
"إسرائيل" تواصل قصف إيران وطهران تتوعد بهجوم مدمر
الرأي الثالث - وكالات
نفذت مقاتلات إسرائيلية، مساء اليوم السبت، سلسلة غارات عنيفة على أهداف متفرقة في الأراضي الإيرانية، بينما توعدت طهران بشن هجمات عنيفة ومدمرة على "إسرائيل" خلال الساعات القادمة.
وقالت وسائل إعلام إيرانية إن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية تابعة للجيش الإسرائيلي في طهران ومحافظات إيرانية مختلفة.
ودوّت انفجارات عنيفة، مساء اليوم، في العاصمة الإيرانية طهران، جراء محاولات اعتراض أهداف إسرائيلية في الأجواء، وفق وسائل الإعلام الإيرانية.
وأعلنت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرتين مسيّرتين إسرائيليتين في أجواء العاصمة طهران.
من جانبها، قالت وكالة "تسنيم" إن الدفاعات تصدت لأهداف معادية في طهران، ومحافظات هرمزغان، وكرمانشاه، وأذربيجان الغربية، ومدينة بندر عباس، ومدينة شاهرود.
كما قالت وكالة أنباء "فارس"، إن الدفاعات الجوية الإيرانية تصدت لمجموعة من الطائرات المسيّرة الصغيرة في مدينة بندر عباس جنوب البلاد، بالتزامن مع اعتراض أخرى في قاعدة تبريز التابعة لأذربيجان الشرقية.
وأوضحت مصادر إيرانية أن الدفاعات اعترضت أهدافاً جوية إسرائيلية في أجواء مدينة شاهرود الإيرانية، بالتزامن مع اعتراض أهداف في بوشهر، عقب استهداف حقل غاز في المنطقة.
وقالت "تسنيم" إن انفجاراً عنيفاً وقع في محيط قاعدة عسكرية في مدينة أرومية شمال غرب البلاد، في حين أسقطت الدفاعات الجوية مسيّرة إسرائيلية في شيراز جنوب غرب البلاد، لحظة اقترابها من منشأة صناعية عسكرية.
تصعيد إسرائيلي
من جانبه، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يواصل توجيه موجات من الغارات الجوية على مواقع الصناعات العسكرية الاستراتيجية والمواقع النووية الإيرانية.
وأضاف المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، أنه بعد ضرب الدفاعات الجوية الإيرانية أصبحت المئات من الطائرات والمقاتلات الإسرائيلية تتمتع بالتفوق الجوي في المجال الجوي لغربي إيران وطهران.
وقال إن الغارات استهدفت مواقع صناعات عسكرية استراتيجية، ومواقع للبرنامج النووي الإيراني، منها مواقع تحت الأرض في خرم آباد غربي إيران، مضيفاً: "وجهنا لهذا الموقع ضربة حاسمة".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت إن سلاح الجو بدأ بشن موجة جديدة من الغارات الجوية على مواقع في إيران، مشيرةً إلى أن أسراباً من المقاتلات الإسرائيلية تنطلق من قواعدها في الشمال باتجاه الشرق.
وفي وقت سابق من اليوم، قال جيش الاحتلال إن 70 مقاتلة إسرائيلية أمّنت حرية العمل الجوي من غرب إيران حتى العاصمة طهران، مؤكداً أن سلاح الجو هاجم منظومات الدفاع الإيرانية في محيط طهران.
بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، إن الجيش يعمل على تمهيد الطريق إلى طهران، مضيفاً: "قمنا بإنجاز غير مسبوق في تاريخ الجيش، عملياتياً واستخباراتياً وتكنولوجياً".
كما هدد رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، باستهداف كل المواقع في طهران، قائلاً في تصريحات صحفية: "ستشاهدون قريباً طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء طهران تضرب كل موقع وهدف تابع للنظام".
من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: "إيران لم تعد محصنة كما كان الوضع سابقاً"، لافتاً إلى أن جيش الاحتلال قصف أهدافاً في العمق الإيراني، بما فيها مواقع زارها مسؤولون إيرانيون سابقاً.
ونقلت القناة "13" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة قولها إن جيش الاحتلال يعتزم مهاجمة البنية التحتية الوطنية في إيران، رداً على استهداف مدنيين إسرائيليين، حسب زعم المصادر.
هجمات مضادة
إلى ذلك، قال التلفزيون الرسمي الإيراني، مساء اليوم، إن إيران ستنفذ خلال الساعات القادمة هجمات عنيفة ومدمرة ضد أهداف داخل "إسرائيل".
بدورها، قالت القناة "13" الإسرائيلية إنه تم إجلاء بعض عائلات وزراء الحكومة إلى مواقع سرية، خشية تعرضهم لهجمات إيرانية في ظل التصعيد.
وأعلن وزير التعليم الإسرائيلي، مساء اليوم، أن المؤسسات التعليمية ستنتقل إلى نظام التعليم عن بُعد خلال الأسبوع الجاري، في ظل التصعيد المستمر مع إيران.
وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن المجلس الوزاري المصغر سيجتمع مساء اليوم السبت لتقييم الوضع، وسط ترجيحات بشن إيران هجوماً بالطائرات المسيّرة والصواريخ على "إسرائيل" خلال الساعات القادمة.
وكان المتحدث باسم نجمة داوود الحمراء، زكي هيلر، قد نشر في وقت سابق إحصائية لضحايا القصف الإيراني، مؤكداً مقتل 3 أشخاص، وسقوط 204 مصابين، بينهم حالتان خطيرتان، و7 إصابات متوسطة، و159 إصابة طفيفة، و33 شخصاً يعانون من القلق.
