
قوافل كسر الحصار.. حراك شعبي عالمي لدعم غزة
الرأي الثالث - وكالات
في خطوة ملفتة من التضامن الشعبي الدولي، انطلقت قوافل شعبية من مختلف دول العالم بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ 18 عاماً، والتنديد بالإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيون منذ 7 أكتوبر 2023.
وزاد تحرك القوافل العربية بعد قطع السفينة "مادلين" التابعة لأسطول الحرية (FFC) التي حملت 12 ناشطاً دولياً وشحنة رمزية من المساعدات بهدف كسر الحصار البحري على غزة، وتعرضها للقرصنة من قبل بحرية الاحتلال فجر الاثنين 9 يونيو الجاري.
وتمثل هذه القوافل رسالة شعبية دولية إلى العالم، أن غزة ليست وحدها، إضافة إلى أن هذه المبادرات تعبر عن ضمير الإنسانية الحي، وتشكل ضغطاً سياسياً وأخلاقياً على الاحتلال لإيقاف عدوانه، وفتح المعابر، وإنهاء المجاعة.
وتظهر هذه القوافل، قوة الشعوب وأنها قادرة على تحريك المياه الراكدة، وكسر الحصار ليس فقط عبر الحدود، بل أيضاً عبر كسر جدار الصمت الدولي.
قافلة الصمود
من الجزائر، انطلقت "قافلة الصمود" التي تنظمها "تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين"، بمشاركة واسعة من النشطاء والأطباء والمحامين، للالتحاق بالقافلة التونسية.
ومن المغرب، أعلنت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" عن انطلاق مشاركتها من الدار البيضاء إلى القاهرة جواً، ومنها براً إلى معبر رفح، بهدف الضغط لفتح المعابر ووقف الإبادة.
وصرح منسق المجموعة عبد الحفيظ السريتي أن هذه الخطوة استمرارٌ للحراك المغربي المتضامن مع فلسطين منذ بدء العدوان.
وإلى جانب "قافلة الصمود" أعلنت "المسيرة العالمية إلى غزة" عن مشاركة وفود من 32 دولة، تشمل دولاً أوروبية وأمريكية وعربية وآسيوية، تعتزم جميعها الوصول إلى معبر رفح البري لتنظيم احتجاجات سلمية والمطالبة بإدخال مساعدات إنسانية.
ومن المقرر أن تتجمع القوافل المشاركة في القاهرة، قبل التوجه إلى مدينة العريش، ثم السير على الأقدام نحو معبر رفح.
بدوره، أكد غسان الهنشيري، الناطق باسم "قافلة الصمود"، أن المرحلة الأولى من مسيرة القافلة قد اكتملت بنجاح، وسط استقبال شعبي حاشد في تونس، حيث رحب الآلاف بخروج القافلة وعبروا عن دعمهم الكامل لأهدافها.
وقال الهنشيري : إن "القافلة التي انطلقت من تونس مروراً بليبيا، تستعد خلال الأيام القادمة لدخول الأراضي المصرية، وذلك بعد اكتمال التحضيرات وانضمام كافة المشاركين".
كما أوضح أن القافلة ليست إغاثية أو تابعة لأي جهة رسمية، بل هي تحرك شعبي مستقل يحمل رسالة إنسانية وأخلاقية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سنوات، وتأكيد التضامن العربي مع أهله في مواجهة الإبادة والتجويع والعدوان المستمر.
الموقف المصري
وزارة الخارجية المصرية من جهتها تفاعلت مع المواقف الدولية والإقليمية، الرسمية والشعبية، الداعمة للحقوق الفلسطينية، والرافضة للحصار والتجويع والانتهاكات الإسرائيلية السافرة والممنهجة بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة وأشادت بها.
وأكدت في بيان لها (الأربعاء 11 يونيو) أنه في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح) خلال الفترة الأخيرة، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية،
تُؤكد مصر على ضرورة الحصول علي موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات.
وأضافت أن السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب علي غزة،
وهي التقدم بطلب رسمي للسفارات المصرية في الخارج، أو من خلال الطلبات المقدمة من السفارات الأجنبية بالقاهرة، أو ممثلي المنظمات، إلى وزارة الخارجية،
علماً بأنه سبق وأن تم ترتيب العديد من الزيارات لوفود اجنبية، سواءً حكومية او من منظمات حقوقية غير حكومية.
وأكدت مصر أهمية الالتزام بتلك الضوابط التنظيمية التي تم وضعها، وذلك لضمان أمن الوفود الزائرة نتيجة لدقة الأوضاع في تلك المنطقة الحدودية منذ بداية الأزمة في غزة،
وتُؤكد في هذا الصدد أنه لن يتم النظر في أي طلبات أو التجاوب مع أي دعوات ترد خارج الإطار المحدد بالضوابط التنظيمية والآلية المتبعة في هذا الخصوص.
منظمو قافلة "الصمود" من جانبهم ذكروا في بيان وصل "الخليج أونلاين" نسخة منه، أن الهدف الوحيد لتحركهم هو المساهمة في كسر الحصار الجائر المفروض على أهل غزة ووقف الإبادة المتواصلة بحقهم،
مؤكدين أن القافلة لا تسعى بأي شكل من الأشكال إلى الضغط على الدول التي ستمر عبرها أو إحراجها سياسياً.
كما أكد المنظمون في تصريح توافقهم الكامل مع الموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، مشددين على أن موقفهم نابع من التزام قومي وإنساني مشترك يحترم السيادة المصرية ومصالحها الوطنية.
وشددوا أيضاً على أنهم يقدرون تماماً حساسية الدولة المصرية تجاه سيادتها على حدودها، ولذلك بادروا منذ أسابيع بالتواصل مع السلطات المصرية عبر قنوات متعددة، شملت السفارة المصرية في تونس، وجهات وسيطة في القاهرة،
بالإضافة إلى مراسلات رسمية تم توجيهها إلى وزارة الخارجية المصرية، تضمنت توضيحًا لطبيعة وأهداف قافلة "الصمود".
وبين المنظمون أنهم لا ينون الدخول إلى الأراضي المصرية إلا بموافقة رسمية وتفاهم مسبق مع السلطات المعنية، احتراماً للإجراءات السيادية ولضمان سير المبادرة بشكل منظم وسلمي.
كما ذكروا أنهم أوضحوا "خلال لقاء رسمي سابق مع السفير المصري في تونس، أن هدف القافلة هو الوصول إلى معبر رفح لإيصال رسالة تضامن مع غزة، وأنهم لن يستغلوا وجودهم في مصر لتوجيه أي خطابات سياسية ضد الدولة المصرية،
بل سيكون خطابهم موجهًا حصرياً ضد الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب مجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة ويجوعه ويهجّره".
وعبر المنظومون عن أملهم الكبير في أن تتجاوب مصر وشعبها العظيم مع هذه اللحظة التاريخية الفارقة في مصير فلسطين والأمة العربية،
معربين عن ثقتهم بأن مصر، التي قدمت عبر تاريخها تضحيات جسام من دماء أبنائها ومواردها، لن ترفض استقبال أشقائها القادمين من مختلف الدول العربية لدعم أهل غزة، ورفع الحصار، والمطالبة بوقف الإبادة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، ورفض مخططات التهجير القسري.