
ويتكوف: مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة تمضي بشكل جيد
الرأي الثالث - وكالات
تشهد العاصمة القطرية الدوحة حراكاً دبلوماسياً مكثفاً في محاولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة المحاصر وتبادل الأسرى بين دولة الاحتلال الإسرائيلي وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، وسط حديث أميركي إيجابي عن سير المفاوضات.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مصدر مطلع على مجريات مفاوضات وقف إطلاق النار، أن فرص التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار أصبحت أكبر من احتمال فشل المحادثات.
وأشار المصدر إلى أن إسرائيل أبدت مرونة ملحوظة، فيما لا تزال فجوة كبيرة قائمة حول شكل نهاية الحرب.
وكانت القناة 13 العبرية قد أفادت بأنّ إسرائيل أبدت مرونة جديدة في مواقفها، خصوصاً بشأن انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، وهو ما اعتبرته "تمهيداً للطريق نحو الصفقة".
وأوردت القناة أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يسعى لإنجاز صفقة تتيح له استئناف العمليات العسكرية بعد ذلك، فيما يواصل المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، مناقشة بنود الانسحاب الجزئي وإعادة انتشار القوات.
في الأثناء، قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أمس الأربعاء، إن المفاوضات الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة تسير بشكل إيجابي.
ويأتي ذلك بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حفل توقيع قانون في واشنطن أن لديه بعض الأخبار الجيدة بشأن غزة وبعض الأمور الأخرى التي يعمل عليها، موجهاً الشكر لويتكوف.
وفي وقت سابق، عُقدت مباحثات بين الوفد الإسرائيلي وكل من الوفدين القطري والمصري، قدم خلاله الجانب الإسرائيلي خرائط جديدة تعكس مرونة إضافية من طرفه، وفقاً لصحيفة "جيروزاليم بوست".
ونقل موقع الصحيفة عن مصدر مطلع على المفاوضات قوله إنّ "التركيز الآن لم يعد على محور موراغ، بل على الوجود الإسرائيلي في منطقة رفح، فهناك يتمحور النقاش حالياً".
وأضاف المصدر أن الوسطاء متفائلون، ويعتقدون أن الخرائط الجديدة تشكل تقدماً كبيراً في فرص التوصل إلى اتفاق قريب.
ميدانياً، تواصل قوات الاحتلال شن غارات عنيفة على مختلف أنحاء قطاع غزة، بالتزامن مع عمليات نسف منازل سكنية في مدينة غزة وخانيونس، ما أدى إلى دمار واسع وموجات نزوح جديدة.
وفجر اليوم الخميس، أفادت مصادر محلية في قطاع غزة بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت مدرسة "أبو حلو" التابعة لوكالة أونروا في مخيم البريج، وسط قطاع غزة، والتي تؤوي مئات العائلات النازحة.
وأسفر القصف عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى، بينهم نساء وأطفال. وأعلن رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، أمس الأربعاء، أنّ قواته تسيطر على ما نسبته 75% من مساحة القطاع،
مشيراً إلى أن الجيش "يقترب من نقطة مفصلية" في عملياته العسكرية. زامير حاول ربط أي اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار بإنجازات الجيش الميدانية، في خطاب كان محاولة لتبرير كلفة الحرب العالية والجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين خلال عامين من الإبادة الجماعية.
في غضون ذلك، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توم فليتشير إنّ "الكلمات تعجز عن وصف الأوضاع في غزة"، في إشارة إلى الأزمة الإنسانية التي يتعرض لها القطاع الفلسطيني في ظل حرب الإبادة الشاملة التي تشنها إسرائيل.
وجاءت تصريحات المسؤول الأممي خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، مساء أمس الأربعاء، عُقد بطلب من الدول الأوروبية الأعضاء في المجلس: الدنمارك، فرنسا، سلوفينيا، اليونان والمملكة المتحدة.
وتواصل الطواقم الطبية في القطاع مواجهة أوضاع إنسانية كارثية مع انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية، وسط تحذيرات من تفشي الأوبئة ونقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية.