اليمن و الحقيقة المُرة يا صديقي
اليمن بين لعنة الجغرافيا ونقمة التاريخ
أيها القارئ الكريم، اسمح لي أن أهمس في أذنك حكاية وطن جريح، وطن أسمه اليمن، تلثم جراحه عبق التاريخ وتكويه لعنة الجغرافيا. وأطماع الناقمين،
أكتب إليك وقلبي مثقل بوجع أمة، وعيني تذرف دمعًا مرًا على أرض مباركة تحولت نعمتها نقمة.
تخيل معي بقعة على خارطة العالم، تتربع في خاصرة الأرض كنجمة متلألئة، تشرف على مضائق حيوية وبحار وأسعة، نقطة وصل بين قارات ثلاث.
هذا هو اليمن، مفتاح التجارة ومهد الحضارات. لكن يا للحسرة، هذا الموقع الفريد، الذي كان يومًا مصدر ازدهار وتواصل، تحول اليوم إلى لعنة تطارد أهله.
فماذا جنت اليمن من موقعها الاستراتيجي إلا أطماع الطامعين ونقمة الحاسدين،
صحيح أن اليمن مقبرة الغزاه، لأكن هذه الحقيقه،
تعرف عليها الاجنبي المجوسي الفارسي،
عندما وجد نعال اليمانيون تدوس على تاج كسري بعد الأطاحة بإمبراطوريتهم الفارسية بقوة فعل اليمانيون في الفتوحات الأسلامية،
هذه الحقيقة جعلت المجوس يعرفوا انهم لأ يستطيعون الانتقام من اليمن واليمانيون ثارآ لإمبراطوريتهم الفارسيه إذا دخلوا اليمن بقوتهم وجنسهم الفارسي لان اليمن مقبرة الغزاه وسيدفنهم مثل ما دفن كل غازي أجنبي،
لذلك صنعوا المجوس طريقتهم الاستعماريه الانتقاميه الخفيه التي لأ يشعر معها اليمني بوجود أجنبي يحكم أرضه اليمنية وشعبه، بل ويجعلوا اليماني يعتبر، التدمير الممنهج للحضارة اليمنية، التي يقوم بها ذلك الأجنبي الذي أخفي هويته المجوسيه تحت الصفه الهاشميه مجرد أخطاء حكم وليس عمل تدميري يستهدف الانتقام من اليمن واليمانيون ثارإ لامبراطوريتهم المجوسيه الفارسه،
المجوس صنعوا لانفوسهم برنامج إستعماري با اقلامهم وجعلوا من بياض ثلج القوقاز الذي انعكس على بياض أجسادهم،
صوروها لليمانيون على أنها أنوار الله سبحانه وتعلى تشع من وجيههم لانهم هاشميون ورثة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم ورثة النور وجنس النبي الهاشمي أهل بيته دخلوا اليمن بهذه الصوره طالبين الأجوء الانساني والحماية،
ويحملون في جعبتهم مخططهم المجوسي لاستعمار وتدمير اليمن برنامج إستعماري سموه خرافة الولاية،
صنعوا بنوده بأقلامهم بشكل مفضوح،
جعلوا النبوءة ملك يورث ونتحلوا الصفه الهاشميه ليكونوا هم الورثه،
وكلنا نعرف إن النبوءة إصطفاء إلاهي لشخص النبي ووحي يوحي لأ ملك يورث وقد سبق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حوالي الفين نبي ورسول ولم نجد ان أحد أبنائهم أو أقاربهم أدعي ورثة ملك في نبوءته
وجعلوا كلمة ال محمد خاصه بأبناء عرقهم الأجنبي الدخيل المجوهاشمي، ليجعلوا منها مدخلهم لاقناع الناس بأفضليتهم عن باقي البشر ليبنوا عليها إستراتيجيتهم الاستعماريه للتفرد بالسلطه والثروة والحكم والتحكم،
بينمأ كلمة ال في القران الكريم تعني أتباع النبي محمد كل المسلمون الذي أمنوا برسالته،
مثل غيرهم من الأمم الذين،اتبعوا الانبياء السابقين وصفهم الله سبحانه في القران با كلمة ال، ال عمران وال يعقوب وال ابراهيم. وحتى فرعون ذكر الله التباعه بال فرعون،
وجعلوا الامامة بديل للقران يفتيهم بما يمكنهم من الاستعمار والتفرد بالسلطة والثروة وتملك البلاد ورقاب العباد واستعباد البشر بطريقة نهج امبراطوريتهم المجوسيه الفارسيه العنصرية،
مخالفين بذلك العداله والمساواه الالهيه التي ذكرت في القران الكريم كاسنان المشط والتي حرر العبيد،
