ترامب والاقتصاد واليمن !!
نقاش اليمنيين حول الأزمات الاقتصادية العالمية أمر طريف للغاية. فلماذا نقلق من ترامب وصراعه مع الصين؟
هل ستتأثر استثمارات اليمن في سندات الخزانة الأمريكية أو في أسواق أمريكا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي بشكل كبير؟
أم أن السياحة اليمنية في أمريكا ستواجه تعقيدات إضافية وتزداد صعوبة الإجراءات؟
أم أن تصدير البضائع اليمنية الفائقة إلى أمريكا سيتوقف، وقد تُفرض عليها رسوم جمركية عالية؟
وهل حركة الابتعاث والهجرة إلى أمريكا ستتأثر؟
وهل مستثمرونَا وعلماؤنا وطلابنا، الذين مكتظين في مراكز الابحاث والاسواق الامريكية هناك، لن يجدوا مخارج طوارئ لهم؟
وهل اقتصادنا يعتمد على الرئاسة الأمريكية أو التعريفات الجمركية العالمية؟ فهل البورصة اليمنية في صنعاء وعدن والضالع وصعدة ستنهار بسبب تقلبات الاقتصاد العالمي؟
وهل المنافسة الصناعية اليمنية في مجالات مثل الرقائق الإلكترونية والسيارات والطائرات ستفقد أسواقها وستتأثر؟
أم أن المستعمرات اليمنية في المحيط الأطلسي والمحيط الهادي ستُفقد؟ أم أن الممرات المائية ستُغلق أمام الأساطيل العسكرية والتجارية اليمنية؟ أم أن برامج غزو الفضاء وإنتاج المعرفة ستُخسَر؟
صدقوني لا تهلكونا فجائع، بالنسبة لنا في اليمن لا فرق. حالنا لن يتغير لو يتفجر النظام الاقتصادي من كل مفصل لأننا نعيش خارج قواعد الكوكب والمجرة.
أكبر خسارة يمكن أن تصيبنا هي أن نصبح أفقر دولة في العالم، ولا يفصلنا عن نهاية القائمة حاليا سوى ثلاث إلى خمس دول.
وهذه النتيجة سنصل إليها بوجود ترامب وقراراته والازمات الاقتصادية، أو حتى لو ظهر المهدي أو المسيح عيسى عليه السلام وعم الرفاهية والسلام العالم.
السبب بسيط: نحن وقيادتنا وأفكارنا وأمراضنا هي التي تجعل حياتنا جحيماً، دون بوادر حلول حقيقية ولذا يجب ان نتغير.
نحن الذين يجب أن نعقل ونتنبه لبلدنا وأبنائنا، ونترك سلوك المليشيات والمتسلطين الذين يتحكمون في رقاب العباد وارزاقهم.
يجب أن نبحث عن العدل والفضيلة داخل نفوسنا، ونبدأ في إيجاد حلول بأنفسنا لمشاكل بلدنا خطوة خطوة بالاعتماد على ذاتنا.
الأمريكيون كان لديهم اختيار بين بقاء الوضع كما كان أيام بايدن أو الجنون، واختاروا الجنون، فالله يسهل عليهم!
فترامب لي هو الشخصية الواضحة التي تمثل الرأسمالية بصورتها الحقيقية، ولا أنكر أنه يعبر عنها بشفافية تامة ودون قناع ولا تمثيل.
وفي النهاية، إليكم هذه المعلومة: الأراضي الزراعية في هولندا تتراوح بين 16 إلى 18 ألف كيلومتر مربع، وهي نفس المساحة تقريباً للأراضي الزراعية في اليمن، أي حوالي 2% من مساحة البلاد.
من الزراعة يأكلون، وأيضًا يصدِّرون للعالم بقيمة 107 مليارات دولار سنويًا.
وإذا نظرنا فقط إلى أبقارهم، فسنخجل من واقعنا وقلة حيلتنا. ففي هولندا يوجد مليون و700 ألف بقرة، بينما في ثلاث محافظات يمنية فقط يوجد 870 ألف بقرة.
هذا يعني أن التقديرات الإحصائية تشير إلى وجود حوالي مليون و500 ألف بقرة في اليمن، موزعة على 41 ألف قرية، بمعدل 30 بقرة لكل قرية كمتوسط.
لكن الأبقار في هولندا تنتج سنوياً ما بين 650 إلى 700 مليون كيلوجرام من الجبن، بقيمة إيرادات تصل إلى 2 مليار و800 مليون يورو (أي حوالي 3 مليارات و130 مليون دولار).
هذا الرقم عن منتجات الأبقار، وليس عن الزراعة يتجاوز قيمة صادرات النفط والغاز والمواد الزراعية الصلبة اليمنية مجتمعة إلى دول الجوار بمعنى لم نفلح حتى في امور هي بيدنا تجعلنا مجتمع ينتج غذائه من ارضه.
وأكثر من ذلك، وصل صراخنا إلى أطراف مجرة درب التبانة. نطالب الآن بالانفصال ونريد تقسيم البلد حتى لا تستنزف ثرواتنا النفطية والغازية لصالح المحافظات اليمنية الأخرى. وهات يا هدرة!