
مصر تحذر من تداعيات توسع العمليات العسكرية في غزة
الرأي الثالث - وكالات
حذرت مصر، السبت، من تداعيات العمليات العسكرية في قطاع غزة، مع توغل القوات الإسرائيلية في أكبر منطقة حضرية بالقطاع، ودعوتها للسكان بالنزوح إلى الجنوب، وسط تحذير أممي بأن «إسرائيل تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء».
جاء ذلك خلال محادثات في القاهرة جمعت وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ومفوض «الأونروا»، فيليب لازاريني، بخلاف اتصال هاتفي بين المسؤول المصري والمبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف.
وأعرب وزير الخارجية المصري، خلال لقاء لازاريني في القاهرة، عن تعازيه في مقتل أكثر من 360 من موظفي وكالة «الأونروا» في غزة، مؤكداً أنها «تمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني»، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية».
وخلال مؤتمر صحافي مع لازاريني، قال وزير الخارجية المصري، إن «مسألة التهجير خط أحمر للأردن ومصر والدول العربية، ولن يتم السماح به تحت أي ظرف من الظروف... وهراء أن نقول إن هناك تهجيراً طوعياً».
وأكد عبد العاطي أن «تعنت إسرائيل عقبة رئيسية أمام تحقيق تقدم في مسار التهدئة»، داعياً إسرائيل للقبول بمقترح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة الذي يتضمن هدنة لمدة 60 يوماً لوقف إطلاق النار بغزة.
وأوضح أن إسرائيل تستخدم التجويع سلاح حرب في غزة، مؤكداً رفض مصر «للسياسات التوسعية التي يمارسها الاحتلال في القطاع»، معلناً «رفض تصفية القضية الفلسطينية».
فيما قال لازاريني، في المؤتمر الصحافي ذاته، إن إسرائيل تجاوزت كل الحدود والخطوط الحمراء، داعياً إلى رفع القيود المفروضة على المنظمات الإنسانية في غزة.
كما أكد عبد العاطي خلال اتصال هاتفي جرى مع ويتكوف، أهمية تجاوب إسرائيل مع الصفقة المقترحة منذ 18 أغسطس (آب) الماضي، وقبلتها «حماس» من أجل خفض التصعيد، محذراً من خطورة وتداعيات توسع العمليات العسكرية في غزة، واستمرار استخدام التجويع سلاحاً.
كما أطلع الوزير عبد العاطي المبعوث الأميركي على استعدادات مصر لاستضافة مؤتمر دولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار فور الإعلان عن وقف إطلاق النار، وذلك وفقاً للخطة العربية-الإسلامية التي تم اعتمادها في القمة العربية بالقاهرة في مارس (آذار) الماضي.
تأتي هذه الجهود المصرية، وسط تصعيد إسرائيلي، حيث قصف الطيران الإسرائيلي، السبت، بصواريخ ثقيلة برجاً سكنياً من 15 طابقاً (المعروف باسم برج السوسي) غرب مدينة غزة،
ونشر وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر حسابه على منصة «إكس»، لقطات من الاستهداف.
ودعا متحدث الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، السبت، عبر حسابه بمنصة «إكس»، سكان مدينة غزة في شمال القطاع الفلسطيني، إلى الانتقال إلى «منطقة إنسانية» جنوباً.
وتقدر الأمم المتحدة أن نحو مليون نسمة يسكنون في مدينة غزة ومحيطها، وتحذر من «كارثة» في حال قامت إسرائيل بشنّ هجوم واسع النطاق على المدينة.
ورغم أنّ حركة «حماس» وافقت في أغسطس الماضي على مقترح لاتفاق هدنة وإطلاق سراح الرهائن، فإن الحكومة الإسرائيلية تطالب الحركة بإلقاء سلاحها، وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في قطاع غزة، والتنازل عن السيطرة الأمنية على القطاع، من بين أمور أخرى.
ومنذ بداية الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم غير مسبوق نفذته حركة «حماس» على إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، شنّ الجيش الإسرائيلي الكثير من الغارات الجوية على مناطق أعلنها «إنسانية» و«آمنة» للسكان.