
إدانات لقتل الحوثيين معلم قرآن بعد حصار منزله وقصفه
الرأي الثالث
أثارت جريمة مقتل معلم القرآن الشيخ صالح أحمد حنتوس على يد مسلحي جماعة الحوثي بعد حصار منزله وقصفه بمختلف أنواع الأسلحة، أمس الثلاثاء، حالة من الاستنكار في الأوساط الشعبية والرسمية اليمنية، التي اعتبرت الجريمة دليلاً دامغاً على سياسة جماعة الحوثيين في محاولتها تركيع اليمنيين بالقوة.
وكان معلم القرآن الشيخ السبعيني الشيخ حنتوس، قد حدد خياره أن يموت شهيداً رافع الرأس، مدافعاً عن عرضه وماله، حيث قال في تسجيل صوتي صباح الثلاثاء، وهو يتحدث عن حصار منزله من قبل جماعة الحوثيين التي تسمي نفسها بالمسيرة القرآنية: "قصفونا داخل المسجد، حاولوا اغتيالي، إن شاء الله هي الشهادة، فمن قاتل دون عرضه أو ماله فهو شهيد".
وفجر الثلاثاء، بدأ الحوثيون هجومهم بوصول حملة عسكرية تضم عشرات الأطقم العسكرية التي حاصرت منزل الشيخ، وشرعت في قصفه بشكل متواصل، بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها قذائف الـ"آر بي جي"، بهدف اعتقال حنتوس قسراً، بعد أن أصر على مواصلة تعليم القرآن الكريم في مسجده، رغم إغلاق داره التعليمية بقرار من سلطات جماعة الحوثيين قبل سنوات.
وفرض مسلحو الجماعة حصاراً خانقاً على منزل الشيخ حنتوس، الذي استهدفوه بالأسلحة المختلفة، ورفضوا إدخال المساعدات الطبية والغذائية إلى داخل المنزل المحاصر، ما أدى إلى مقتل الشيخ وإصابة زوجته ونجل شقيقه.
ولم يكتف الحوثيون بذلك، فقاموا باختطاف العديد من رجال القرية، بمن فيهم بعض الجرحى، وقاموا باحتلال عدد من المنازل، ونهبها، والعبث بمحتوياتها، بهدف بث الرعب في صفوف الأهالي.
وفي السياق، تحدث الصحافي هشام المسوري، عن مقتل عمه الشيخ حنتوس، حيث كتب على صفحته في "فيسبوك": "استشهد الشيخ صالح حنتوس الساعة السابعة مساء (الثلاثاء) وهو يقاوم في سطح منزله، منذ تلك اللحظة حاولت زوجته ووالدتها سحب جثته،
لكنها تعرضت في كل محاولة لقصف مكثف. تمكنت قبل دقائق من التسلل والصعود إلى سطح المنزل وسحبت جثة الشهيد. يحاصرها الحوثة الآن في المنزل وإلى جانبها جدتي بعمر 85 عاماً، ويمنعون عنهما الماء بعد أن قصفوا خزانات المياه في سطح المنزل".
وأضاف المسوري: "الشيخ استشهد جراء موقفه العام، جرت تصفيته كونه استمر في تعليم القرآن واللغة العربية، ورفض المساومة على عقيدته وكرامته وبلده وعرضه، الشيخ هو كل واحد منا، واستشهاده بطولة معبرة عن الشعب لا عن شخصه".
ودانت هيئة علماء اليمن، "الجريمة البشعة" التي ارتكبتها جماعة الحوثيين بحق الشيخ المربي ومعلم القرآن صالح حنتوس في منطقة كحلة بعزلة بني نفيع، في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، مساء أمس. وأعلنت الهيئة "استنكارها الشديد لهذه الجريمة الغادرة"،
وحمّلت جماعة الحوثيين "المسؤولية الشرعية والجنائية الكاملة" للجرائم والانتهاكات، مؤكدة أن استهداف العلماء يدخل ضمن "مخطط ممنهج للنيل من هوية الشعب اليمني وعقيدته الصحيحة".
بدوره، نعى عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالله العليمي، الشيخ صالح حنتوس، قائلاً في منشور على منصة "إكس"، إن "الجريمة النكراء التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق الشيخ صالح حنتوس تعكس السلوك الإجرامي لهذه العصابة، وتشير إلى الخوف الرهيب الذي باتت تتحسسه من الشعب اليمني".
وأضاف أن ما وصفه بـ"الهستيريا الحوثية" المتجلية في حملات الملاحقات والاعتقالات تؤكد أن الجماعة "تمر بحالة انتقامية عمياء تجاه كل من يرفض الخضوع والإذلال"، وأن الحوثيين "يتمترسون بكل هذا السلاح ضد مواطن كل ذخيرته مصحف وموقف".
ودان مكتب حقوق الإنسان في محافظة ريمة، من جهته الجريمة التي ارتكبتها جماعة الحوثيين، مشيراً إلى أن المسعفين ورجال الوساطة مُنعوا من الوصول لإسعاف المصابين، في سلوك وصفه بـ"اللاإنساني"،
مشدّداً على أن الشيخ حنتوس لم يكن طرفاً في أي صراع سياسي أو مسلح، بل كان شخصية دينية واجتماعية معروفة بنشاطها في التعليم القرآني والإصلاح المجتمعي. وطالب البيان بفتح تحقيق دولي عاجل ومستقل، واعتبار الاعتداء جريمة حرب مكتملة الأركان.