقدم السجناء في فرنسا، حيث اعتُقل فيها عام 1984 لحيازته وثائق سفر مزورة وأسلحة، وحُكم عليه بالسجن المؤبد في 1987 بتهمة الضلوع في اغتيال الدبلوماسيين، الأميركي تشارلز روبرت داي والإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف عام 1982،
إضافة إلى محاولة اغتيال القنصل الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ عام 1984. ورغم استيفائه منذ عام 1999 متطلبات إطلاق السراح المشروط تبعاً للقانون الفرنسي، رُفض الإفراج عنه، كذلك رُفض إطلاق سراحه مرات عدّة.
وتأتي زيارة سلام بعد نحو أربعة أشهر على الزيارة الأولى التي قام بها الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى باريس في مارس/آذار الماضي،
وبالتزامن مع حراك دبلوماسي مكثف تجاه لبنان، لا سيما الذي تقوده واشنطن عبر موفدها توماس برّاك، للمساعدة في إيجاد حلّ للصراع مع إسرائيل،
ويرتكز بشكل أساسي وفق المقترحات الأميركية على ضرورة نزع سلاح حزب الله بأسرع وقتٍ ممكنٍ، وبدء الخطوات الجدية بهذا الاتجاه.
في سياقٍ ثانٍ، قال الرئيس اللبناني أمام مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الذي زار قصر بعبدا على رأس وفد من مفتي المناطق اللبنانية: "إننا على مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيرياً، وحدتنا وتعاوننا وتضامننا أساسية كي نواجه التحديات كافة".
وأشار عون، اليوم الخميس، إلى أن "الخطأ المميت الذي ارتكبه اللبنانيون في السابق هو الاستقواء بالخارج ضد الآخر في الداخل وشهدنا تبعات هذا الأمر، أنا أريد أن أستقوي بشريكي وأخي في الداخل ضد الخارج كائناً من كان"،
مشدداً على أننا "باقون لأننا محصّنون بوحدتنا وما من أحد سيأخذنا إلى مكان آخر، ولكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تعطيها للبنان".
وتابع: "السُّنة في لبنان يعطون هذا البلد قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل، وتأكيد وضمانة انتماء لبنان إلى محيطه العربي"،
مشدداً على أنه "لا أحد باستطاعته أن يلغي أحداً في لبنان وما من أحد له فضل أكثر من أحد فيه، وجميعنا بوحدتنا لنا فضل على لبنان، والمفتي دريان هو مفتي الجمهورية اللبنانية وليس مفتي السنة فقط، والتنسيق مع سماحته قائم على أساس الحفاظ على لبنان".
وأضاف عون: "طمئنوا اللبنانيين أن لبنان بخير ولا عودة إلى لغة الحرب وسقفنا جميعاً هو لبنان"،
مؤكداً: "فتحنا ملف الفساد وأنا سائر به حتى النهاية لأن مشكلتنا الأساسية في لبنان هي الفساد وعدم المساءلة، والفساد لا يعرف لوناً ولا طائفة ولا مذهباً".