
إسرائيل وإيران في اليوم الرابع: استهداف متبادل للبنى التحتية
الرأي الثالث - وكالات
تتواصل فصول المواجهة العسكرية بين إيران و"إسرائيل" لليوم الرابع على التوالي وسط تصعيد غير مسبوق، حيث شنت طهران هجوماً جديداً وصفته بـ"الأقوى والأكثر تدميراً"، أوقع 8 قتلى على الأقل ونحو 300 جريح،
فيما ردّت تل أبيب بقصف مطار مشهد ومواقع عسكرية داخل إيران.
وطالت الصواريخ الإيرانية مناطق حيوية في تل أبيب وحيفا، وأدت إلى انهيار مبانٍ.
ولليوم الرابع، واصلت إسرائيل وإيران، الاثنين، تبادل الضربات الجوية والصاروخية، إذن تشن تل أبيب هجمات على أهداف عسكرية وحيوية إيرانية مختلفة،
فيما أكدت طهران أن «لا حدود» في الرد على إسرائيل بعدما «تجاوزت كل الخطوط الحمر»، وشنت بالفعل عدة موجات بمئات الصواريخ الباليستية على الدولة العبرية.
وتركزت هجمات اليوم على البنى التحتية في كلا البلدين. وتوعدت إيران بتنفيذ ضربات صاروخية «أشد تدميراً ضد أهداف حيوية» في إسرائيل،
فيما شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده لا تنوي تطوير أسلحة نووية لكنها تسعى للحفاظ على حقها في الطاقة والأبحاث النووية.
وأعلنت خدمات الإسعاف الإسرائيلية أن حصيلة الدفعة الأخيرة من الصواريخ التي أطلقتها إيران على الدولة العبرية، الاثنين، بلغت 5 قتلى على الأقل ونحو 100 جريح.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن عدد القتلى جراء الهجمات الإيرانية مساء أمس ارتفع إلى 8 بعد العثور على 3 مفقودين؛
حيث سبق أن ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن خمسة أشخاص قتلوا، مع استمرار عمليات البحث عن مفقودين تحت الأنقاض، خاصة في منطقة بتاح تكفا وغوش.
من جانبها ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت "، نقلاً عن مصادر طبية، أن عدد المصابين الإسرائيليين من جراء الهجوم الإيراني الأخير ارتفع إلى 287.
في ذات الشأن، ذكرت بيانات رسمية أن حصيلة الضربات الإيرانية على "إسرائيل" منذ بدء التصعيد قبل 3 أيام بلغت 22 قتيلاً و450 جريحاً بينهم إصابات خطرة.
وتحدثت تقارير عن فشل منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض عشرة صواريخ.
وأصيبت مولدات طاقة في حيفا، وتضررت ملاجئ في بتاح تكفا، في حين أُصيب 25 شخصاً آخرين في هجمات لاحقة.
وامتدت الهجمات الإيرانية إلى مجمع بازان للبتروكيماويات في حيفا، والذي يعد من أكبر المرافق الحيوية الإسرائيلية، ويزود أوروبا بالنفط والطاقة.
ودعت الجبهة الداخلية الإسرائيلية السكان للبقاء قرب الملاجئ، وسط تحذيرات من استمرار التهديدات الصاروخية.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن حالة الطوارئ قد تستمر شهراً، وأن الحكومة تدرس إجلاء الإسرائيليين العالقين في الخارج عبر قبرص.
وأكدت القناة 12 الإسرائيلية أن أكثر من 200 ألف إسرائيلي عالقون في الخارج بسبب توقف الملاحة الجوية في مطار بن غوريون.
من جهته أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجمات استهدفت منظومات القيادة والسيطرة الإسرائيلية، وجرى تنفيذها باستخدام تقنيات حديثة مكّنت من إصابة الأهداف بدقة، رغم منظومات الدفاع الجوي المدعومة أمريكياً، مؤكداً أن الضربة تثبت خطأ حسابات "إسرائيل" تجاه إيران.
توسع الضربات
في المقابل، نفذت "إسرائيل" سلسلة غارات على مطار مشهد شمال شرقي إيران ومواقع أخرى شملت منشآت تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية ومخازن وقود ومنشآت مرتبطة ببرامج التسليح في طهران.
وأفادت وسائل إعلام عبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ ضربات استباقية على مواقع يُعتقد أنها تضم صواريخ معدة للإطلاق من داخل إيران.
بدورها فعّلت إيران أنظمة دفاعها الجوي في طهران ومشهد وكرج وبندر أنزلي، حيث أفادت وكالة "إيرنا" بسماع دوي انفجارات شرقي العاصمة، وانفجار في مدينة شهريار.
وذكرت وكالة "مهر" أن الدفاعات الإيرانية أحبطت هجوماً إسرائيلياً على منطقة بارشين، في حين قالت "تسنيم" إن الدفاع الجوي أسقط طائرات مسيّرة إسرائيلية فوق بندر أنزلي وباقرشهر شمال البلاد.
من جهتها، أعلنت منظمة الطيران المدني الإيرانية تمديد إغلاق الأجواء وإلغاء الرحلات الجوية حتى ظهر اليوم الاثنين. هذا في حين كشفت وزارة الخارجية الإيرانية عن مقتل 73 امرأة وطفلاً في ثلاث غارات إسرائيلية على طهران.
في تطور آخر، أعلن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عن أضرار طفيفة أصابت مبنى السفارة في تل أبيب نتيجة سقوط صاروخ إيراني قربها، دون تسجيل إصابات. وأُغلقت السفارة والقنصلية حتى إشعار آخر كإجراء احترازي.
وفي تطور أمني، أعلنت الشرطة الإيرانية اعتقال عنصرين تابعين لجهاز "الموساد" الإسرائيلي في مدينة ري جنوب العاصمة.
سياسياً، قال الرئيس الإيراني إن بلاده "صامدة بقوة ولا تخشى شيئاً"، داعياً شعبه إلى الصبر على الأزمات التي تسبب بها "الكيان المتوحش"، حسب تعبيره.
كما رفضت إيران الدخول في أي مفاوضات لوقف إطلاق النار، في وقت يتواصل فيه التصعيد العسكري مع "إسرائيل"، وتؤكد طهران أنها لن تقبل أي تحركات دبلوماسية قبل الرد الكامل على الهجمات الأخيرة.
ووفق ما أفاد به مصدر مطلع على الوساطة الإقليمية لوكالة "رويترز"، اليوم الاثنين، فإن إيران أبلغت كلاً من سلطنة عُمان وقطر بأنها "غير مستعدة لبحث أي ترتيبات قبل أن تكتمل ردودها العسكرية على الهجوم الإسرائيلي".
وأضاف أن طهران شددت على "رفضها التفاوض تحت الضغط العسكري".
ونفى المصدر ما نُشر عن طلب إيراني للوسيطين بالتدخل لدى واشنطن لبحث اتفاق نووي أو ترتيب هدنة، واصفاً التقارير بأنها "غير دقيقة".
ويأتي هذا الموقف في وقت تتصاعد فيه وتيرة المواجهة بين الجانبين، بعد أن شنت "إسرائيل" ضربات غير مسبوقة على مواقع إيرانية، ما أثار مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع.