
الرئيس عون يصل القاهرة ويلتقي الرئيس السيسي
الرأي الثالث - وكالات
التقى الرئيس اللبناني جوزاف عون اليوم الاثنين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة.
وأكد عون، في مؤتمر صحافي مشترك مع السيسي، عقب اللقاء، أن "لا مصلحة لأي لبناني ولا مصلحة لأي بلد وشعب في منطقتنا في أن يستثنيَ نفسه من مسار سلام شامل عادل، سلام يبدأ بالنسبة إلينا بتأكيد التزام لبنان الكامل بالقرار الدولي 1701 للحفاظ على سيادة لبنان ووحدة أراضيه،
مع تشديدنا على أهمية دور القوات الدولية (يونيفيل)، وضرورة وقف الأعمال العدائية التي تقوم بها إسرائيل، والعودة إلى أحكام اتفاقية الهدنة لعام 1949، بما يضمن عودة الاستقرار والأمن إلى الجنوب اللبناني والمنطقة ككلّ".
وحثّ عون "المجتمع الدولي على تحمّل مسؤولياته في إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه برعاية أميركية فرنسية في 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، والانسحاب من كامل الأراضي اللبنانية حتى حدودنا المعترف بها والمرسّمة دولياً، وإعادة الاسرى اللبنانيين كافة".
كذلك، أكد عون أن "لبنان يحرص على قيام أفضل العلاقات مع الجارة سورية، وأهمية التنسيق والتعاون بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، وخاصة في ما يتعلق بملف النازحين السوريين، وضرورة تأمين عودتهم الآمنة والكريمة إلى بلادهم،
بحيث تعمل حكومتا البلدين في أسرع وقت، ومن خلال لجان مشتركة، جرى الاتفاق على تشكيلها، لتحقيق ذلك بما يضمن مصلحة البلدين والشعبين".
كما رحّب عون بقرار رفع العقوبات الأميركية عن سورية، آملاً أن يساهم في تعافيها واستقرار المنطقة، مؤكداً دعم لبنان كل الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة سورية وسيادتها.
ودعا عون إلى "قيام نظام المصلحة العربية المشتركة، ومن أولى ركائزه إقامة هيئة جدية ناظمة للمصالح المشتركة بين دولنا وشعوبنا وبلداننا"،
مؤكداً أننا "نطمح إلى إقامة سوق إقليمية مشتركة، قد نبدأها بخطوة واحدة فقط، بين بلدين اثنين لا غير، ثم نتوسّع عبر القطاعات والجغرافيا، حتى نحقق خير بلداننا وشعوبنا كافة".
وأشار إلى أن "تطلعاً طموحاً كهذا، يحتاج إلى استقرار في منطقتنا، والاستقرار الثابت لا يقوم إلا على سلام دائم، والسلام الدائم لا يُبنى إلا على العدالة، والعدالة لها تعريف واحدٌ وحيد،
ألا وهو إعطاء كل الحقوق، لكل أصحابها، وهذا ما أقرته الدول العربية في مبادرة بيروت للسلام سنة 2002، وهذا ما نتطلع إلى تجسيده في أقرب وقت".
وأضاف "بهذا السلام بالذات، نشهد قيام دولة فلسطين السيدة المستقلة، ونكافح التطرف والإرهاب والفقر والجوع وأفكار الإلغاء وأهواء الإقصاء، ونحقق التنمية والازدهار لشعوبنا".
من جهته، قال الرئيس المصري إن زيارة عون إلى مصر "تحمل في طيّاتها رمزية خاصة، فهي تجسّد متانة العلاقات التاريخية والاستراتيجية بين بلدينا، وتعكس ترابطاً يمتد عبر العصور، إذ لطالما شكلت مصر ولبنان، نموذجاً فريداً، للأخوة العربية الحقيقية".
وأضاف "تأتي زيارة عون في مرحلة دقيقة وظرف إقليمي شديد التعقيد لتؤكد عمق العلاقات المصرية - اللبنانية، وصلابتها على المستويات كافة، وتعكس الترابط الوثيق بين الشعبين والحكومتين.
ولقد مثلت مباحثاتنا اليوم، فرصة ثمينة لتبادل الرؤى، حول سبل تعزيز التعاون بين بلدينا، لا سيما في المجالات الاقتصادية والتجارية".
وتابع السيسي "أكدنا حرصنا، على دعم جهود لبنان في إعادة الإعمار، من خلال الاستفادة من الخبرات المصرية الرائدة، في هذا المجال،
وشددنا على موقف مصر الثابت في دعم لبنان، سواء من حيث تحقيق الاستقرار الداخلي، أو صون سيادته الكاملة، ورفضنا القاطع انتهاكات إسرائيل المتكررة، ضد الأراضي اللبنانية، وكذلك احتلال أجزاء منها".
