رئيس الوزراء السوداني يعلن عن مبادرة للسلام في بلاده
الرأي الثالث - وكالات
قدّم رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي الاثنين، مبادرة حكومته لتحقيق السلام في البلاد، موضحاً أنها تهدف إلى دعم الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الحرب،
معرباً عن أمله في الحصول على "دعم غير مشروط" من أعضاء مجلس الأمن لها. وتعد المبادرة بحسب قوله مكمّلة لخريطة الطريق التي سبق أن قدمتها الحكومة السودانية إلى الأمم المتحدة، وليست بديلة عنها.
وأكد أن المبادرة تستند إلى المبادئ الدولية، وتنسجم مع أوجه التكامل القائمة مع المبادرات الأميركية والسعودية والمصرية.
وقال إدريس إن السودان يواجه "أزمة وجودية بسبب الحرب" المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ إبريل/ نيسان 2023،
مشدداً على أن المبادرة تقدم إطاراً وصفه بـ"الغني والواقعي والقابل للتطبيق والشامل"، يهدف إلى حماية المدنيين من الفظائع المرتكبة، واستعادة الدولة لسلطتها ومسؤولياتها، وفتح الباب أمام المصالحة الوطنية.
وأكد أن المبادرة "نابعة من الداخل وليست مفروضة"، ولا تتعلق بكسب الحرب، بل بإنهاء حلقة العنف التي يعاني منها السودان منذ عقود.
وفي ما يتعلق ببنود المبادرة، استعرض رئيس الوزراء السوداني عدداً من النقاط الأساسية، أبرزها وقف إطلاق نار شامل يخضع لرقابة مشتركة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، على أن يتزامن مع "انسحاب المليشيا المتمردة من جميع المناطق التي تسيطر عليها، تنفيذاً لإعلان المبادئ الموقع في مدينة جدة في 11 مايو/ أيار 2023".
وأشار إلى أن المبادرة تنص كذلك على تجميع مقاتلي المليشيات في معسكرات محددة يتم التوافق عليها، تحت إشراف أممي وأفريقي وعربي مشترك، إلى جانب تسجيل المقاتلين وفرزهم وجمع بياناتهم الشخصية والبيومترية.
كما تشمل المبادرة تسهيل عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية وتأمينها، وضمان العودة الطوعية للاجئين، إضافة إلى تأمين انسياب المساعدات الإنسانية إلى جميع المناطق المتضررة من الحرب.
وتتضمن المبادرة أيضاً نزع سلاح قوات الدعم السريع عبر عملية شاملة تخضع لمراقبة دولية متفق عليها، مع تقديم ضمانات تحول دون إعادة تدوير الأسلحة.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، أثارت رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعلنة في التدخل لإنهاء الحرب بين الجيش السوداني قوات الدعم السريع آمالاً في إحراز اختراق،
لكن المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة مع وسطاء آخرين في "التحالف الرباعي" (مصر والسعودية والإمارات) وصلت إلى طريق مسدود.