
بيونغ يانغ تحدد خطتها لمهاجمة غوام وترامب يعتبر ان تحذيره لها "لم يكن قاسيا بما يكفي"
الرأي الثالث - فرنس برس
اعتبر الرئيس الاميركي دونالد ترامب الخميس ان تهديده كوريا الشمالية بـ"الغضب والنار" ربما "لم يكن قاسيا بما فيه الكفاية"، فيما عمدت بيونغ يانغ الخميس إلى التصعيد تجاه واشنطن عارضة خطة مفصلة لإطلاق دفعة من الصواريخ على جزيرة غوام في المحيط الهادئ.
وقال ترامب من نادي بدمنستر للغولف في ولاية نيوجرزي حيث يمضي اجازته "حان الوقت لان يتحدث شخص ما بقوة من اجل سكان بلادنا وسكان دول اخرى".
ورفض الرئيس الاميركي الرد على سؤال عن احتمال توجيه ضربات وقائية لكوريا الشمالية لمنعها من تطوير برامجها النووية والبالستية.
واضاف في حضور نائبه مايك بنس "لن ندلي بموقف في هذا الصدد. لن اقوم بذلك ابدا سنرى ماذا سيحصل".
وتابع "اذا قامت كوريا الشمالية بأي شيء، بما في ذلك التفكير في مهاجمة اناس نحبهم او حلفائنا او مهاجمتنا نحن، عليهم ان يقلقوا بالفعل".
وأردف "وعليهم ان يقلقوا جدا جدا لان امورا لم يعتقدوا البتة انها ممكنة ستلحق بهم".
واذ كرر ان الصين، الشريك الاقتصادي الرئيسي لبيونغ يانغ، تستطيع ان تفعل "اكثر من ذلك بكثير" لممارسة ضغوط على حليفتها، ابدى ترامب تفاؤله في هذا المعنى وقال "اعتقد ان الصين ستبذل جهدا اكبر انهم يعرفون رأيي. هذا الامر لن يستمر على هذا النحو".
وأقرّ وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الخميس بأنّ أيّ حرب مع كوريا الشمالية ستكون "كارثية"، غير أنه شدّد في المقابل على أنّ الجهود الأميركية لحل الأزمة مع بيونغ يانغ تركّز حاليا على الدبلوماسية.
وقال ماتيس "الجهد الأميركي يُقاد عبر الدبلوماسيّة وهو يُعطي نتئاج دبلوماسيّة وأنا أريد الإبقاء على هذه الدينامية".
وعرضت بيونغ يانغ الخميس خطتها لاطلاق اربعة صواريخ فوق اليابان في اتجاه جزيرة غوام الاميركية. وحذرت من ان هذه الخطة تشكل "تحذيرا اساسيا للولايات المتحدة"، وذلك ردا على تغريدة لترامب الاربعاء اكد فيها ان الترسانة النووية الاميركية "اقوى من اي وقت مضى".
وقالت بيونغ يانغ إنّ هذه الخطة تستهدف موقعا استراتيجيا متقدما للقوات الاميركية على طريق آسيا، معتبرةً أنّ "القوة المطلقة وحدها" سيكون لها تأثير على الرئيس الأميركي.
وتثير هذه الحرب الكلامية بشأن برنامجي بيونغ يانغ البالستي والنووي، مخاوف من خطأ في الحسابات قد تترتب عنه عواقب كارثية لا تقتصر على شبه الجزيرة الكورية بل تتخطاها.
وسط هذا التوتر، اعلن الاتحاد الاوروبي الخميس انه اضاف افرادا وكيانات كورية شمالية الى لائحته السوداء التي باتت تضم 103 اشخاص و57 كيانا بينها مصرف "فورين ترايد بنك" الذي تملكه الدولة.
وأجرت كوريا الشمالية في تموز/يوليو تجربتين ناجحتين لصواريخ بالستية عابرة للقارات، ما وضع الاراضي الاميركية بمرمى نيرانها.
