عندما ننتقدكم فإننا نقول لكم: أصلحوا أنفسكم.. لتستمروا
واقع السجون التي تخضع لسلطة الأنصار وما فيها من مظلوميات تستدعي التوقف عندها بمسؤولية، فإيداع الناس السجون وتجميعهم في المعتقلات بالذات سجناء الرأي تعتبر من أيسر الأمور على أي سلطة ،
لكن معالجة آثار ذلك وما يترتب على سجن أي مواطن ظلما يعد من أصعب القضايا وأكثرها تعقيدًا وجرمًا *لأن كسر نفسية إنسان وخدش كرامته من الصعب معالجتها وإزالة آثارها عنه وعن اسرته ومحبيه كما يظن المهووسون بالسلطة ومااكثر الشواهد على ذلك
وعلى الرغم من خطورة ذلك فإنّ معظم السلطات تستخدم طريقة الاعتقالات في معالجة فشلها وإسكات من ينتقدها أو يعارض سياساتها فيما ينبغي عليها القيام به تجاه شعبها، ولم تدرك أنها إنما تخلق من كل سجين بركانا وماردًا قابل للانفجار في أي لحظة،
فمعظم قادة الثورات عبر التاريخ هم خريجي السجون*.
إن استخدام السجون من قبل أي سلطة في معالجة فشلها وظلمها لشعبها تعد من أفشل الوسائل وأشدها جرمًا عند الله وعند الناس، وتعتبر أسلوب العاجز عن إيجاد الحلول والمعالجات.
وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك شهر التوبة والإنابة ننتهز الفرصة وندعو أصحابنا لاستغلال هذه المناسبة ليس بترديد المواعظ وضجيج الميكرفونات، وإنما بإطلاق المعتقلين ظلما في سجونهم*.
وعليهم أن يتقوا الله في شعبهم المستضعف، فلن تُقبل لهم صلاة ولن يقبل الله لهم صوما وسجونهم غارقة وأيديهم ملطخة بظلم الناس.
برنامجكم أيها المزايدون بالدين هو معالجة مظلوميات الناس، فلقد تجاوزتم أكثر المعتقلات ظلما في العصر الحالي، فسجون معظم الدول قد تكون أرحم من سجونكم بكثير، كيف لو يُضرِب سجين عن الطعام في سجونكم!!! بالتأكيد سيتم نقله إلى الانفرادي أو تعذيبه*.
أنني أعتقد جازمًا أن الدين لم يتعرض للتشويه من قبل أي جهة عبر تاريخه مثلما يتعرض له من قبل دعاته من اتباع
(حركات الإسلام السياسي). الدين ليس طقوسا كطقوس الهندوسية أيها المزايدون، الدين نعمة الله ورحمته لخلقه وبرنامج عمل.
فمتى ستفيقون من سكرة السلطة...
شهر مبارك وكل عام وجميع اليمنيين بخير
* رئيس المكتب السياسي لحركة الحوثي سابقاً