
غريفيث يناقش مفاوضات السلام في صنعاء عشية زيارة للحديدة
الرأي الثالث - فرنس برس
ناقش زعيم المتمردين اليمنيين عبد الملك بدر الدين الحوثي مع مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث في صنعاء "التسهيلات" لعقد مفاوضات سلام في السويد بداية الشهر المقبل، عشية زيارة المسؤول الدولي لمدينة الحديدة لدعم الهدنة غير المعلنة والهشة فيها.
وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم "أنصار الله" الجناح السياسي للمتمردين على تويتر "تمت مناقشة ما يمكن أن يساعد على إجراء مشاورات جديدة في شهر كانون الأول/ديسمبر القادم والتسهيلات المطلوبة لنقل الجرحى والمرضى للعلاج في الخارج وإعادتهم".
وبحسب عبد السلام، قال زعيم المتمردين لغريفيث إن على الأمم المتحدة اعتماد "التوازن والحياد في أدائها وسعيها لإيجاد حل سياسي شامل".
ويعمل مبعوث الأمم المتحدة على تهيئة الأرضية لمفاوضات سلام أعلنت واشنطن مساء الأربعاء أنها ستعقد مطلع كانون الأول/ديسمبر في السويد.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في تصريحات صحافية "يبدو أننا سنرى في مستهل كانون الأول/ديسمبر في السويد المتمردين الحوثيين والحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة".
وفي الكويت، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي، رجّح نائب وزير الخارجية خالد الجار الله في تصريحات للصحافيين أن تعقد المحادثات في 3 كانون الأول/ديسمبر.
وأشار إلى أنّ بلاده تتجه إلى "توفير الدعم اللوجيتسي لهذه المباحثات بناء على طلب أصدقائنا السويديين"، من دون أن يقدم إيضاحات.
- زيارة للحديدة -
تصاعدت الدعوات إلى عقد محادثات سلام تنهي النزاع المتواصل في هذا البلد منذ 2014 مع اشتداد المعارك في مدينة الحديدة غرب اليمن بداية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، قبل أن توقف القوات الحكومية محاولة تقدّمها فيها الأسبوع الماضي.
لكن المعارك تجدّدت في المدينة ليل الثلاثاء وليل الأربعاء بعد نحو أسبوع من الهدوء.
وتحاول القوات الموالية للحكومة المعترف بها منذ حزيران/يونيو الماضي استعادة الحُديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين منذ 2014.
وقال مصدر في مكتب غريفيث لوكالة فرانس برس الخميس مشترطا عدم كشف هويته، إن المبعوث الدولي المتواجد في صنعاء منذ الأربعاء، سيزور الحديدة الجمعة لخلق "فرصة للتهدئة في إطار التحضير لمشاورات السلام".
تشكّل الحديدة التي تمر منها نسبة 75 بالمئة من المساعدات الإنسانية، رهانا كبيرا في النزاع الذي أوقع آلاف القتلى من المدنيين وجعل 14 مليون يمني على شفا المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.
وكتب محمد علي الحوثي القيادي في صفوف المتمردين على تويتر الخميس أنه يأمل ألا يتبع زيارة غريفيث للحديدة "تصعيد للعمليات العسكرية" من قبل "تحالف العدوان"، في إشارة إلى التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يشن ضربات ضد المتمردين في هذا البلد منذ آذار/مارس 2015.
وأضاف "آمل أن تكون أجندة زيارة المبعوث تحمل مقترحات بناءة تلبي الوضع الاقتصادي والإنساني".
ودعا مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك ومديرة صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) هنرييتا فوري، الخميس أطراف النزاع في اليمن إلى عدم استهداف مستشفى الثورة في الحديدة.
وقالا في بيان مشترك "نحن قلقان جدا على مستشفى الثورة (..) المهم لملايين الأشخاص في منطقة الحديدة".
وأضافا أنّ "أجنحته تضم قسما لسوء التغذية ووحدتين طبّيتين للطوارئ خصوصا للرضع ومركزا لمعالجة الكوليرا" مشيرين إلى أنّ "أكثر من 81 الف طفل تلقّوا علاجا في هذا المستشفى في 2017، وتجاوز الرقم 45 الفا حتى الان هذا العام".
- إنهاء الحرب -
تخشى الدول الكبرى ومنظمات إنسانية تعطل ميناء الحديدة، ما قد يتسبب في كارثة إنسانية لأن ملايين السكان يعتمدون على المواد الغذائية والمساعدات التي تمر عبره.
ومن المقرر أن ينظر مجلس الأمن الدولي في تاريخ غير محدد بمشروع قرار قدمته لندن الإثنين ويدعو إلى هدنة فورية لأسبوعين في المدينة ومرور المساعدة الإنسانية بلا عراقيل.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الأربعاء إن مشروع القرار "يهدف الى الحصول على توافق الطرفين لإتاحة إجراء مباحثات في ستوكهولم". وسبق أن أعلنت الحكومة المعترف بها استعدادها لإرسال وفد.
وكانت المفاوضات الأخيرة التي نظمت برعاية الأمم المتحدة بجنيف في أيلول/سبتمبر 2018 فشلت، إذ لم يشارك المتمردون بداعي عدم حصولهم على تطمينات بإمكان العودة إلى صنعاء الخاضعة لسيطرتهم. كما منعوا من اصطحاب جرحى معهم انطلاقا من مطار صنعاء الذي يتحكم التحالف العسكري بالحركة فيه.
وعرض غريفيث قبل أيام أن يرافق المتمردين في الطائرة الشهر المقبل.
وقتل نحو عشرة آلاف شخص في اليمن منذ التدخل السعودي على رأس التحالف العسكري في 2015. وتتهم منظمات حقوقية أطراف النزاع بارتكاب "جرائم حرب" في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وقال ماتيس ردا على سؤال حول التعاون مع السعودية لحل الأزمة اليمنية، رغم قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول "الرؤساء لا يحصلون في كثير من الأحيان على حريتهم للعمل مع شركاء لا تشوبهم شائبة في كل الأمور".
وأضاف ماتيس "إذا كنت تريد إنهاء الحرب فسوف تتعامل مع السعودية. لا يمكنك القول إنني لن أتعامل معها".
وفي دراسة نشرت الأربعاء، قدّرت منظمة "سيف ذي تشلدرن" أنّ 85 ألف طفل قضوا جوعا أو مرضا منذ تكثف المعارك في 2015.