امتنا بين نوعين من الوعود
لم تكد الحرب العالمية الاولى تضع اوزارها حتى وجدت امتنا العربية نفسها امام وعدين استعماريين اولهما معاهدة سرية وقعها وزير خارجية بريطانيا المستر سايكس ووزير خارجية فرنسا المسيو بيكو ومعهما وزير خارجية قيصر روسيا قبل الثورة البلشفية وقد فضح تلك المعاهدة قائدالثورة فلاديمير ايليتش لينين ، وهي المعاهدة التي تضمنت تفاهماً ببن لندن وباريس على تقسيم وتقاسم الاراضي التي كانت جزءاً من الدولة العثمانية ...
وثاني الوعدين هو وعد بلفور وهو حسب كثيرون وعد من لا يملك لمن لايستحق.. والذي استهدف إعطاء الصهاينة ارضنا المقدسة في فلسطين..
لم تكن العلاقة بين وعد التجزئة لبلادنا ووعد اغتصاب فلسطين علاقة تقارب في الزمن فحسب ، بل كانت علاقة ذات دلالات استراتيجية تقول ان لا طريق لاغتصاب فلسطين الا بتجزئة الامة ، وان من الصعب تجزئة الامة الا بزرع كيان عنصري في القلب منها....
وهكذا ادرك نهضويو الامة يومها ان فلسطين طريق الوحدة وان الوحدة طريق فلسطين..
من هنا تكتسب عمليات الوعد الصادق التي نفذتها المقاومة الاسلامية والفصائل الفلسطينية اهميتها االتاريخية والاستراتيجية..لا كاعمال مواجهة لكيان الابادة الجماعية فقط ، بل ايضاً كمداميك في بنيان وحدة الامة وتحرير فلسطين..
فعهد الوعود الاستعمارية الى زوال وعهد وعود المقاومة على طريق التحقق.