هذه اهم نقاط برنامجهم الاستعماري ربطوه بالعقيدة الاسلامية بهدف يجعلوا من سلاح العقيدة الجهادي سلحآ لهم ويجعلوا من اليمانيون راس الحربه لقوتهم العسكريه التي يستخدموها في اعادة امبراطوريتهم الفارسيه وضم الوطن العربي بنفس طريقة القوة اليمانية التي حققت النصر للاسلام واوصلته لمشارق الارض ومغاربها،
استعمروا اليمن من خلال هذا البرنامج لاكثر من الف عام دمروا خلالها اليمن حضاريآ وتاريخيآ واقتصاديآ،
افرغوا ذاكرة الانسان اليمني من محتواها الحضاري، ووضعوا خرافتهم في الذاكرة اليمنية وحولوا طاقة اليمانيون من صناعة الحضارة الى قتل بعضهم البعض في حروب دائمه مثل حروبهم اليوم من تمكين نظامهم الاستعماري من السيطرة الكاملة على كل شبر في اليمن وفرض العبودية والالغاء وتهميش والحرمان على جميع اليمانيون من كل الحقوق والواجبات،
هذا البرنامج الاستعماري المجوسي خطير لم يكشفوه اليمانيون طوال الفترة الاستعماريه الاولي على مدي الف عام،
وعندما تم اكتشافه اليوم بعد العودة الاستعمارية من خلال ابناء نفس العرق المجوهاشمي ونفس النهج الاستعماري القديم نصآ وروحآ،
أستنجد اليمانيون باخوانهم وجيرانهم لانقاذ اليمن بعتبار ذلك الخطر الاجنبي المجوسي الذي يخفي حقيقته الاستعماريه في الصفه الهاشميه التي انتحلها،
وبرغم ذلك لم تفهم العرب خطورة الموقف،
تدخُّلات بطريقة سافرة باسم حماية المصالح، وصناعة حكام دمى بالامس بعد ثورة 26 سبتمبر 1962
واليوم دمئ يحركونهم كيف شاءوا، وتأجيج لفتن طائفية ومذهبية لم يعرفها اليمن من قبل.
جعلوا ذلك الصراعات المذهبيه بديلآ لتعريف الشعب اليمني بالحقيقة الاستعماريه المجوسيه التي تختفي في لباس الهاشميه،
طمعآ منهم في خيرات البلاد حولوا رجال اليمن إلى وقود لحروب لا ناقة لها فيها ولا جمل، وشعبها يدفع الثمن من دمائه وأمنه واستقراره.
أما التاريخ، يا صديقي، فتلك حكاية أخرى تدمي القلب. أرض سبأ وحمير ومعين وقتبان، حضارات شامخة أضاءت الدنيا بعلمها وفنونها وسدودها وقصورها. تاريخ عريق ضارب بجذوره في أعماق الزمن، شواهد حضارية ما زالت قائمة تحكي أمجادًا غابرة.
لكن هذا الماضي العظيم، بدل أن يكون مصدر فخر ووحدة، تحول في نظر البعض إلى مادة للحقد وعقدة نقص دفينة.
تجمعت قوى الشر، مدفوعة بأحقاد الماضي وأطماع الحاضر، لتنال من كرامة هذا الشعب العريق، الذي يمتد نسبه إلى أعماق جذور البشريه الاولأ الأصيلة.
حرب ضروس لم تبق ولم تذر، تمزيق للنسيج الاجتماعي، وتفتيت للأرض الطيبة. ولم يكتفوا بذلك، بل وجدوا في غمرة الفوضى والدمار فرصة سانحة لنهب الآثار وسرقة كنوز الماضي، مثلهم مثل المستعمر الاجنبي المجوهاشمي، محاولين طمس هوية وتاريخ أمة بأكملها.
ساعدتهم على ذلك الطامة الكبرى، المجوسيه المتهيشمه الحوثيه الاستعماريه، لتزيد الجرح عمقًا والليل ظلمة. عبثوا بمقدرات البلاد، واستغلوا ضعفها، وحولوا اليمن السعيد إلى ساحة حرب عبثية، خدمة لأجندات خارجية لا تخدم مصلحة اليمن وأهله.
أيها القارئ، إن ما يحدث في اليمن ليس مجرد صراع على السلطة أو موارد. فحسب، بل إنه صراع بين حضارة عريقة وأطماع دخيلة، بين كرامة شعب وتآمر قوى ظلامية.
إنها حكاية أرض مباركة ابتليت بجغرافيا نافذة وتاريخ مجيد، فتحا عليها أبوابًا من الحسد والجشع والانتقام.
لكن يبقى الأمل، يا صديقي، شعلة لا تنطفئ في قلوب اليمنيين الأحرار.
أمل في غدٍ مشرق، يعود فيه اليمن سعيدًا كما كان، موحدًا شامخًا، يستلهم من تاريخه العظيم قوته، ويستثمر موقعه الاستراتيجي في بناء مستقبل مزدهر لأجياله القادمة.
* اللواء الشيخ مجاهد حيدر