
إلغاء اجتماع إيراني أوروبي بشأن النووي وسط تهديد بإعادة العقوبات
الرأي الثالث - فرانس برس
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، أنّه لن يُعقد بين الإيرانيين والأوروبيين اجتماع اليوم الجمعة بشأن برنامج طهران النووي، كانت إيران قد أعلنت عنه في وقت سابق من هذا الأسبوع، وذلك بعد تأجيل جولة المفاوضات الرابعة بين الإيرانيين والأميركيين والتي كانت مقرّرة السبت في روما.
وقال بارو لوكالة فرانس برس: "كان من المقرّر عقد اجتماع فنّي قبل... الاجتماع الرفيع المستوى بين الولايات المتحدة وإيران. وبما أنّ ذلك الاجتماع لن يُعقد، فإنّ الاجتماع الفنّي لم يعد له مبرّر، على الأقل في الوقت الحالي".
وكان مقرراً أن يلتقي الأميركيون والإيرانيون في العاصمة الإيطالية لإجراء جولة رابعة من المحادثات، بعدما أعلن الجانبان تحقيق تقدّم في الجولات السابقة.
وأجاب بارو عن سؤال بشأن ما إذا كان الأوروبيون قد استُبعدوا فعلياً من المفاوضات، قائلاً إنهم "نسّقوا بشكل وثيق جداً بشأن الجدول الزمني للمفاوضات، لأنه في غضون بضعة أسابيع، إذا لم نتوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن تراجع ملحوظ وقابل للتحقق وقوي في برنامجها النووي، فإننا نحن الأوروبيين سنعيد تطبيق العقوبات التي رفعناها قبل عشر سنوات عندما تمّ التوصل إلى الاتفاق".
وأضاف "بالطبع لن أتردّد لثانية واحدة إذا لم يتمّ التوصّل إلى اتفاق".
وأدلى بارو بتصريحه هذا بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي ماركو روبيو في مقرّ وزارة الخارجية الأميركية. وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى جانب الصين وروسيا، أطراف في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع إيران.
وانسحبت الولايات المتحدة أحادياً من هذا الاتفاق في ولاية دونالد ترامب الأولى بعد ثلاث سنوات من إبرامه. وبعد ذلك راحت إيران تتراجع تدريجياً عن التزاماتها فيه.
وينص الاتفاق الذي ينتهي في أكتوبر/ تشرين الأول 2025، أي بعد عشر سنوات من دخول النص حيّز التنفيذ، على إمكان إعادة فرض العقوبات إذا لم تحترم إيران التزاماتها.
وأكد بارو أنّ المفاوضين الأميركيين، وبينهم وزير الخارجية والمبعوث ستيف ويتكوف، "مطّلعون على جدولنا الزمني، وضمنوا بطريقة ما وجود شكل من أشكال التزامن بين الوقت الذي أعطوه لأنفسهم للحوار مع إيران والوقت المتبقي قبل أن يطبّق الأوروبيون هذا الجدول الزمني".
وكانت سلطنة عُمان قد أعلنت، أمس الخميس، تأجيل الجولة القادمة من المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران لأسباب لوجستية، بعدما كان من المقرر إجراؤها يوم غد السبت، ضمن محاولات إبرام اتفاق حول البرنامج النووي لطهران مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.
وذكر وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي، في منشور على منصة "إكس"، أنه سيتم إعلان مواعيد جديدة عند الاتفاق عليها بين الطرفين.
وبدأت المفاوضات الإيرانية الأميركية في 12 إبريل/ نيسان الماضي، وعُقدت حتى الآن ثلاث جولات تفاوضية، آخرها استمرت لساعات عدة في مسقط، السبت الماضي، ثم عاد الوفدان الأميركي والإيراني إلى عاصمتي بلديهما للتشاور.
وكان وزير الخارجية عباس عراقجي قد قال في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني بعيد انتهاء الجولة، إن "هذه الجولة التفاوضية كانت أكثر جدية من ذي قبل"، لكنه أشار إلى "خلافات في المواضيع الرئيسة والتفاصيل".
وأضاف: "انتقلنا بالتدريج من الخطوط العريضة إلى القضايا الأكثر تفصيلاً، وأتوقع أن يشارك خبراء منظمة الطاقة النووية الإيرانية في الجولة المقبلة".
وكان عراقجي قد قال عند حديثه عن مباحثات إيران وأوروبا، الأربعاء، إن "المفاوضات الرئيسة تُعقد مع أميركا"، متحدثاً عن تراجع دور فرنسا وألمانيا وبريطانيا بسبب "سياساتها الخاطئة" مع إيران حول الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وسبق أن أجرت إيران مع الدول الثلاث، ثلاث جولات تفاوض منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، لكنها لم تفض إلى نتائج محددة.