
التصعيد يتواصل.. صواريخ على "إسرائيل" وغارات على إيران
الرأي الثالث - وكالات
اشتعلت المواجهة بين إيران و"إسرائيل"، فجر اليوم السبت، مع تبادل مكثّف للهجمات، إذ أطلقت طهران دفعات متتالية من الصواريخ الباليستية والمسيّرات استهدفت مواقع عسكرية وحيوية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما ردّت تل أبيب بشن غارات جوية عنيفة على منشآت عسكرية ونووية داخل العمق الإيراني.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، صباح السبت، أن إيران أطلقت دفعة جديدة من الصواريخ هي السادسة خلال ساعات، استهدفت مناطق واسعة داخل العمق الإسرائيلي، وسط أنباء عن "حدث خطير" في تل أبيب عقب سقوط صاروخ على موقع استراتيجي لم تُكشف تفاصيله.
كما أسفرت الهجمات، وفق بيانات رسمية، عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة نحو 90 آخرين، بينهم حالات حرجة، إثر قصف طال مدينتي ريشون لتسيون ورمات غان، وتسبب في دمار واسع بمحيط تل أبيب وانقطاع للكهرباء في بعض الأحياء.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إيران أطلقت ثلاث دفعات من الصواريخ خلال 15 دقيقة فقط، فجر السبت، استهدفت مناطق شمالي "إسرائيل" بينها طبرية والمروج.
وأكدت خدمات الطوارئ سقوط قتيلين وإصابة 21 شخصاً في ريشون لتسيون، بينما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى وجود عالقين داخل منازل وملاجئ، ودمار في ستة مبانٍ على الأقل.
من جهتها تحدثت الإذاعة الإسرائيلية عن دوي انفجارات في مناطق غير مسبوقة شمالاً ووسطاً، فيما أطلقت صافرات الإنذار في القدس وتل أبيب ومئات المواقع الأخرى، وسط دعوات رسمية للسكان بالاحتماء في الملاجئ.
وكشفت وسائل إعلام عن سقوط صواريخ قرب مقر وزارة الدفاع وسط تل أبيب، وتدمير مبنى بالكامل، في حين أشارت القناة 12 إلى إصابة مبانٍ وشقق بشكل مباشر.
بحسب صحيفة "هآرتس"، دمر صاروخ مبنى من 32 طابقاً وأجبر السلطات على إجلاء 300 شخص، بينما قال رئيس بلدية رمات غان إن 100 شخص باتوا بلا مأوى بعد تدمير تسعة مبانٍ بالكامل.
ووصفت القناة 13 الإسرائيلية الدمار في تل أبيب بأنه "غير مسبوق"، لافتة إلى أن عشرات المباني والمركبات أصيبت مباشرة أو بشظايا.
الجيش الإسرائيلي يردّ
ورداً على الهجوم الإيراني نفذ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات، فجر اليوم، استهدفت مواقع في محافظات طهران وهمدان وتبريز وأصفهان، معلناً تدمير بنى تحتية عسكرية ومنشآت نووية، بينها مختبرات لتحويل اليورانيوم ومبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني.
وأعلنت إيران إغلاق مجالها الجوي مؤقتاً بعد دوي انفجارات في مدن طهران وأصفهان وكرج وكرمنشاه، وفعّلت أنظمة الدفاع الجوي التي قالت إنها تصدت لهجمات إسرائيلية بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
في غضون ذلك قال الحرس الثوري الإيراني إن "عملية الوعد الصادق 3" استهدفت أكثر من 150 موقعاً داخل "إسرائيل"، منها قاعدتا نوفاتيم وعودا، ووزارة الدفاع، مؤكداً استخدام صواريخ ذكية عالية الدقة.
وصرّح مسؤول إيراني رفيع لـ"رويترز" بأنه "لا مكان آمن في إسرائيل"، متوعداً برد مؤلم على الضربات، فيما أعلن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة مقتل 78 شخصاً وإصابة 320 جراء القصف الإسرائيلي داخل إيران.
وهذا هو اليوم الثاني للهجمات المتبادلة بين "إسرائيل" وإيران، حيث شن الجيش الإسرائيلي، فجر الجمعة، هجوماً واسعاً على إيران استهدف مواقع إيرانية، بينها منشآت نووية وعسكرية.
وأفاد التلفزيون الإيراني، اليوم السبت، بمقتل اثنين من قادة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة خلال الهجوم الإسرائيلي على طهران.
وأوضح أن القائدين هما العميد غلام رضا محرابي مسؤول شؤون الاستخبارات بهيئة الأركان، والعميد مهدي رباني مسؤول العمليات في هيئة الأركان العامة.
وأمس الجمعة، كشفت وسائل إعلام إيرانية وإسرائيلية عن مقتل عدد من القادة العسكريين والعلماء في الهجوم الذي نفذته "إسرائيل" على مواقع عدة في إيران.
حيث أسفرت غارات اليوم الأول عن مقتل القائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد، إلى جانب آخرين بينهم مسؤولون عسكريون وعلماء نوويون، وفق ما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية وإيرانية.
وردت طهران، مساء الجمعة، على الهجوم الإسرائيلي بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة التي نجحت بعضها في الإفلات من الدفاعات الجوية وتسببت بأضرار مدنية.