وأردف "في هذا السياق، تواصل مصر مساعيها المكثفة، واتصالاتها مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية، لدفع إسرائيل نحو انسحاب فوري وغير مشروط، من كامل الأراضي اللبنانية، واحترام اتفاق وقف الأعمال العدائية،
والتنفيذ الكامل والمتزامن لقرار مجلس الأمن رقم 1701، من دون انتقائية بما يضمن تمكين الدولة اللبنانية، من بسط سيادتها على أراضيها، وتعزيز دور الجيش اللبناني، في فرض نفوذه جنوب نهر الليطاني".
وجدد السيسي "دعوة المجتمع الدولي، لتحمّل مسؤولياته تجاه إعادة إعمار لبنان"، وحثّ "الهيئات الدولية والجهات المانحة، على المشاركة بفاعلية في هذا الجهد لضمان عودة لبنان إلى مساره الطبيعي على طريق السلام والتعايش والمحبة في المنطقة".
تأكيد على إنهاء الحرب على غزة فوراً
وبشأن غزة، قال السيسي إن المباحثات مع عون تطرقت كذلك إلى "تطورات الأوضاع في قطاع غزة حيث أكدنا ضرورة إنهاء العدوان على القطاع فوراً، واستئناف العمل باتفاق وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى كافة، مع ضمان دخول المساعدات الإنسانية، بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الملحة، للمدنيين الأبرياء في غزة.
كما جدّدنا التأكيد على موقف مصر ولبنان الراسخ والداعم للقضية الفلسطينية مع رفض أي محاولات تهجير للفلسطينيين، أو تصفية قضيتهم العادلة".
ودعا السيسي المجتمع الدولي إلى "حشد الجهود الدولية والموارد، لتنفيذ خطة إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وتمكين السلطة الفلسطينية من العودة إلى القطاع،
والعمل على توسيع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كون هذا المسار، هو الضامن الوحيد، للتوصل إلى السلام الدائم والاستقرار في المنطقة".
وأضاف "تناولت مباحثاتنا أيضاً، الملفات الإقليمية الملحة، وعلى رأسها الوضع في سورية الشقيقة، حيث جددنا دعمنا الكامل للشعب السوري الشقيق،
وأكدنا ضرورة أن تكون العملية السياسية، خلال الفترة الانتقالية، شاملة وغير إقصائية، مع استمرار جهود مكافحة الإرهاب، ورفض أي مظاهر للطائفية أو التقسيم.
كما شددنا على إدانة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، على السيادة السورية، وضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي السورية المحتلة، واحترام سيادة سورية ووحدة أراضيها".
ووصل الرئيس اللبناني جوزاف عون، صباح اليوم الاثنين، إلى القاهرة في مستهلّ زيارة رسمية إلى مصر، تستمرّ يوماً واحداً، تلبيةً لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأفادت الرئاسة اللبنانية بأن محادثات رسمية ستعقد بين عون والرئيس المصري يعقبها مؤتمر صحافي مشترك.
وأكدت مصادر من قصر بعبدا الجمهوري ، أن زيارة عون إلى مصر مهمّة جداً، سيجري فيها بحث العديد من الملفات، على رأسها العلاقات الثنائية بين البلدين سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً، إلى جانب التطورات الحاصلة في المنطقة".
وأشارت المصادر إلى أنّ "مصر قدّمت ولا تزال الكثير للبنان، وساعدته أيضاً على مستوى الأزمة الرئاسية، ولعبت دوراً أساسياً في إنهاء الفراغ، وهي في كل المناسبات تؤكد استمرار دعمها ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني".
ولفتت المصادر إلى أنّ "عون سيتطرق إلى الاعتداءات المستمرة للعدو الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، وضرورة أن يُكثَّف الحراك الدولي العربي من أجل الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها لاتفاق وقف إطلاق النار، وانسحابها من النقاط التي تحتلها، فهذا ضروري للاستقرار في لبنان والمنطقة،
كما سيؤكد التزام لبنان بالقرارات الدولية، على رأسها انتشار الجيش وأدائه مهامه رغم كل التحديات، وفي هذا السياق سيكون هناك بحث في إمكانية دعم المؤسسة العسكرية لمواصلة مهامها".
وأشارت المصادر إلى أنّ "لبنان ملتزم بوقف إطلاق النار، والجيش منتشر في جنوب الليطاني، ويعمل على فك المنشآت والمخازن ومصادرة الأسلحة، وهو مستمرّ بذلك، وهو متمسك أيضاً باحتكار الدولة للسلاح، عن طريق الحوار، وقد بدأ السير بورش إصلاحية، وهذا كله يظهر جدية السلطات اللبنانية في تنفيذ تعهّداتها، من هنا ننتظر مساعدة لبنان والوقوف إلى جانبه، خصوصاً في إعادة الإعمار".