رمضانيات الاصدقاء (1)
.. دماء على الطريق ..
كنت انا والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة وصديقنا الراوي وصديقتنا العصفورة بانتظار زميلي المواطن العزيز لبدء اجتماعنا اليومي لمناقشة المواضيع التي سيتم طرحها عليكم في السلسلة الرمضانية " رمضانيات الاصدقاء " وآلية العمل
وحين وصل زميلنا المواطن العزيز كأن يبدو عليه الحزن والأسى والألم وحين سألناه عن سبب كل هذا الحزن والألم والحالة التي يبدو عليها تحدث إلينا بصوت حزين وقال " لقد حدثت مأساة في الحي الذي اسكن فيه أسرة كاملة مكونة من الأب وبناته وإخوانه وزوجته ذهبت ضحية حادث مروري مؤسف ..
قال الاصدقاء الاعزاء وانا .. عظم الله اجركم ورحمة الله تغشاهم جميعا وخالص العزاء والمواساة لاقاربهم ..
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. وقبل أيام كنت امشي في ميدان السبعين وشاهدت إحدى السيارات مقلوبة في وسط الميدان وعرفت لاحقا ان احد العرسان وصديقه كانوا ضحايا لهذا الحادث وبالتاكيد ان هذا ليس الحادث المروري الأول ولن يكون الأخير فهناك عشرات بل الآلاف من المواطنين والأسر الذين يذهبون ضحايا الحوادث المرورية في بلادنا إضافة إلى الخسائر المادية التي تقدر بمليارات الريالات الى درجة ان من يسقطون جراء الحوادث المرورية في بلادنا اكثر من الذين يسقطون في الحروب وكل ذلك وسط صمت عجيب من قبل الدولة والحكومة بكافة مستوياتها بل وهروب عجيب وكان هؤلاء الضحايا ليسوا من أبناء الشعب اليمني أو ليسوا من البشر ..
قال الاصدقاء الاعزاء.. مايحدث في بلادنا مأساة فوق مأساة والأغرب ان الكل يشاهد ويسمع ويتابع النتائج المأساوية الناجمة عن الحوادث المرورية وكان الأمر لايعنيهم وخاصة أجهزة الدولة والحكومة ..
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. فعلا انها كارثة بل ام الكوارث أن نظل نتفرج على الناس وهم يموتون كل يوم وجهاز المقربعين مشغول بملاحقة أصحاب الباصات والتضييق على الناس في معيشتهم فهناك الآلاف من المقربعين والمتهبشين في الشوارع لايهمهم سوى قربعة أموال الشعب فقط وحماية البلاطجة واللصوص حتى تنظيم الحركة المرورية لايهمهم ثم اتعرفون أن هذا الجهاز العاجز والفاشل لم يستطع عمل حل لشارعي السبعين والستين في العاصمة صنعاء وما يحدث بهما يوميا من كوارث مرورية فكيف سيتمكن من حل لمشاكل الحوادث المرورية في بقية الشوارع والطرقات في بلادنا وكما قلنا ان فاقد الشيء لا يعطيه وانهم وجدوا فقط للقربعة وليس أي شيء آخر ..
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء .. كل ذلك يحدث وكل هؤلاء الناس يموتون ولا حياة لمن تنادي المهم كل مسئول يستلم حصته من الغنيمة وطز في الشعب..
لدينا فخامة الرئيس الباحث مشغول بمواصلة الدراسات العليا والبحث عن درجات علمية لتسوية وضعه الوظيفي ليتمكن من مواجهة أعباء الحياة المعيشية الصعبة وتسديد الإيجارات المتراكمة عليه اما رئيس حكومة الأغبياء والكراتين ونوابه فانهم مشغولين بتوزيع شهادات الزور على اللصوص والبلاطجة والمقربعين والمتهبشين وأعضاء الحكومة مشغولين بالتصوير في الإعلام للحديث عن انجازات وهمية لحكومتهم الفاشلة اما كرتون الداخلية الذي يفترض انه مسئول عن جهاز المقربعين فانه يتواطأ مع المدير الكذاب
وهناك سر خفي يجمعهما إلى جانب مايحصلون عليه من أموال معا
وسنتحدث عن سر العلاقة بينهما في موضوع لاحق وسنعلن عن جائزة المليون دولار لمن يعرف سر العلاقة بين كرتون الداخلية ومدير المقربعين وهكذا فإن كل واحد مشغول بتحقيق مصالحه الخاصة اما المصلحة العامة فليست في قاموسهم " فهل لدى حكومة الكراتين دراسة علمية توضح أسباب الحوادث المرورية والمعالجات الجذرية اللازمة لها ام انها فقط متخصصة في ملاحقة أصحاب الباصات والمترات وقربعة الشعب ؟؟ ..
قال الاصدقاء الاعزاء وانا.. كلام مؤلم يدمي القلب أن تصل الأوضاع إلى هذا المستوى وان تكون حياة الناس وممتلكاتهم بعيدة عن اهتمامات من يفترض أنها دولة وحكومة وجدت من أجلهم .. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ..
الناس يموتون والدماء تسيل على الطرقات والشوارع والدولة والحكومة غائبة تماما وبعيدة عنهم واللصوص والعاجزين والفاسدين والكذابين والمقربعين والمتهبشين والبلاطجة ينتشرون في كل مكان وتبقى العلاقات الشخصية اهم من حياة المواطنين وممتلكاتهم وتبقى الدولة والحكومة مشغولة بأمور أخرى عن أداء مهامها ؟؟؟ وهل سيكون لدينا نظام مروري متكامل لإنقاذ أرواح الناس وممتلكاتهم وليس مجرد قربعة وبلطجة وقلة ادب وجباية وهل سيتم محاسبة الفاسدين واللصوص ام أن السرق اخوة وطز في الشعب اليمني ؟؟؟؟؟ ..