ملامح تسوية شاملة للملفات الإقليمية
إسقاط طائرة “F-16” أمريكية في أوكرانيا بصواريخ S-400 روسية.
إن صحّ هذا الخبر، فإنه يمثل نقطة تحوّل استراتيجية في مسار الحرب الأوكرانية، وضربة قاسية لهيبة الصناعة العسكرية الأمريكية، التي طالما تفاخرت بقدرتها على تجاوز أنظمة الدفاع الجوي المعادية.
هذا الحدث، إذا تأكد، لا يقتصر تأثيره على البُعد العسكري فقط، بل يمتد ليعزز موقع روسيا في الحرب، ويُظهر فعالية منظومتها الدفاعية S-400، ويبعث برسائل ردعية مباشرة إلى أوروبا التي تقف خلف أوكرانيا سياسياً وعسكرياً.
فشل الولايات المتحدة في إنهاء الحرب عبر الوسائل الدبلوماسية، بسبب تعنّت القيادة الأوكرانية المدعومة أوروبياً، يعكس عمق المأزق الغربي.
وفي المقابل، تجاهل روسيا للمطالب الأمريكية بوقف التعاون التكنولوجي مع إيران دفع واشنطن إلى إعادة ترتيب أولوياتها.
وبينما تصاعدت وتيرة التوتر في البحر الأحمر، استفادت طهران بذكاء من المتغيرات الدولية، لتعلن أن التفاوض مع واشنطن يخدم “مصالحها الوطنية”، في إشارة ضمنية إلى استعدادها لفك الارتباط عن حلفائها في اليمن ولبنان، وتحييد القضية الفلسطينية عن أي مسار تفاوضي في المرحلة المقبلة.
يبدو أن ملامح تسوية شاملة للملفات الإقليمية بدأت تتشكل، في ظل انشغال العالم بصراع اقتصادي عالمي محتدم بين أمريكا والصين، صراع تعتبره واشنطن “المعركة الأهم”، وهو ما يفسر رغبتها في تفكيك الأزمات الجانبية والتفرغ لمواجهة التنين الصيني.
إن إسقاط F-16 ليس مجرد حادث عسكري، بل قد يكون الشرارة التي تُعيد رسم خارطة التحالفات والتوازنات في الشرق الأوسط وأوروبا على حدٍ سواء.
* دبلوماسي وسياسي يمني