
توغلات ومداهمات الاحتلال في القنيطرة ... مشهد متكرّر تحت أنظار صامتة
الرأي الثالث - وكالات
تتواصل عمليات التوغل اليومية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قرى وبلدات محافظة القنيطرة جنوبي سورية، في ظل صمت حكومي وغياب أي موقف رسمي تجاه هذه الانتهاكات المتكرّرة.
وفي أحدث هذه العمليات، أفاد الناشط أحمد الحمدان بأن دورية إسرائيلية مؤلفة من مركبتَين وعدد من الجنود توغلت، مساء الاثنين، داخل قرية الرويحينية بريف القنيطرة،
وأوضح أن عناصر الدورية داهموا عدداً من المنازل وبدأوا بتفتيشها، في حين لا تزال عمليات المداهمة والتفتيش مستمرة حتّى لحظة إعداد هذا التقرير، من دون توفّر معلومات دقيقة عن أسباب هذه الحملة.
وأشار الحمدان إلى أن هذه الدوريات باتت تدخل القرى والبلدات القريبة من الشريط الفاصل مع الجولان السوري المحتل على نحوٍ سلس ومن دون أي حذر، خاصّة بعد قيام قوات الاحتلال بنزع السلاح من أيدي الأهالي خلال الفترة الماضية،
وأضاف: "تسعى قوات الاحتلال لفرض واقع جديد يوحي بأنها السلطة الحاكمة في المنطقة؛ تدخل إلى المنازل بعد الاستئذان من أصحابها، تستجوب السكان حول قضايا محدّدة أبرزها علاقتهم بالمليشيات التي كانت تسيطر على المنطقة خلال فترة حكم نظام الأسد،
إضافة إلى قضايا تتعلق بحيازة السّلاح، كما تجري استبيانات دقيقة حول أعداد السكان وسبل معيشتهم قبل أن تنسحب".
وفي سياق متصل، دخلت ظهر الاثنين دورية إسرائيلية أخرى مؤلفة من ثلاث مركبات وعدد من الجنود إلى مدينة السلام (البعث سابقاً) في القنيطرة، إذ انتشر عناصرها لبعض الوقت في محيط مبنى المحافظة، قبل أن ينسحبوا باتجاه النقطة العسكرية الإسرائيلية المستحدثة بالقرب من بلدة الحميدية، من دون تسجيل أي احتكاك مع الأهالي.
بالتوازي مع ذلك، قرّر مجلس الأمن الدولي بالإجماع، اليوم الاثنين، تمديد ولاية قوة الأمم المتحدة لمراقبة فضّ الاشتباك بين سورية وإسرائيل (أوندوف) لمدة ستة أشهر إضافية.
غير أنّ العديد من سكان المنطقة يعبّرون عن استيائهم من "التقصير الكبير" الذي يرونه في أداء هذه القوة، خاصّة بعدما تخلّت عن العديد من مواقعها على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل،
ويرى الناشط الحمدان أن "وجود قوة فض الاشتباك لم يعد مجدياً، طالما أنها تنفّذ تعليمات قوات الاحتلال على نحوٍ مباشر أو غير مباشر"، على حدّ تعبيره.
أما عن موقف الحكومة السورية، فيجدّد الحمدان التأكيد أنّ "الحكومة ما زالت تلتزم وضع المراقب، من دون أي تحرك ميداني أو حتّى بيان استنكار أو إدانة لهذه التوغلات المتكرّرة"،
معتبراً أن هذا الموقف "يدل على عدم اهتمامها بأبناء المنطقة"،
وختم بتساؤل: "إلى متّى ستبقى حكومتنا في موقع المتفرج الصامت؟
وإلى متى سيصبر سكان القنيطرة، التي باتت عملياً تحت الاحتلال، على هذه الانتهاكات الإسرائيلية وصمت الحكومة حيالها؟".