الحقيقة الأميركية تقول شيئاً آخر
إباحة كل وسائل القتل في مواجهة (الخصم/ العدو) يلغي فكرة الإرهاب من قاموس القانون/ الأخلاق.
لماذا وصفت جماعات ومنظومات بالإرهاب؟ أليس لأنها حين تقرر قتل خصومها فإنها لا تضع اعتباراً لأي شيء آخر، لا القانون ولا الضحايا المدنيين.
تفتح أميركا، من خلال مشروعها الصهيوني، الباب الذهبي إلى الجحيم. سئل متحدث رسمي بالأمس عن التقييم الأخلاقي الأميركي لما فعلته إسرائيل فقال "لا ننسى أن حزب الله هو من بدأ الهجوم على إسرائيل في الثامن من أكتوبر".
أي أن أميركا لم تعد تعنى بالأسئلة الأخلاقية في مواجهة الخصوم.
هذا تشريع جديد، وقديم في الحقيقة ولكنه صار أكثر بجاحة في السماوات المفتوحة. ستتوجع منه أميركا مستقبلاً، وسيذكرها العالم بصنيعها حين تبحث عن الأحلاف.
فهي الدولة التي تفرض عقوبات على (٦٠) دولة في العالم بحسب تقرير مثير لواسنطن بوست، وليس لديها ما يكفي من الأصدقاء.
لماذا تتقافز أميركا في كل العالم لإدانة الأسلحة البيولوجية؟ لأنها تقتل بنفس الطريقة: تصيب عشوائياً، وتقتل المحارب وأهل بيته دون تمييز.
أليس ذلك هو ما تفعلع ابتكارات الحرب الإسرائيلية كعملية البيجر، وبرمجية "أين أبي"؟
قيل دائماً إن الديموقراطية، بما تعززه من مساواة وعدالة، هي مناخ أخلاقي.
وأن مهمتها أن تخلق أنظمة سياسية تعبّر عن الطبيعة الأخلاقية لشعبها ولبيئتها السياسية أفضل تعبير.
غير أن الحقيقة الأميركية تقول شيئاً آخر.