
دون تخطيط هوليودي... هروب ساذج يربك سجن ذمار
في واقعة غير مألوفة وثقتها كاميرا أحد المارة، شهد السجن المركزي في مدينة ذمار وسط اليمن حادثة هرب لخمسة سجناء، بينهم محكومون بالإعدام في قضية اغتيال قيادي أمني بارز.
وتداول سكان محليون المشهد الذي أظهر عملية الفرار وسط ذهول واستغراب، ولا سيما لتزامنه مع اقتراب عيد الأضحى، إذ تشير المعلومات الأولية إلى أن عملية الهرب جرت بمساعدة من داخل السجن، مما أثار تساؤلات حول الإهمال الأمني،
في وقت لم تصدر السلطات تعليقاً رسمياً حتى الآن.
عز الظهر
وعلى رغم بدائية سيناريو الهرب الذي وصفه مراقبون بـ "غير المألوف"، تمكن خمسة سجناء من الفرار من السجن المركزي في ذمار وبينهم متهمون بجرائم قتل واعتداء،
ووفقاً لمصادر محلية فإن الفارين ينتمون إلى جماعة الحوثي، فيما أثارت طريقة الهرب جدلاً واسعاً حين جرت في وضح النهار وأمام أعين المارة، في مشهد يناقض ما درج عليه العالم من محاولات فرار تحدث سراً وتحت جنح الظلام.
وبطريقة بدائية استخدم السجناء الخمسة أشمغة لربطها ببعضها وتشكيل حبل تسلقوا به سور السجن العالي، في عملية لم تستغرق سوى دقائق وانتهت بوصولهم إلى سيارة سوداء من نوع "جيب كروزر" كانت بانتظارهم أسفل السور، في مشهد التقط أمام أبراج المراقبة ومن دون تدخل حراس السجن.
وأثار الهرب جدلاً واسعاً بين اتهامات شعبية لأجهزة أمن جماعة الحوثي بالتواطؤ وتهريب سجناء متهمين بجرائم قتل، وبين موجة استغراب من تدهور الأوضاع الأمنية في مناطق سيطرتهم، وسط مطالبات بتحقيق شفاف يكشف ملابسات ما جرى
، وبحسب سكان محليين في محافظة ذمار فإن الفارين متهمون بالمشاركة في اغتيال مدير أمن مديرية ضوران آنس، قيس ناجي البخيتي، في سبتمبر (أيلول) 2022، على يد نائبه وعدد من مرافقيه الموالين لجماعة الحوثي، في سياق صراع داخلي بين أجنحة الجماعة في المحافظة.
صراعات وأسئلة الهرب
وتداول الأهالي معلومات غير مؤكدة عن تورط شخصيات أمنية حوثية بارزة في تنسيق عملية التهريب ومن بينهم مدير أمن المحافظة محمد غالب المهدي، ومدير السجن المركزي أحمد عبدالله الشرفي، وسط اتهامات بتصفية حسابات داخلية،
كما عبّر نشطاء عن استغرابهم من غياب أية استجابة من عناصر الحراسة، وتساءلوا عن كيفية تمكن السجناء من مغادرة العنابر واختفاء تغطية كاميرات المراقبة،
فضلاً عن التنسيق المحتمل مع سيارة كانت في انتظارهم خارج السور، بينما لم تصدر سلطات جماعة الحوثي حتى الآن أي بيان رسمي في شأن الحادثة، في وقت تزايد الجدل الشعبي بين من اعتبر أن العملية مدبرة ومن وصفها بالفشل الأمني.
صمت كالعادة وغضب قبلي
وتحدثت مصادر محلية عن اجتماع قبلي لذوي الضحايا الذين أعربوا عن غضبهم، وسط مساع من الجماعة إلى احتواء التوتر، إذ تعد محافظة ذمار من أبرز المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين
ويقدر عدد سكانها بأكثر من مليوني نسمة يتوزعون على 12 مديرية، ضمن مساحة تقارب 9500 كيلومتر مربع، وفق بيانات "المركز الوطني للمعلومات والإحصاء"،
كما أنها تكتسب أهمية إستراتيجية نظراً إلى موقعها الجغرافي جنوب العاصمة صنعاء، حيث تتوسط عدداً من المحافظات وتشكل نقطة ربط بين شمال اليمن وجنوبه.
توفيق الشنواح
صحافي يمني