
الجيش الإسرائيلي يقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق
الرأي الثالث - وكالات
شنَّ جيش الاحتلال، فجر اليوم الجمعة، هجوماً على أحد الأهداف قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، في أحدث تصعيد إسرائيلي ضد سوريا.
و أفادت مصادر أمنية خاصة ، بأن الغارة التي شنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الجمعة على دمشق استهدفت نقطة عسكرية على طريق القصر الجمهوري في منطقة جبل الربوة، جنوب غربي العاصمة.
وأشارت المصادر إلى أن الغارة لم تسفر عن أي إصابات، موضحة أنها كانت كما تبدو "تحذيرية"، وهدفت إلى إيصال رسائل مباشرة.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن طائرات الاستطلاع الإسرائيلية لم تغادر أجواء دمشق والمنطقة الجنوبية منذ أكثر من 72 ساعة، حيث لا تزال تحلق بكثافة في سماء دمشق.
وكان عنصر من وزارة الدفاع السورية قد قُتل، يوم الأربعاء الماضي، وأصيب عدد من زملائه جراء عدة غارات جوية إسرائيلية استهدفت تجمعات ومواقع عسكرية داخل وفي محيط منطقة أشرفية صحنايا في دمشق.
وجاءت هذه الغارات تزامناً مع دخول قوات أمنية وعسكرية تابعة للحكومة السورية الجديدة إلى المنطقة، بعد اشتباكات عنيفة استمرت قرابة 24 ساعة مع مجموعات مسلحة وُصفت بأنها "خارجة عن القانون" من أبناء الطائفة الدرزية.
وأسفرت المواجهات عن سيطرة القوات الحكومية على كامل المنطقة بعد وقوع قتلى وجرحى من الطرفين.
وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قد قال في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة إن "إسرائيل هاجمت هدفاً يقع قرب القصر الرئاسي في دمشق"، مجدداً زعمه التعهد بحماية أبناء الطائفة الدرزية في سورية.
وجاء في بيان مشترك لنتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، نشرته وسائل إعلام إسرائيلية: "نفذنا هجوماً الليلة الماضية قرب القصر الرئاسي في دمشق.. هذه رسالة واضحة، لن نسمح للقوات (السورية) بالانتشار في جنوب دمشق، ولن نسمح بتشكيل أي خطر على الطائفة الدرزية".
عقب ذلك، نشر جيش الاحتلال بياناً مقتضباً أفاد فيه بشن غارات قرب القصر الرئاسي في دمشق، وقال "أغارت طائرات حربية قبل قليل على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق".
وأعلنت مشيخة عقل طائفة من يُسمَّون "الموحدين الدروز" في سوريا التزامها بالمواقف الوطنية الثابتة، باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من الوطن السوري الموحَّد، مؤكدةً رفض الطائفة لأي تقسيم أو انسلاخ أو انفصال.
وكان موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية في دولة الاحتلال، قد دعا الحكومة الإسرائيلية إلى التدخّل في ما يحدث في سورية،
وقال: "في هذه اللحظة، تتجه أنظار وقلوب الدروز نحو الاعتداءات على البلدات الدرزية في محيط دمشق. أدعو إسرائيل والمجتمع الدولي والشعب اليهودي إلى التحرك الآن، فوراً، لمنع المذبحة الجماعية"، على حد وصفه،
ويوم الأربعاء، قصف جيش الاحتلال ثلاثة أهداف أمنية في أشرفية صحنايا، في مسعى من "إسرائيل" لاستغلال الفتنة الطائفبة للتدخل في الشأن السوري.
وجاءت هذه العمليات الإسرائيلية بعد اشتباكات شهدتها جرمانا وصحنايا في ريف دمشق، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من قوات الأمن العام والمدنيين".
وانتهت الاشتباكات باتفاق بين الحكومة ومشيخة العقل في جرمانا، نص على دخول قوات الأمن العام، ونزع السلاح، وإنهاء التوترات، في وقت سلّم فيه العشرات من المسلحين أنفسهم للقوات الحكومية.
ومنذ ديسمبر 2024، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مئات الغارات على أهداف داخل سوريا، استهدفت أسلحة وثكنات تابعة للجيش السوري، كما توغّل في مناطق عدّة جنوب البلاد، وسط التزام سوري بالتهدئة ورفض الانجرار نحو التصعيد.