حقل بارس
وفي وقت سابق من اليوم السبت، استهدفت الطائرات الإسرائيلية حقل بارس في ميناء كنغان بمحافظة بوشهر، والذي يُعد الحقل الأكبر للغاز جنوب إيران، والمشترك مع قطر.
وذكرت وسائل إعلام أن طائرة مسيّرة انتحارية إسرائيلية أصابت أحد مصافي المرحلة الرابعة عشرة في حقل بارس الجنوبي، وهو أول هجوم إسرائيلي من نوعه يستهدف منشأة مدنية إيرانية منذ بداية الضربات فجر الجمعة الماضي.
وأفادت بأن الانفجار تسبب في اندلاع حريق في جزء من المصفاة، وأن فرق الطوارئ تمكنت من السيطرة على الوضع.
من جانبها، قالت وزارة النفط الإيرانية إنه جرى السيطرة على الحريق الذي نشب في مصفاة حقل بارس، وكذلك مصفاة فجر جم جنوب غربي إيران بعد القصف الإسرائيلي.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الهجوم الذي استهدف حقل الغاز في بوشهر تم بواسطة طائرة مسيّرة، مشيرةً إلى أن الهجوم مثّل رسالة لإيران بأنه يمكن مهاجمة أهداف مماثلة.
بريطانيا على الخط
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، لوكالة "رويترز"، إن بلاده ستنقل أصولاً عسكرية، بينها طائرات، إلى الشرق الأوسط، لتقديم الدعم في حالات الطوارئ.
من جانبها، قالت البحرية الإيرانية إنها رصدت الليلة الماضية مدمّرة بريطانية دخلت شمال المحيط الهندي لإرشاد صواريخ "إسرائيل".
وأضافت البحرية الإيرانية أن طائراتها المسيّرة منعت تقدم المدمّرة البريطانية نحو مياه الخليج وأجبرتها على تغيير مسارها.
استنفار أمريكي
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن مسؤول في "البنتاغون" قوله إن الجيش الأمريكي حشد طائرات مقاتلة في أنحاء الشرق الأوسط قبل هجمات إيران مساء أمس.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، لقناة "فوكس نيوز"، إنه يتابع بشكل مباشر التطورات بين "إسرائيل" وإيران، مؤكداً أن بلاده ستدافع عن موظفيها في الشرق الأوسط، وهي جاهزة بوضعية انتشار قوية.
وقال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إن الضربات الإسرائيلية على إيران تحظى بدعم صريح من ترامب، مؤكداً أن الأيام المقبلة ستكون صعبة وعظيمة.
وكانت القناة "12" الإسرائيلية قد قالت إن تقديرات الكابينيت الأمني والسياسي تشير إلى احتمالية مقتل ما بين 800 و4000 إسرائيلي جراء الصواريخ الإيرانية.
باكستان تعلن وقوفها التام إلى جانب إيران ضد "إسرائيل"
أكد وزير الدفاع الباكستاني، خواجه آصف، اليوم السبت، أن باكستان تقف بكل ما أوتيت من قوة إلى جانب إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.
وقال الوزير آصف، في كلمة ألقاها خلال جلسة للجمعية الوطنية الباكستانية: "ندعم إيران بكل ما أوتينا من قوة، وإذا لم يتضافر العالم الإسلامي فستصبح كل دولة هدفاً في نهاية المطاف".
واستنكر الوزير الباكستاني الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، الذي استهدف منشآت عسكرية، وأدى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين.
وأضاف: "إيران دولة مجاورة لباكستان، وتربطنا بها علاقات عمرها قرون. في وقت المحنة هذا، نقف مع إيران بكل الوسائل. سنحمي مصالح الإيرانيين. الإيرانيون إخواننا، ونشاركهم أحزانهم وآلامهم".
وقال الوزير آصف: إن "إسرائيل تستهدف اليمن وإيران وفلسطين، لذا فإن وحدة العالم الإسلامي أصبحت ضرورة حتمية"، مضيفاً: "إذا بقينا صامتين ومنقسمين اليوم، فسيتم استهداف الجميع في النهاية".
وشدَّد على ضرورة عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، وأن تتحد جميع الدول الإسلامية لمواجهة "إسرائيل"، لافتاً إلى أنه "حتى الشعوب غير المسلمة في الغرب تخرج في احتجاجات ضد إسرائيل. ضمائرهم قد استيقظت، عكس العالم الإسلامي".
ونوَّه إلى أن باكستان حافظت على موقفها الثابت منذ اليوم الأول، مضيفاً: "لم نعترف بإسرائيل قط، ولم نقم أي علاقات معها"، داعياً جميع الدول الإسلامية إلى قطع العلاقات مع "إسرائيل".
وتأتي تصريحات وزير الدفاع الباكستاني في ظل تصعيد غير مسبوق بين إيران و"إسرائيل" منذ فجر الجمعة، إذ هاجمت "إسرائيل" عدداً من المنشآت النووية الإيرانية، كما اغتالت عدداً من القيادات العسكرية العليا والعلماء النوويين الإيرانيين.
ومنذ فجر أمس الجمعة، بدأ جيش الاحتلال تنفيذ ضربات عسكرية واسعة على أهداف متعددة داخل الأراضي الإيرانية، منها مفاعل نطنز النووي، ومنشآت نووية أخرى، ومقرات ومواقع عسكرية، وعشرات المواقع الدفاعية،
إضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال استهدفت قرابة 20 من القيادات العليا للجيش والحرس الثوري، وقرابة 6 من العلماء النوويين الإيرانيين.