وقال قائد القوات البالستية الكورية الشمالية الجنرال راك جيوم إن تصريحات الرئيس الأميركي "كلام هباء"، معتبرا أن "الحوار الصحيح غير ممكن مع شخص كهذا فاقد للادراك ولا يجدي معه فقط سوى القوة المطلقة".
وأكد أن الجيش الكوري الشمالي سيضع اللمسات الأخيرة لخطته ضد غوام بحلول منتصف آب/أغسطس وسيطرحها على الزعيم الكوري الشمالي للموافقة عليها.
- القانون الدولي؟ -
وأوضح الجيش أنه سيتم إطلاق أربعة صواريخ بصورة متزامنة، وأنها ستعبر فوق مناطق شيمان وهيروشيما وكويشي اليابانية.
وتابع أن الصواريخ "ستحلق 17 دقيقة و45 ثانية على مسافة 3356,7 كلم وتسقط في البحر على مسافة 30 أو 40 كلم من غوام" خارج المياه الإقليمية الاميركية.
وكررت اليابان التي سبق ان حذرت انها ستسقط اي صاروخ يهدد اراضيها، انها "لن تقبل ابدا باستفزازات" بيونغ يانغ.
تقع غوام في غرب المحيط الهادئ على مسافة نحو 3500 كلم من كوريا الشمالية وفيها منشآت اميركية استراتيجية من قاذفات ثقيلة بعيدة المدى ومقاتلات وغواصات تشارك بانتظام في تدريبات ومناورات في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المجاورة لها، ما يثير غضب بيونغ يانغ.
كما تحظى غوام حيث يقيم 163 ألف نسمة، بحماية منظومة مضادة للصواريخ من طراز "ثاد".
ولفت الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول، يانغ مو جين، إلى الطابع الاستثنائي لتفاصيل الخطة التي عرضتها بيونغ يانغ.
وقال لوكالة فرانس برس "يبدو أن الشمال يقول إن ما سيفعله سيكون مطابقا للقانون الدولي"، مضيفا "بالتالي لا يمكن أن نستبعد أن ينفذ الشمال هذه الخطة".
- رد صعب -
وأوضح محللون أنه في حال إطلاق صواريخ على غوام، ستجد واشنطن نفسها في موقف حرج. فإن لم تحاول اعتراضها، ستتضرر مصداقيتها وسيدفع ذلك بيونغ يانغ إلى المضي قدما واختبار صاروخ بالستي عابر للقارات.
لكن إذا حاولت الولايات المتحدة اعتراض قصف من كوريا الشمالية ونجَحَ صاروخ في اختراق دفاعاتها،عندها ستكون فاعلية المنظومة الدفاعية الأميركية موضع تشكيك.
ويتصاعد التوتر في شبه الجزيرة الكورية في وقت تبدأ التدريبات العسكرية المشتركة المقبلة بين سيول وواشنطن بحدود 21 اب/اغسطس.
وأوضح المحلل في معهد "سيجونغ" هونغ هيون إيك أن "التفسير الكوري الشمالي لخطاب واشنطن يختلف عن التفسير الغربي لتهديدات بيونغ يانغ الاعتيادية. بالنسبة للشمال، فإن تصريحات ترامب الشديدة اللهجة هي مسألة حياة وموت".
ونزل آلاف الكوريين الشماليين الأربعاء رافعين قبضاتهم في شوارع بيونغ يانغ في تظاهرات دعم للنظام نظمتها السلطات.
وكتب على لافتة خلال احدى التظاهرات "عشرة ملايين قلب تخفق بوعد الدفاع عن الأرض الأم حتى الموت".
واكدت هيذر ناورت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تتكلم "بصوت واحد"، ردا على اعتبار ان المواقف الاخيرة لترامب فاجأت اوساطه.
لكن وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون استبعد هجوما وشيكا على غوام معربا عن امله في ان تتمكن الدبلوماسية من احتواء الازمة.