
وسطاء يقدمون لإسرائيل وحماس مقترحاً محدثاً لإبرام هدنة في غزة
الرأي الثالث - أكسيوس
أفاد موقع أكسيوس بأن قطر ومصر والولايات المتحدة قدمت مقترحاً محدثاً لحركة حماس وإسرائيل، أمس الأربعاء، في إطار المساعي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.
وأضاف الموقع نقلاً عن مصدرين، وصفهما بالمطلعين، أن الوسطاء يعتقدون أن "التنازلات الأخيرة من إسرائيل"، والتي أُدرجت في الاقتراح المُحدّث، قد تُمكّن الطرفين من التوصل إلى اتفاق قريباً، وفقاً للمصادر.
ويتضمن الاتفاق الذي يتم العمل عليه وقفاً لإطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة والإفراج عن 10 محتجزين أحياء وجثامين 18 محتجزاً ميتاً، وفي المقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية،
بالإضافة لزيادة كبيرة في المساعدات الإنسانية المُقدمة إلى غزة. ويريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب استخدام مدة الـ60 يوماً للتفاوض على اتفاق أوسع لإنهاء الحرب، بما في ذلك هيكل حكم جديد للقطاع.
ونقل أكسيوس عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر مطلعة على المحادثات، أن مفاوضين من حماس وإسرائيل عملوا على تضييق الفجوات المتبقية في المحادثات، التي عُقدت في الدوحة على مدار الأيام العشرة الماضية.
وذكرت مصادر أن ترامب التقى، أمس الأربعاء، رئيسَ الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في البيت الأبيض، وناقش معه اتفاق غزة من بين قضايا أخرى.
وفي حين تعثرت المحادثات مراراً خلال الأشهر الأربعة الماضية، منذ خرق الاحتلال الإسرائيلي في 18 مارس/آذار الماضي اتفاق وقف إطلاق النار السابق، ويرى الوسطاء حالياً أن المسافات بين الطرفين أصبحت أقرب.
وأشار الموقع الأميركي إلى أن الوسطاء القطريين جمعوا ما تم إنجازه خلال الأيام العشرة الماضية في اقتراح جديد، عُرض على الطرفين، بالاشتراك مع الولايات المتحدة ومصر لتأكيد دعم الدول الثلاث له.
ويتعلق التحديثان الرئيسيان في الاقتراح الجديد بنطاق انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة خلال وقف إطلاق النار، ونسبة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم مقابل كل محتجز.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر قولهم إن إسرائيل قدمت ما اعتبروه "تنازلات كبيرة بشأن مساحة الأراضي التي ستحتفظ بها" خلال وقف إطلاق النار.
وكانت إسرائيل أصرت سابقاً على الحفاظ على وجودها في منطقة تمتد خمسة كيلومترات شمال محور فيلادلفي على طول الحدود بين غزة ومصر.
وخفّضت إسرائيل هذا المطلب إلى 1.5 كيلومتر، وهو ما يُقارب مطلب حماس بانسحاب إسرائيل إلى الموقع نفسه الذي كانت عليه في وقف إطلاق النار الأخير، في مارس/آذار الماضي.
كما وافقت إسرائيل على إبقاء جيشها في محيط بعرض كيلومتر واحد تقريباً على طول أجزاء أخرى من الحدود مع غزة، كما يتضمن الاقتراح المُحدّث تعديلات طفيفة على نسبة الأسرى الفلسطينيين إلى المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم،
شملت المقترحات السابقة إطلاق سراح 125 فلسطينياً يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد و1111 فلسطينياً اعتقلهم جيش الاحتلال في غزة بعد بدء الحرب في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقال مسؤول إسرائيلي لأكسيوس إنه من غير المتوقع أن تُشكّل التعديلات في الاقتراح المُحدّث مشكلة في المفاوضات،
ومع ذلك، لا يزال على الطرفين التفاوض على أسماء الأسرى. وتقول المصادر إن نقطة خلاف أخرى على وشك الحل هي إيصال المساعدات إلى غزة، حيث طالبت حماس بعدم إيصال المساعدات عبر مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل خلال وقف إطلاق النار.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ذلك سيحدث بشكل طبيعي بعد موافقة إسرائيل على الانسحاب من معظم أجزاء جنوب غزة حيث تقع مراكز المساعدات.
وأفاد مسؤولون إسرائيليون بأن مساراً منفصلاً من المفاوضات بدأ في مصر، خلال الأيام الأخيرة، لتحديد كيفية لعب مصر دوراً في إيصال المساعدات خلال وقف إطلاق النار حتى لا تستولي عليها حماس.
وأوضح أكسيوس أنه من المتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بقادة حركة حماس في الدوحة، يوم السبت المقبل، في محاولة للحصول على موافقتهم على الاقتراح المُحدّث.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات إن الوسطاء القطريين يعتقدون أن التنازلات الإسرائيلية بشأن الانسحاب قد تفتح الطريق أمام التوصل إلى اتفاق.
وأكد المصدر أن القطريين يعتقدون أن حماس ستعود ببعض التحفظات والتعليقات على الاقتراح المحدث، ولكن ليس بشكل يعيق التوصل إلى اتفاق، بحسب ما نقل أكسيوس.