
رسالة إلى قيادة حركة حماس!!.
إلى قيادة حركة خماس... نخاطبكم اليوم من عمق الكارثة، من قلب الألم الذي لم يعد له حدود، ومن تحت ركام غزة التي تنهار يومًا بعد يوم تحت نيران لا ترحم، نخاطبكم لا من باب الخصومة، بل من باب الإنسانية والواجب والمسؤولية أمام الله، والتاريخ، والشعب.
انظروا جيدًا… انظروا إلى ما آلت إليه غزة، أجساد ممزقة، أطفال تُنتشل أشلاؤهم من تحت الركام، أمهات يودعن أبناءهن، آباء يدفنون عائلاتهم بأيديهم، وشعب بأكمله يسير نحو الهاوية، في ظلام دامس من الجوع والقهر والتشرد.
الناس في غزة اليوم لا يملكون شيئًا، لا مأوى، لا طعام، لا دواء، لا أمان، كل دقيقة تأخير في وقف هذه الكارثة تعني عشرات الشـהــداء الجدد، تعني مزيدًا من الأيتام، مزيدًا من الأرامل، مزيدًا من البيوت المهدمة، والمخيمات التي تضيق بسكانها.
كفى عنادًا، كفى رهانًا على ما لن يعود، الواقع تغير جذريًا، وغزة لم تعد تحتمل، إن الإصرار على المسار ذاته، بينما تنهار الحياة حولكم، ليس صمودًا بل انتحار جماعي ومقامرة بأرواح الأبرياء.
إننا نواجه احتلالًا مجرمًا، لا يرحم، لا يعرف شفقة، ولا يميز بين امرأة وطفل وشيخ، احتلال يتغذى على الدم، ويجد في استمرار الإبادة مصلحة استراتيجية، هم يتلذذون بذبحنا كمن يذبح الخراف… ولا يردعهم شيء سوى وقف هذه الكارثة بكل السبل الممكنة.
أيّ بطولة تُرجى بعد أن فُقد الوطن، وضاعت الأجيال، وتمزقت الأرواح!؟ أي إنجاز يُذكر بينما تُباد مدينة بأكملها على مرأى العالم!؟
نقولها بصدق وألم.. إن وقف شلال الدماء هو أعظم ما يمكن أن تحققوه اليوم، إنقاذ من تبقى من الأرواح، هو الإنجاز الوحيد الذي يمكن أن يُسجل في صفحة من الشرف، بعد أن كُتبت آلاف الصفحات بالحبر والدم والنار، البطولة في أن نُبقي على الحياة، لا أن نواصل الطريق نحو الفناء.
ارحموا غزة، ارحموا أيتامها، جرحاها، كهولها، نساءها، وأجيالها الضائعة... كونوا على قدر اللحظة، واتخذوا قرارًا شجاعًا، يُعيد لهذه الأرض نَفَسًا من الحياة، قبل أن تُزهق ما تبقى من أرواح، وقبل أن يتحول كل شيء إلى ذكرى وندم.
والله من وراء القصد.. وشعبكم شـهــيدٌ عليكم